يرى خبراء ومحللون إن انتخابات الرئاسة المصرية التي انطلقت الاثنين الماضي منحت المصريين فرصة لإعادة استكشاف إمكانيات شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت في ظل حملات دعائية «غير تقليدية» لكلا المرشحين المتنافسين. ويتنافس في الانتخابات وزير الدفاع السابق وقائد الجيش المشير عبدالفتاح السيسي والسياسي اليساري حمدين صباحي الذي يخوض السباق الرئاسي للمرة الثانية على التوالي. وتقول آية عبدالله المسؤولة عن مواقع التواصل الاجتماعي في صحيفة المصري «الحملتان تستخدمان كافة وسائل التواصل الاجتماعي وهذا يدل على ذكاء القائمين على الحملتين. فأغلبيتهم شباب وهم أكثر دراية بكيفية التواصل مع الفئات المستخدمة للسوشيال ميديا». وأضافت في اتصال هاتفي «السوشيال ميديا أداة أسرع بشكل كبير. والدليل على ذلك أن أحد المرشحين عبدالفتاح السيسي عندما فكر في طرح برنامجه الانتخابي أو ما أطلق عليه رؤيته للمستقبل استخدم في ذلك موقعه الرسمي على الإنترنت بكل ما يملكه من أدوات تواصل الكترونية». وقال السيسي عند إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية في مارس: إنه «لن تكون لديه حملة انتخابية بالصورة التقليدية». واعتمد السيسي في حملته على استقبال مختلف فئات وطوائف الشعب المصري في مقره الانتخابي إضافة إلى إجرائه لقاءات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (فيديو كونفرنس) بينما نظم صباحي حملة انتخابية متكاملة اعتمدت بشكل رئيسي على اللقاءات الجماهيرية بالمحافظات والوجود المستمر في الشارع. ويرى نصري عصمت خبير وسائل الإعلام الإلكترونية والحاصل على ماجستير الابتكار في الإعلام الجديد من جامعة نيويورك إن هناك اختلافات كبيرة بين الحملة الدعائية للسيسي وصباحي على شبكات التواصل الاجتماعي والحملات التي نظمها 13 مرشحاً في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2012م. وقال عصمت في مقابلة عبر اتصال هاتفي: «الأمر الملحوظ إن مستوى المحتوى المقدم عبر وسائل الإعلام الالكتروني للحملات الدعائية في الانتخابات الرئاسية تطور، ولم تعد الفكرة هي بث دعاية مباشرة وواضحة للمرشح لكن أصبحنا نرى على سبيل المثال صوراً وتسجيلات فيديو للمؤيدين للمرشح وهم يقومون ببعض الأنشطة بعيداً عن شخص المرشح أو ظهوره بنفسه». ورغم هدوء المنافسة الانتخابية على شبكات التواصل الاجتماعي وتركيز كل حملة على الحشد لمرشحها بعيداً عن نشاط الحملة المنافسة إلا أن هذا لا ينفي وجود تفاعل ساخن من مؤيدي كلتا الحملتين بأشكال متفاوتة. ويقول أحمد عصمت مدير منتدى الإسكندرية للإعلام: «اللافت للنظر في صفحات وحسابات الحملتين على مواقع التواصل الاجتماعي في انتخابات 2014م هي أن نسب مشاركة المحتوى (شير) عالية جداً».