في عمران تجد الكثير من الناس ممن يقلبون المفاهيم وتحت مسمى أو شعار الالتزام بها.. ويخلطون بين الأماني والرغبات وبين التفكير والعبادة والتحصيل للطاعات يحولون هذا الشهر الكريم إلى شهر للنوم المصاحب للصيام، أو للسهر المصاحب لأوقات الليل،أو لتناول أشهى المأكولات المصاحبة للتسالي من خلال ممارسة مختلف الأنواع من الألعاب.. وبدلاً من أن يجعلوا الشهر الكريم،فرصة لإعادة صياغة سلوك وشخصية الإنسان المسلم، تحول إلى تناقضات لدى أناس مزجوا بين مفاهيم الأماني والرغبات.. وثمة عرف وتقاليد يمارسها الأهالي في محافظة عمران خلال ليالي شهر رمضان، وتختلف من منطقة لأخرى وهي هنا نماذج نسوقها من خلال آراء وأحاديث علماء يرشدون واساتذة يفقهون وموظفين يتحدثون واقتصاديون يحذرون ...إلخ. عادات أسرية في البداية .. حيث كان مشوارنا مع الأسرة، كونها الأكثر ممارسة للعادات والتقاليد وينصب الاهتمام بكماليات مختلفة من الأطعمة، تقول الأخت فتحية صبارة: إن أسرتها تعد أنواعاً من الأطعمة والكماليات الرمضانية التي تحتاج لميزانية يتحملها رب الأسرة وتقول.. رمضان ليس كبقية الأشهر، تحتاج لمتطلبات من مواد غذائية كثيرة،لكنها هذا العام تحتاج لميزانية كبيرة غير كافية وسيختلف هذا العام عن سابقيه بسبب ارتفاع الأسعار وجشع التجار. سهر ونوم ولمعرفة كيف يقضي الناس أوقاتهم خلال أوقات ليالي رمضان، هناك من يقلب المفاهيم ويخلطها بين الأماني والرغبات،بين العبادة والعمل. الأخ ناجي السوادي يسكن في الريف بمديرية العشة، تحدث قائلاً:- رمضان لياليه فيها روح المرح والتسلية وقتل الوقت مع أصدقائه من الجيران،وأحياناً يقضي أوقات ليالي رمضان خارج المنزل مع أصدقائه في حيه السكني من بعد صلاة العشاء وحتى قرب الفجر، فرمضان وأيامه الممتعة كما يقول ترويح عن النفس. تأخير الصلاة ومثله جمال العودري الذي ينام طوال النهار ويستيقظ قبل أذان المغرب أحياناً والعصر أحياناً آخرى بلحظات متجاهلاً جميع فروض الصلاة سوى صلاة المغرب والعشاء، رغم بيان الشريعة الإسلامية وتأكيد وتشديد العلماء على عدم جواز تأخير الصلاة عن وقتها سواءً في أيام شهر رمضان أم غيرها. كما أوضح الأستاذ خالد المضلعي أستاذ تربية إسلامية عندما قال: هناك شباب يضيعون أوقاتهم فيما لاينفعهم، وربما فيما يجلب لصاحبه الإثم بدلاً من التقوى، على نحو يتطور فيه الأمر إلى ترك الفرائض،فمن كان هذا حاله فلا فلاح له،والله تعالى يقول «ومن لم يجعل الله له نور فماله من نور». ومن جانبه يعتبر فضيلة الشيخ أحمد المذعوري «عالم» الأشخاص من الذين لايهتمون بقيمة شهر رمضان جهاراً مافقهوا الدين على حقيقته،وماعرفوا واجباتهم في هذا الشهر الكريم وفي السنه كلها.. عبادات التقرب إلى الله رمضان شهر جهاد وعمل وعبادة وصبر،وليس شهر نوم وكسل فمعظم فتوحات المسلمين الكبرى تمت في شهر رمضان ويرشدهم: أتقوا الله بأعمالكم التي أوكلت إليكم ولاتضيعوا فرصة أوقاتكم وأعماركم في النوم والتخاذل والضياع.. ويؤكد أن أفضل العبادات هي إيثار مرضاة الله في وقتها والإنشغال بنوافل وعبادات التقرب إلى الله. مدرسة ربانية تربوية وليس كل الناس يقضون أوقات شهر رمضان بالكسل والنوم والعدول عن الأعمال الخيرة .. فثمة أناس في الدين يفقهون وفي العبادات يسعون في الأعمال يخلصون وفي فعل الخيرات يجتهدون، سبيلاً في جميع ثمار خير ما اكتنزه ويكتنزه هذا الشهر الكريم،وزرع أكبر قدر ممكن من الحسنات ولايعطون أنفسهم فرصة لتعطيل دقيقة واحدة من أوقات هذا الشهر الفضيل. الأستاذ أحمد جهلان مدير مدرسة، يؤكد :إن رمضان مدرسة ربانية منهجها تربوي شامل ومدة الدراسة فيها 30 يوماً يؤهل الله عبده المؤمن فيها تأهيلاً كاملاً،إبتداءً بإعادة وصياغة سلوكه وشخصيته كإنسان مسلم،من ثم تهذيب النفوس وتزكيتها،ويرى أهمية استغلال هذه الفرصة السنوية لأنها تمنح الإنسان المسلم الصبر والعزيمة والإرادة القوية للتغلب على أعتى المنكرات. جهاد العمل والعبادة وفي جانب الموظفين الصنف الآخر،سألنا الأخ عبدالله الحرورة موظف عن طبيعة دوره الوظيفي، وكيف يقضي أوقات ليالي رمضان فأجاب: يجب أن نقضي ليالي شهر رمضان في عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته، إلى جانب تأدية الأعمال الأخرى وهي الرسمية الموكلة إلينا،وسواءً كانت مثل هكذا أعمال أم عبادات وطاعات جميعها ماهي إلا جهاد في طاعة الله وخدمة الآخرين والمهم فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه ليلة أنزلت هي خير من ألف شهر وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتقيد الشياطين بسلاسل من نار، وفي رمضان يتسارع الناس الخيرون لفعل الخيرات،ويجتمع الناس في المساجد في أوقات العبادة. جهل وتخلف وعن طابع الأهالي هناك في م/عمران خلال أيام رمضان يقول الأخ نوري العرمزة:- في محافظة عمران يتغير طباع بعض الناس وهم صائمون، وأنا أحد أبنائها استنكروا هذا الطابع وأنا أستاء من غياب الدور العام للتوعية بفضائل شهر رمضان. ولعلك تلاحظ البعض عندما يرافقهم الغضب والانفعال،كما يقوم الآخر بسب وشتم الآخر، وآخرون يقتتلون في الشوارع لأي سبب أو أمر أو مشكلة بحجة أنه صائم ولايستطيع تحمل غضب وإنفعال الآخر فيواجهه بأشد منه. وبشكل عام تظهر خلال ليالي ونهارات شهر رمضان أصناف وظواهر تسلب فضائله الكريمة بأيدي أشخاص يتجاهلون هذه الفضائل المباركة. لهو ولعب من جانبه الأخ الأستاذ باكر علي باكر، ينصح ويدعو الآخرين إلى توعية بعضهم بعضاً بالقول: يجب أولاً على الإنسان المسلم أن يعي فضائل شهر رمضان لأن هناك من يسيئون إليها وإلى أنفسهم ،ويجب ثانياً أن نستغل هذا الشهر الفضيل في عبادة الخالق والتقرب إليه بالاكثار من عباداته وتقديم الخيرات وأداء الزكاة وتقديم الصدقة للفقراء والمحتاجين وزيارة الأرحام ودائماً حفظ وقراءة القرآن، وبالمقابل نمارس العادات والتقاليد الحميدة التي ترضي ربنا والناس أنفسهم، ورمضان ليس شهراً عادياً يتوالى فيه الليل والنهار فقط إنه محاولة لتجسيد الزمن والمجرد وإكساب معنى من خلال الشعائر الدينية وليس الطقوس التقليدية التي لاتعني لرمضان شيئاً. لذلك يجب علينا أيضاً توعية الآخرين من الناس الذين يمارسون الظواهر السلبية لأوقات هذا الشهر الفضيل نهاراً بالنوم، وليلاً بالانشغال الترفيهي واللهو بمختلف الألعاب. آراء وتباينات ثمة آراء وتباينات وجهات نظر أخرى فيما يتعلق بجانب مستوى الانضباط الوظيفي.. آراء تتباين وأخرى تتفق مع بعضها أحياناً آخرى إزاء ماهو حاصل وواقع لما يخيم على مكاتب الإدارات والمرافق والقطاعات العامة من سكون لا مبرر له في هذا الشهر الكريم، وإنما ماينبغي على الجميع أن يعيروه من اهتمام،ويغيروا ما بأنفسهم من شوائب الماضي ويستقرئوا ضرورات حاضرهم لصنع مستقبل الإنسان من جديد والدين والوطن على حدٍ سوى. تراجع اقتصادي يرى خبراء اقتصاديون بأن إنخفاض ساعات العمل في الدوام الرسمي سبب في إنخفاض الإنتاج في كافة القطاعات، وبالتالي تراجع في النمو الاقتصادي للبلد بشكل عام. وهنا يؤكد الأخ أحمد الوزيري رجل أعمال بقوله: إن العمل يعتبر عنصراً أساسياً وضرورياً لتحريك العملية الإنتاجية في المجتمع،حيث يقاس العمل أحياناً بحجم قوة العمل في الدولة ومستوى كفاءتها وساعات العمل. ويشير إلى أن الأوقات التي تنخفض فيها ساعات العمل وبالذات الدوام الرسمي وكذلك الإنتاج هي أوقات في شهر رمضان المبارك،وهذه من الظواهر السلبية التي تؤثر على تنمية الاقتصاد الوطني،وهذه الظواهر عندما يعتقد بعض الناس بأن رمضان شهر للراحة والنوم،وهذان المفهومان وجهان لروح واحد وهو «الكسل». إنعكاس سلبي وأخيراً الدكتور عبده مسعد حمران عميد كلية التربية عمران،يرى أن غياب أو عدم الالتزام بالدوام والانضباط الوظيفي في بعض إدارات مرافق وقطاعات التنمية بمحافظة عمران يعود لغياب الرقابة الخاصة والمطلوبة الغائبة من قبل الجهات المسئولة ذات العلاقة. ويعيد الأسباب هذه لعدم التزام هذه الجهات بواجباتها في تنفيذ ما أوكل إليها من مهام مناطة وماهي إلا واجبات وطنية ودينية،وهذا ما سينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني.