رمضان .. شهر الخير والبركة .. شهر العبادة والرحمة وكلنا يعرف أن في هذا الشهر تتزايد الأعمال المنزلية بالنسبة للنساء فيكثرن من إعداد الوجبات الغذائية بمختلف أصنافها خاصة في وقت الافطار والعشاء.. إلا أن المرأة العاملة سواء في القطاع العام أوالخاص يقع عليها تكليف كبير من ناحية إعدادها للوجبات المنزلية وكيفية أدائها لوظيفتها بالشكل الصحيح مع أن الكثير من هولاء النسوة يستطعن تجاوز كل تلك الصعاب ولا يعتبرن هذا عائقاً في تأدية شعائر وفضائل الشهر الكريم . وفي هذا الاستطلاع يتحدثن عدد من النساء العاملات عن ظروف العمل خلال شهر رمضان وانعكاساته على الالتزامات المنزلية : مائدة واحدة أحلام سلام أخصائية اجتماعية تحدثت عن خصوصية هذا الشهر فتقول : - شهر رمضان يعد مميزاً عن بقية الأشهر الأخرى ولعل أهم ما يميز هذا الشهر هو أصناف الطعام التي لاتكاد ترى إلا في رمضان وبالأخص على مائدة الإفطار فتعطي هذه الأصناف من الطعام النكهة الخاصة بهذا الشهر.. كما أنه أيضاً من الفوائد الاجتماعية لشهر رمضان أنه يجمع الأهل والأحبة والجيران على مائدة الافطار وهذه ميزة عظيمة تتجدد من خلالها العلاقات الأسرية ويكون هناك نوع من التسامح والمحبة وصفاء النفوس في هذا الشهر المبارك. جوهرة رمضان وتضبف عن صلة التراحم والصلة الرمضانية قائلة : - كذلك ما نلاحظه في محافظة عدن على وجه التحديد أنه خلال شهر رمضان وهذه عادة متوارثة تقريباً حيث يتم تبادل وجبات الافطار بين الجيران في الحي الواحد حيث تقوم كل أسرة بتجهيز أصناف متعددة من الوجبات فتقوم بإخراج جزء من هذه الأصناف وإعطائها لأسر معينة من الجيران فترد عليها الأخرى بالمثل وهكذا يحصل هناك نوع من التبادل في وجبات الافطار وهذه أيضاً من المميزات الاجتماعية العظيمة التي لاتزال موجودة في مجتمعنا اليمني رغم الظروف الاقتصادية التي تواجهها الأسرة اليمنية ولكن هناك بركات تصاحب هذا الشهر الفضيل. وهذه الأشياء جميعها تقوم بها المرأة على وجه التحديد والتي تعتبر جوهرة الشهر الكريم حيث يقع على عاتقها انجاز الكثير من الأعمال غير المتعلقة بالمنزل. وتضيف الأخت أحلام بالقول : - المرأة العاملة سواء في القطاع الخاص أو الحكومي لا تعفى من أداء عملها المنزلي .. ورغم هذا استطاعت الكثير من النساء العاملات تأدية أعمالهن بنجاح حيث أن الكثير منهن استطعن اغتنام مكاسب الأجر في هذا الشهر المبارك. أعباء منزلية الأخت/ خديجة نعمان مدرسة تحدثت عن الأعباء المنزلية التي تقع على عاتق المرأة في رمضان قائلة : - هناك الكثير من الأعباء التي نواجهها خلال شهر رمضان نتيجة لتضاعف الأعمال المنزلية بالإضافة إلى دوام العمل لكن مع كل ذلك يتم التغلب عليها بكل صبر فلا أحد يمكن أن يعفينا من هاذين الأمرين ومع ذلك فإنني أحرص على أداء عملي الوظيفي بشكل كامل خاصة وأنه خلال شهر رمضان تنخفض ساعات الدوام وهذا يساعدني على العودة مبكراً إلى المنزل لكي أقوم بإعداد وجبات الإفطار واستكمال الأعمال المنزلية الأخرى. أداء الشعائر الدينية وعن أداء المرأة للشعائر الدينية تقول : - كذلك نحرص خلال شهر رمضان على أداء العبادة لاسيما وأن رمضان شهر العبادة ويمثل بالنسبة لي أيام تعبق بالروحانيات ، فأكثر من قراءة القرآن وأداء الشعائر الدينية التي تتنوع ما بين الصيام من ساعة الفجر وحتى غروب الشمس والاكثار من الصلوات وكل هذه الأشياء تجعلني أشعر بسعادة بالغة.. فليالي رمضان مميزة بمثل هذه الأعمال فنجد المنزل والشارع تفوح منهما رائحة مميزة فيها نوع من الارتباط الروحاني. ظروف العمل أما الأخت/ دنيا مبارك موظفة في القطاع العام فتقول : - الحقيقة أن العمل الوظيفي في رمضان لا يشكل أي عائق بالنسبة لي ولكن كان يفترض أن يكون هناك مراعاة لساعات الدوام في رمضان للمحافظات التي تتميز بدرجة حرارة مرتفعة بما فيها محافظة عدن فالوقت المحدد بالدوام الوظيفي خاصة في وقت الظهيرة وهذا يزيد من مشقة الصيام في شهر رمضان لكن في حال ما تم تحديد ساعات الدوام من السابعة صباحاً حتى الحادي عشر ظهراً سيكون مناسباً جداً وهذه ملاحظة نطرحها على الاخوة في الخدمية المدنية على مراجعة ذلك. غير مبرر أما بالنسبة لتعذر بعض الموظفات من الحضور خلال شهر رمضان وتفرغهن للعمل المنزلي فهذا غير مبرر فبإعتقادي يمكن لكل ربة بيت بما فيها المرأة العاملة على وجه التحديد أن تضع لها برنامجاً منتظماً خلال هذا الشهر ، فيمكنها أن تؤدي وظيفتها خلال فترة الدوام الرسمي ومن ثم العودة للعمل المنزلي كما يعملن الكثير من النساء خلال هذا الشهر المبارك. لاعوائق أمام المرأة أما الأخت/ أم محمد موظفة في القطاع الخاص فتقول : - حقيقة أن الأعمال المنزلية خلال شهر رمضان تتضاعف بشكل كبير نظراً لتعدد الوجبات والأصناف الغذائية التي تقوم بإعدادها في وقت واحد بالإضافة إلى الأعمال المنزلية الأخرى لكن ذلك لا يمكن أن يشكل أي عائق في أدائي للعمل الوظيفي خلال شهر رمضان في المقابل أيضاً فإن العمل الوظيفي لايمكن أن يشكل عائقاً في أن أقصر من واجباتي المنزلية وإنما يكون هناك نوع من العبء نظراً لعامل الوقت فقط. العمل عبادة وأضافت بالقول : - إنني أؤمن بالمثل القائل «العمل عبادة» فلا يمكن أن أتغيب عن عملي بحجة أنه رمضان كما تعمل بعض الموظفات وإنما ينبغي على المرأة العاملة أن ترتب وقتها خلال شهر رمضان وإن كان هناك نوع من التعب والمشقة لكن ذلك يضاعف من حسناتها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى خلال هذا الشهر المبارك.