لا يعتبر شهر رمضان بالنسبة لكثير من النساء في العالم الإسلامي أياماً تعبق بالروحانية فحسب، بل إن العمل الشاق الذي تجد المرأة نفسها غارقة به يكاد يغلب على أي سمة أخرى لهذا الشهر الفضيل، وخصوصاً، إذا كانت المرأة من النساء الموظفات اللواتي أمامهن مسؤولية وجهد في أماكن عملهن فيجدن أنفسهن غارقات في المهام المنزلية.على عاتق المرأة العبء أكبر جميلة اليافعي موظفة قالت: المرأة الموظفة والتي تعمل في رمضان تجدها في حالة يرثى لها خاصة إذا كان لديها أطفال أيضاً. جميلة التي حدثتنا أثناء تواجدها في المطبخ وكان الهاتف تمسك به بيدها اليسرى والأخرى مشغولة في أمور الطهي أشارت إلى أن النساء يتحملن أعباء أكثر من الرجل خلال هذا الشهر الفضيل فهي لديها واجب في العمل وعندما تعود تكاد لا تلاقي وقتاً حتى تطهو الطعام وبعد الفطور لديها مسؤولية الأطفال وتنظيف البيت وخلافه فلا تجد متسعاً لتأدية الشعائر الإسلامية. وتضيف اليافعي أن أعباء المنزل تزيد في رمضان فما بالكم إذا انقطع الماء خلال شهر رمضان فأنا أطالب «باجازة ماء» وتضيف جميلة أن الرجل خاصة في شهر رمضان لا يساعد زوجته في تعجيل الفطور ولا السحور. مضاعفة الأعمال عديلة أحمد خضر تربوية من أبين أشارت إلى أنه لا يوجد متسع من الوقت لتقسيم المهام فهناك كثير من الأعباء التي تواجهها خلال شهر رمضان نتيجة لتضاعف الأعمال المنزلية بالإضافة إلى دوام العمل ومع كل هذا يتم التغلب عليها بكل صبر فلا يمكن أن يعفينا أحد من هذين الأمرين، فإنني أحرص على أداء العبادات لاسيما أن رمضان شهر العبادة ويمثل بالنسبة لي أياماً تعبق بالروحانية فأكثر من قراءة القرآن وأداء الشعائر الدينية التي تتنوع ما بين الصيام والإكثار من الصلوات وكل هذه الأشياء تجعلني أشعر بسعادة بالغة. تعدد الوجبات أما الأخت منال علي موظفة في منظمة طوعية قالت: رمضان أجمل وأحسن شهور العام لأن الكثير يجعله شهر النوم فعندما تذهب إلى العمل تجد صعوبة في المواصلات ثم طبيعة عملك تجبرك على الاتصال مع الدوائر الحكومية فتجد أن هذا الموظف لم يحضر وهذا لديه إجازة فهناك عراقيل في أداء العمل خاصة أن الدوام لا يتجاوز خمس ساعات. حقيقة أن الأعمال المنزلية خلال شهر رمضان تتضاعف بشكل نظراً لتعدد الوجبات والأصناف الغذائية التي نقوم بإعدادها إضافة إلى الأعمال المنزلية الأخرى وهذا ما يشكل نوعاً من العبء نظراً لعامل الوقت. يضيق الوقت مع تعدد المهام مرفت محمود موظفة بشركة خاصة بعدن ترى أن المشكلة الكبيرة تكمن في الوقت حيث إنها تعمل خلال فترتين قبل الإفطار وبعد العشاء وتتمنى مرفت أن تجد الوقت الكافي لكي تمضيه في العبادة، لكن هي تعود من دوامها إلى المطبخ على عجل للبدء بتحضير الطعام ثم جلي الأواني ثم الذهاب للعمل مجدداً للفترة الثانية. وتشير إلى أن هذا ما يجعلها مرهقة جداً فلا تستطيع الإكثار من الصلاة، وتضيف مرفت: إن المرأة العاملة في القطاع الخاص أو الحكومي لا تعفى من أداء عملها المنزلي ورغم هذا استطاعت الكثير من النساء العاملات تأدية أعمالهن بنجاح حيث إن الكثير منهن استطعن اغتنام مكاسب الأجر في هذا الشهر المبارك. عمل مضاعف الأخت وفاء أحمد قاسم موظفة بالحديدة قالت: إن الدوام في رمضان كان طبيعياً ولم يتعارض مع الأعمال المنزلية المرتبطة بإعداد وجبة الفطور والعشاء لأن المعتاد أن يتم التحضير لهذه الوجبات ابتداءً من العصر أي بعد انتهاء الدوام الرسمي.. غير أن تغير وقت الدوام في رمضان عن موعده وتغير نمط الحياة من خلال تغير موعد النوم واضطرار الجميع للسهر خلال ليالي رمضان صعب من مهمة الدوام أضف إلى أن العمل ينحسر خلال الشهر مما ضاعف العمل على المداومات.. وتضيف وفاء: كان هناك لخبطة نوعاً ما في ترتيب شئون البيت والأولاد بسبب كما قلنا الانشغال بالدوام ومن ثم التحضير لوجبات العشاء غير أن تأجيل موعد دراسة الطلاب إلى ما بعد انتهاء الشهر الكريم كان قراراً جيداً وساهم في تخفيف كثير من الأعباء علينا في هذا الشهر مقارنة بأشهر رمضان السابقة.