دخول الشهر الكريم في ظل الأزمة الراهنة في البلد شكل اختلافاً عما كان عليه الوضع في العام الماضي وغيره من السنوات، ففي ظل الأزمة الحالية تعاني المرأة عناءً كبيراً يربك حياتها في المنزل حسب اعتقاد أ. أماني سيف عضو اتحاد نساء اليمن التي ترى أن انطفاء الكهرباء وصعوبة الحصول على الغاز المنزلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة والاستهلاكية عامة أمر شوش أفكار النساء فالأصل والمعتاد أنهن يستقبلن شهر رمضان بفرحة وتجري الاستعدادات بسلاسة وتستطيع النساء أداء واجباتهن اليومية بهدوء وأخذ حظهن المناسب من التفرغ للعمل التعبدي والزيادة فيه في شهر الصيام وقراءة القرآن. تراحم وتكافل وتضيف أماني سيف: صحيح أن الناس تسوقوا الآن في ظروف صعبة واقتنوا السلع الخاصة بشهر رمضان إلا أن ذلك تم بفرح ممتزج بخوف وقلق يسود المجتمع من طول أمد الأزمة أو تفاقم الأوضاع لا قدر الله ويظل الأمل متسعاً في كل إنسان عاقل سواء من النساء أو الرجال وخاصة النساء بأن يعشن أيام وليالي الشهر الفضيل باعتباره موسم الخير والبر والصلاح.. شهر العبادة والزيادة فيها، شهر التراحم والصدقات، شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار. شراء ملابس العيد المرأة من وجهة نظر أماني كربة بيت قامت بشراء متطلبات الشهر الكريم المرتبطة به دون غيره من لوازم إعداد الشربة وشرائح السنبوسة والباجية وأطباق الحلويات والمشروبات وكذا الإقبال مبكراً على شراء الملابس خوفاً من ارتفاع الأسعار وهي واجبات القصد من وراء انجازها مبكراً التفرغ لاستغلال أيام الشهر الكريم, وملء لياليه بما يرضي الله ورسوله. الأسرة على مائدة رمضان وعن كيفية قضاء المرأة لليالي الشهر الكريم ترى أ. أماني أن النساء غالباً يقضين النهار في إعداد مائدة الفطور وأداء الصلوات ومجمل الواجبات المنزلية وبعد الفطور تكون أجمل الفرص سانحة لقراءة القرآن وتدبره ومراجعة النفس والحرص على زيادة الوعي بما نقرأ والعمل به ومن ذلك تلاوة الأذكار وبين هذا وذاك التئام الأسرة أمام التلفزيون ومشاهدة مسلسل أو برنامج هادف مع حرص على متابعة نشرة الأخبار خاصة أخبار الوطن وأزمته وهو مايبدو أنه محل اهتمام النساء والرجال منذ بداية الأزمة.. وكما هو معتاد وسأحرص العمل به هذا العام هو قيام الليل وبعده إعداد السحور وما يتطلب الإعداد له ليوم جديد ولحاجة أفراد الأسرة مع بذل مزيد من الصبر في الأسبوع الأول من رمضان حتى تنتظم الأمور وينظر في أمر التواصل مع الأرحام والأقارب. “محبة وتراحم” الهموم العامة حاضرة بقوة في أجندة المرأة خلال الشهر الفضيل حيث النساء يكثرن من التضرع إلى الله بكل الحواس والجوارح والصلاة والصيام والإكثار من قراءة القرآن والدعاء من أجل حل الأزمة وانكشاف الغمة وتوافق الإخوة المختلفين بين جميع أبنائه من أجل مستقبل أفضل عنوانه الإخاء والمحبة والسلام والنماء. «أمل في انتهاء الأزمة» هكذا تنظر أ/ نبيهة طارش رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع محافظة تعز والتي تضيف متطرقة إلى الشأن الشخصي في ليالي الشهر الفضيل قائلة: نسأل الله تعالى أن يمدنا بالعون على أداء فريضة الصيام ونعتبرها فرصة لنقول لكل إنسان في وطننا وليس النساء فقط: إننا محتاجون إلى مزيد من العمل الصالح والإخلاص فيه وصولاً إلى الإحسان.. لنعطي للعبادة مساحة أوسع فنصلي ونقرأ القرآن وندعو الله أن يجعل لشعبنا من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، وألاَّ تغيب صورة الوطن من مخيلتنا ونتصرف تصرف الأتقياء الصابرين ونحافظ على الأمل بأن الله مع شعبنا وأن الأزمة ستنفرج ان شاء الله في هذا الشهر الفضيل بعودة الرئيس من السعودية ونرجو من الله أن يؤدي ذلك إلى تحسين الأوضاع وانتهاء الأزمة. «مساعدة الضعفاء» وتضيف رئيسة اتحاد نساء: تعز أن المرأة تحينت دخول شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهي واثقة من أنها كأم وأخت وزوجة، ربة بيت أو عاملة بأن الله سيرفق باليمن وأهله وهمها الأمن والاستقرار وعودة الطمأنينة والسكينة العامة لكل ربوع الوطن ونحن بدورنا ندعو كل امرأة إلى أخذ ظروف الأزمة بالاعتبار ويبادرن إلى عون الضعفاء. «أنشطة خيرية» وأكدت رئيسة نساء محافظة تعز على أهمية الدور الاجتماعي للنساء الفاعلات وما يقوم به الاتحاد من أعمال خيرية ودعم ومساندة للنساء خلال شهر رمضان سواء نزيلات السجن أو مستشفى مدينة النور أو على المديريات وذلك بتقديم ملابس حسب برنامج الاتحاد. وعن الأنشطة التوعوية ذات الصلة بقضايا المرأة ومعاناتها في الأزمة قالت: إن ظروف الأزمة تمنع إقامة مثل هذه الأنشطة حالياً لكن المرأة شأنها شأن غيرها تتابع باهتمام وتتفاعل مع أحداث وتطورات الأزمة وتداعياتها وترجو الله أن يجنب البلاد والعباد مزيد من العناء والمكاره. «إحياء ليالي رمضان» النساء تكاد آراؤهن تجمع على أن شهر رمضان هو شهر الصبر وتنقية الروح من غبار الأهواء والشهوات وأن حلول الشهر الكريم في ظل وضع استثنائي ومأزوم هذا العام يؤثر على بعض العادات المرتبطة بالتسوق والإنفاق نتيجة ارتفاع الأسعار وتضرر فئات واسعة من الأزمة خاصة بسبب أزمة المشتقات النفطية والجاز وانقطاع الكهرباء وصعوبة الاستفادة من بعض البدائل كارتفاع أسعار الشمع وحالة القلق والخوف من بكرة وانتشار الأخبار التي يصعب التمييز الصادق والكاذب منها لذا تتوقع بعض النساء زيادة الإقبال من قبل النساء على المساجد لصلاة العشاء والتراويح وإحياء ليالي رمضان. «بذخ وإسراف» النساء المحظوظات في نظر السيدة سهام منصور من يستطعن الذهاب إلى المساجد والإكثار من الدعاء والذكر وتقديم نموذج حسن لسلوك المرأة المنتمية لله والوطن وهن المتخففات من أعباء البذخ والاستهلاك الترفي وكثرة الأطفال والبعيدات عن مجالس القيل والقال التي تجعل من شهر رمضان عادة للسمر وليس عبادة. تلكمو النساء يعطين الجهد كله نهاراً لإعداد الطعام وما يتبعه من أطباق بعد الفطور وغسل وكنس ثم جزء من الوقت لمتابعة المسلسلات.. وتناول القات الشيشة والإفراط في بذل الجهود لإعداد موائد لملتقيات الصديقات على حساب الأولاد الصغار. “تسوق” حسب العادة تكثر النساء من الخروج إلى الأسواق في ليالي شهر رمضان بحجة الشطارة في الحصول على أجود الملابس والسلع والجديد منها واقتناء كل ما يُعبر عن الاهتمام بالجسد من قبل المرأة التي تجد السعادة في خزانة مال الرجل: أباً أو زوجاً.. وهو ما تراه السيدة أم عاطف الحكيم نزعة استهلاكية لا تقيدها أزمة إلا محدودية الموديلات الموجودة في المحلات من ملابس وأدوات تجميل وزينة الأمر الذي لا يكمن العيب فيه من حيث سهولة الحصول على المال وحق اقتناء السلع الكمالية ولكن حيث أن الاهتمام بالجسد والمظاهر والتكيف مع أجواء السوق والتفاخر بين النساء في مجالسهن بالمشتريات الأمر الذي يطفئ توهج الروح في شهر رمضان والإعلاء من شأن الجسد في الاقتناء وبذل الجهد والحديث بعيداً عن الشعور بوضع الآخرين في أجواء الأزمة بل وفتح شهية الأبناء للاهتمام بالجسد على حساب العقل والروح في أفضل شهور توهجهما وتلك خسارة