أيام قليلة ويهل علينا وعلى العالم العربي والأمة الإسلامية شهر الخير والمحبة والرحمة والعتق من النار.. شهر فضيل وجميل ومميز في كل أوقاته وفي كل أيامه ففيه الصوم والصلاة والزكاة وممارسة جميع أنواع العبادات . خلال هذا الاستطلاع نفتح نافذة لهذا الشهر الفضيل في ( عدن) وفي البيوت العدنية التي يكون فيها لرمضان طعم آخر مميز بجمعه الأهل والأحباب والأقارب .. الخ من مميزات هذا الشهر تعالوا بنا نبحر سوياً أعزائي القراء حتى نستمتع بهذه اللقاءات : رمضان على الأبوب في بداية جولتنا التقينا بالأخت نور وتحدثت معنا قائلة : إننا ننتظر رمضان بفارغ الصبر كل عام يأتي مختلفاً عن العام الذي سبقه لأنه له نكهة خاصة بعدن. وأضافت قائلة : أنا أعيش في السعودية مع أسرتي إلا أننا في رمضان لا بد من نزولنا لعدن حتى نقضي أجمل الليالي مع الأهل والأصحاب الأصدقاء ولا أنكر بأن لشهر رمضان في جدة طعماً خاصاً ولكنه في عدن غير وعلى الرغم من الجو الحار الذي نعانيه هذه الأيام والانقطاع المتكرر للكهرباء ولكن تبقى عدن متميزة في قلوب محبيها. رمضان والكهرباء ويقول محمد مختار طالب جامعي: أشكركم أولاً لإتاحتكم الفرصة لي أن أعبر عما بداخلنا نحن الشباب في ظل هذه الأوضاع في بادئ الأمر أبارك وأهنئ الأمة الإسلامية بقدوم الشهر الفضيل أعاده الله علينا بالخير والعافية . وأضاف مختار متسائلاً: إلى متى سنظل نصارع كابوس الكهرباء وشهر العبادة قريباً يهل علينا فرمضان له نكهة خاصة مهما كانت الظروف نحن نستقبله ونستقبل لياليه الساحرة سواء كان بالكهرباء أو بدونها أسأل الله أن يأتي رمضان ونحن في أوضاع أفضل والكهرباء لا تنقطع. رمضان والمونديال ويقول أبو عبدالله رمضان هذا العام مختلف جداً لأنه متزامن مع كأس العالم وسيكون له طابع خاص ومميز. وأما بالنسبة لرمضان في البيوت فهو يختلف من بيت لآخر من حيث الأطباق الشهية التي تفقد الصائم صوابه عند الإفطار وتبسم قائلا: أيضاً هناك (ميزة) لهذا الشهر الفضيل يعاني منها الكثيرون وهي ازدياد الوزن بسبب الأكل المفرط في هذا الشهر الذي يظنه البعض شهر الطعام فقط. فالبيوت العدنية جميلة بتواضعها وبالمحبة والألفة التي تجمع بين الأهل والأصدقاء وتجعل هذا الشهر يعود علينا بالخير والأمان والرفاه والسعادة. وخلال نزولنا ولقاءاتنا مع بعض المواطنين الذين يعبرون عن فرحتهم بهذا الشهر كانت لنا وقفة مع إحدى أمهات الشهداء الذي سيكون لرمضان هذا العام ذكريات لن تنساها ما حيت أم الشهيد (م، ش) من المنصورة: الكل يتحدث عن رمضان والكل مشغول بشراء الاغراض والتجهيزات لاستقبال شهر الخير والرحمة والمغفرة، ولكن رمضان هذا سيدخل بيتي وأنا متألمة جداً لفقداني لولدي والذي يحمل معه هذا الشهر ذكريات لا تنسى بالنسبة لي ولأبيه واخوته، فهو كان له دور في مساعدتي بأغراض رمضان، فقد كان يجهز بنفسه بعض الأطعمة لكونه الكبير ودائماً كان يرافقني في كل شيء ويتحمل في غيابي كل شيء ولكن شاء القدر أن أحمل نعشه بدلاً من ان يحمل هو نعشي. الحمد لله على كل ما ابتليت به من الله، ومرت لحظات من السكون خيمت علينا وسيل من الدموع ينهمر من عينيها تداوي به جراحها وبصوت متذبذب قالت: البيت اليمني ولا سيما (العدني) يمتاز باسلوبه ومتمسك بالعادات والتقاليد منذ القدم وأجمل ما في لياليه هو جمع الأهل على سفرة واحدة حتى وان كنا فاقدين أو مفقودين، وهذا لا يمنع ابداً بأن البيت العدني مميز بكل الأحوال. وبدوري اهنئ الجميع واهنئ كل أمهات الشهداء في الوطن العربي بهذه المناسبة العظيمة متمنية ان يأتي هذا الشهر الفضيل بالبركة والعافية وصلاح الاحوال. وتشاركنا الحديث الحجة أم محمد التي كانت لها نظرة خاصة عن هذا الشهر حيث قالت: انني استغرب من كل هؤلاء البشر الذين يجعلون الشوارع والأسواق تضج بهم من كثرتهم ليلاً ونهاراً في الأسواق لشراء اغراض رمضان وكثرة السرقات بسبب الازدحام الذي لا يطاق، وشهر رمضان بنظري هو للعبادة والصيام والقيام والجلوس في ذكر الله والاكثار من الصدقات واعمال الخير والرحمة، وليس شهر الاغراض والطعام والتباهي بالسفر، فقد جعل لنا الله هذا الشهر لكي يتساوى فيه البشر الاغنياء والفقراء، الكبار والصغار، بانه شهر لله ولصالح الاعمال، وربنا يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال. وتضيف سميرة الماسي قائلة: ان الليالي الرمضانية بعدن تبهر الزائرين بالأجواء الروحانية التي تسودها. وتقول الماسي كم نفتقد الجلوس على ساحل أبين بعد صلاة التراويح. وتؤكد الماسي ان رمضان بعدن له نكهة خاصة به كوننا نتبع نمطاً محدداً في حياتنا اليومية ولا نمارسه إلا خلال شهر رمضان وكل هذه السلوكيات تكون متواجدة بكل بيت عدني. وفي ختام جولتنا هذه ادركنا بأن الشهر الفضيل يختلف من فرد إلى آخر وذلك من خلال اختلاف آراء الناس فيه وان كل مواطن مهما كان نسيجه الاجتماعي أو لون بشرته عبر عما في اعماق قلبه إلا ان الكل أكد أن رمضان يمتاز بنكهة سحرية ورائحة جذابة عند الأسر العدنية.
