رغم ما يعانيه العربان من تمزق وشتات .. الخ إلا أن شهر رمضان المبارك يجميغ كل المسلمين والعرب فتجد العرب يتفقون في أغلب العادات والتقاليد الرمضانية التي غالباً ما تمارس في شهر رمضان في هذا الموضوع التقينا عدداً من الإخوة العرب المقيمين في اليمن والذين تحدثوا عن عادات وتقاليد بلدانهم وإلى التفاصيل: أضواء خاصة في البداية التقينا الأخ / محمد سليمان من سوريا وتحدث عن رمضان وعاداته قائلاً : تستنشق دمشق عبقاً خاصاً خلال شهر رمضان ففيها يزين السكان في مختلف أنحاء المدينة شرفات منازلهم بالأضواء الخاصة والعبارات الإسلامية مثل «رمضان كريم» و«أهلاً رمضان» تتصاعد في الجو رائحة الأطعمة التي لاتباع إلا خلال هذا الشهر في أسواق المدينة. حلوى دمشقية وتظهر المفارقة في أن هذا الشهر الذي يتسم بالزهد والعزوف عن الطعام بشهد أيضاً زحاماً حيث يصطف الناس في طوابير طويلة أمام المحلات التي تبيع الحلوى الدمشقية اللذيذة. ويضيف سليمان فيقول : أغلب المصانع الموجودة في دمشق تعمل في رمضان لمدة 24 ساعة نتيجة لزيادة الطلب للحلويات وتجد أيضاً أغلب الناس يقومون بحجز حلويات شهر رمضان قبل أن يبدأ الشهر بعدة أسابيع .. كما تحلو أيضاً «النهش» المصنوعة من رقائق اللجين المحشية بالقشطة البلدي وهي الأكثر طلباً في رمضان وتجد أيضاً في سوق البزورية في دمشق وعلى غير عادته باقي أيام السنة يعرض في واجهة المحلات كل أنواع المجففات من التمور والمشمش والتين المجففين إضافة لأنواع مختلفة من المشروبات مثل التمر هندي والسوس وماء الورد وهي مشرويات لاتقدم في الأيام العادية. مقهى النوفرة ومن التقاليد الأخرى للسورييين خلال رمضان الذهاب إلى المقاهي وتدخين الشيشة والاستماع إلى الحكواتي أو راوي الحكايات ومن أشهر مقاهي دمشق وأقدمها على الاطلاق مقاهي «النوفرة» الذي مازال محافظاً على تراثه حيث يظهر كرسي الحكواتي على منصة ليتمكن الحاضرون من مشاهدته والاستماع بقصصه التاريخية مثل «عنترة بن شداد». مهنة أصيلة وأهم ما يميز رمضان في دمشق هو الجو الأسري ، فالعرف السوري يقضي بأن تجتمع الأسرة عند أكبر أفرادها سناً وبتنسيق عن اليوم الأول من الشهر حيث يتم تحضير المائدة بأصناف الطعام المختلفة والعصائر المتنوعة والتمور. ورغم قرب اختفاء مهنة المسحراتي إلا أن بعضهم يعتبرون هذا عملهم المحبب وهوايتهم المفضلة التي ورثوها عن أجدادهم أو آبائهم ومازال البعض يمارسون هذه المهنة. رمضان عند العرب الأخ/ علي الديلمي «عراقي الجنسية » تحدث عن رمضان قائلاً :- رمضان هو الشهر الفضيل الذي ينتظره العرب والمسلمون بكل شوق ولهفة هذا الشهر الذي ما أن نودعه حتى نشتاق إليه .. وما أن نستقبله تبدأ الحياة معه في التغيير فيصبح ليلنا نهاراً ونهارنا أشبه بالليل .. ولكن هل يختلف هذا الشهر من بلد عربي إلى آخر .. أعتقد أن الجواب على هذا السؤال يحتم علينا أولاً معرفة كيف تعيش هذه البلدان العربية هذا الشهر .. ولتكن البداية في هذا الحديث من العراق .. ولا نقصد عراق اليوم الآن الوضع العراقي الآن كلنا نعرف ونسمع عنه نشاهده من خلال شاشات التلفزيون والاخبار ومن خلال كل هذا لا نملك إلا الدعاء لهم بالخلاص من وطأة الاحتلال واتباعه. الدوام في العراق وأضاف الديلمي بالقول : إن رمضان في العراق لا يختلف كثيراً عن ماهو عليه في معظم البلدان العربية ولكن هناك بعض الاختلافات منها أن الدوام الرسمي في العراق لا يتغير في رمضان فيذهب الموظفون والعاملون والطلاب في نفس الدوام العادي ويعودون في أوقاتهم أيضاً .. أما فيما يخص الفطور فتبقى نكهة رمضان موجودة حيث تبقى هناك وجبات شعبية لاتؤكل إلا في رمضان وتجتمع الأسرة دائماً أثناء الفطور وتتنوع أكلات وتبقى لرمضان أثناء الفطور وبعده تلك الروح التي حبانا الله سبحانه وتعالى. وبعد العشاء تبدأ الحياة بالأسواق والشوارع وتبدأ مدن العراق كافة بالضجيج وتبدأ العائلات بالزيارات والمعتادة وغير ذلك من أنواع الحياة المتنوعة. ألعاب شعبية وفي العراق تظهر في رمضان تلك الألعاب الشعبية التي يلعبها الصغار والكبار من تلك الألعاب المشهورة لعبة (المحيبس) نسبة إلي المحبس الذي يتم إخفاؤه من أحد الفريقين وعلى الفريق الآخر معرفة من يخبئ المحبس أو الخاتم في إحدى يديه وهكذا .. ولهذه اللعبة تقام مسابقات الحواري والأحياء وهناك تنظيم وترتيب للفائزين بها .. ولا تلعب هذه اللعبة إلا في رمضان. دور المسحراتي وفي نهاية الليل يأتي دور المسحراني الذي يمر في الأحياء والحواري حاملاً «الدف» ويصيح في النائمين كي يوقظهم للسحور وهكذا كل ليلة من ليالي رمضان المبارك. وقد تكون هناك الكثير من الفعاليات الأخرى والتي لاتحضرني الآن ولكن هذا هو رمضان في العراق تغير في كل النشاطات العادية عن الشهور العادية الأخرى. شهر النفحات الأخ/ إبراهيم السيد مصري الجنسية قال عن رمضان : - رمضان شهر مبارك كل نفحات ورمضانيات وعادات وتقرب من الله عز وجل يهل الشهر الكريم على العالم كله ولكن مذاقه الخاص وحلاوته يشعر بها المسلم في انحاء المعمورة فهو شهر خيرات شهر رحمة ومغفرة وعنق من النار..ولكل مناسبة في حياتنا ذكراها ومذاقها واستعداداتها وكيفية الاحتفاء بها ومن هذه المناسبات الكريمة هو شهر الصيام ولكل بلد عاداته وتقاليده ولكن الاحتفال بشهر رمضان في مصر يختلف عن باقي البلدان العربية فهذا الشهر يتم الاحتفال فيه بطرق خاصة علاوة على أنه شهر عبادات وروحيات وتقرب الى الله تعالى ولكن هناك استعداداً لرمضان بطرق مقتبسة من الدولة الفاطمية إبان حكمها لمصر ومنها : فانوس رمضان فانوس رمضان هو ما يميز الشهر الكريم حيث إن كل بيت في مصر يشتري فانوس رمضان لاطفاله ويخرج الأطفال ليلاً للعب واللهو ومعهم هذا الفانوس .. ويصل الأمر في رمضان لدرجة أن من يهدي هدية لآخر «صاحبه» بهدية فانوس رمضان لأولاده. ومنهم «المصريون» من يوقد فانوساً كبيراً صناعة يدوية على بواية المنزل فينير المنزل والشارع احتفالاً برمضان. - ومن العادات المصرية أيضاً المأكولات والحلويات الخاصة بشهر رمضان حيث يستعد الناس بتجهييز أشهى المأكولات والمميز منها لكثافة القطايف والتميز والياميش والفستق واللوز وعين الجمل «هذا وقت الفطور»..ومن السحور يحلو طبق الفول المدمس والزبادي والخس والجبن المصري الدمياطي يشتى أنواعه. سرادقات ويضيف السيد بأنه في شهر رمضان تقام سرادقات مخصوصة يكثر فيها الذكر والحفلات الدينية والسامرية الخيم الرمضانية التي طرأت جديدة على الساحة المصرية. ومنها المقهى العربي وتقدم فيه المشروبات من الشاي والقهوة والحليب .. وأنواع أخرى من المشروبات الخاصة بمصر وخصوصاً الشعبية بشتى أنواعها. ومن العادات والتقاليد الجميلة في رمضان التجمعات الأسرية للعائلات للافطار سوياً في بيت العائلة والتي تدعو الى الرابط الأسري والتواصل وازالة أي خلافات أسرية وتوثيق صلة الرحم. - أيضاً موالد الرحمن التي تعدها الجمعيات الخيرية وأهل الخير ورجال الأعمال يقدم فيها إفطار جماعي لذوي الحاجة والفقراء والمسافرين وغيرهم زيادة في وجبة الفطور والسحور أما الأخ / محسن سعيد مصري الجنسية يقول : - الأكلات تزيد عن الشعب المصري في رضمان ليلاً الكل يحاول أن يوسع على أولاده في هذا الشهر وتجد المساجد ممتلئة بالمصلين والاكثار من تلاوة القرآن ...الخ. أيضاً الافطار الجماعي تتميز به مصر بشكل كبير وأوقات العمل تقل في رمضان فالناس كلهم يميلون إلي العبادة حيث يقل الدوام الرسمي في شهر رمضان ساعة واحدة عن باقي الشهور العادية.