عندما عرفت بمسألة طلب الزميل خالد سليمان للجوء في بريطانيا وبعد تأييدي لموقفه وحريته في اتخاذ القرار، تساءلت بيني وبين (جازم) ترى هل ستتولى الزميلة ذكرى عباس رئاسة الثوري باعتبارها نائب رئيس التحرير؟ وكان أكبر همي أن تتردد ذكرى مع أني أعرفها جيداً فهي صحفية متخصصة وخبرة وشخصية نقية وقيادية جيدة ومعروفة إعلامياً وليست أقل نضالاً في الحزب والصحيفة من أي كادر آخر. ومع ذلك تصورت ولو للحظة أنها قد تتكاسل أو لأي مبرر آخر قد تعتذر لكني عدت سريعاً عن تلك الوساوس وقلت ذكرى (قدها وقدود)، لكن هل الحزب والصحيفة قدها؟! هذا هو السؤال الأهم وسألت جازم بحكم انتمائه ومعرفته بلوائحهم حول الموضوع فأخبرني أن منصب رئيس تحرير صحيفة الحزب يتم تعيينه عبر اجتماع اللجنة المركزية، فاستغربت المفروض أن الحزب واحد من رواد الدعوة لحقوق المرأة ومناصرتها وهذه فرصة ليست أقل من كثير من الفرص التي أضاعها الحزب من يده يثبت جدية موقفه مع المرأة ثم أن ذكرى نائب رئيس التحرير وحسب اللوائح والقوانين في مختلف المنظمات والمؤسسات الحكومية والحزبية واللاحزبية فهي أولى برئاسة التحرير عقب خالد سلمان ولو حتى مؤقتاً لحين اجتماع اللجنة المركزية. لم أفاجأ باستقالة ذكرى من الصحيفة التي منحتها ذكرى زهرة عمرها وحتى اللحظة أشد على يدك يا ذكرى وعلى يد كل امرأة جديرة، تعرف أنها جديرة، ولا يعرف الآخرون ما تستحق أن تتركهم وراء شعارات لا نرى لها أثراً عملياً ولا تطبيقاً. ليست المرة الأولى التي يخذلنا فيها حزب ولن تكون الأخيرة، وموقفي هذا ليس لأن البديل لذكرى أقل شأناً أو كفاءة بل مجرد إحقاق للحق ولو كان أبو بكر هو نائب رئيس التحرير وتم تجاوزه بتعيين أي كادر آخر لوقفت معه لذات الموقف تعميقاً للنظام والقانون وإعطاء كل ذي حق حقه، ومع ذلك مازالت أمام الاشتراكي فرصة لاجتماع اللجنة المركزية وإعادة ذكرى إلى مكانها الذي تستحقه، كم سيكون جميلاً أن ترأس صحيفة أحد أهم الأحزاب السياسية امرأة صحفية مقتدرة متميزة ناهيك عن انعكاس هذا الموقف من المرأة بشكل عام والذي ستختلف به المعارضة كلها عن موقف الحكومة التي مهما قصرت إلا أنها تظل في ثقتها بالمرأة ورقيها في التعامل معها حتى الآن أفضل من كثير من الأحزاب التي لا تتميز بموقفها من المرأة مهما كانت جديرة وذات حق، أم أن المواقف التمثيلية الخاصة بالمرأة تنتهي بانتهاء المشهد الانتخابي وترجع "ريمه لعادتها القديمة". هل أن رئاسة التحرير عصية على المرأة ومواسم التهريج والتمثيل مرتبطة بشكلية الثامن من آذار؟ اليوم العالمي للمرأة والاحتفاء بالضحك على عقلها في الصحافة اليمنية وبعض المؤسسة والقطاعات التي تجعل المرأة مسؤولة ليوم واحد لا يكفي لمعرفة جدارة المرأة بحق والحكم عليها.. جدارتنا نثبتها يومياً عبر نضالنا في هذه البلاد وحقوقنا سننتزعها من عين الأسد ليس بشار ولكن الوحش الذي يجثم على عقول أحزابنا وحكوماتنا ومجتمعنا العربي ولا بد من يوم تكون فيه المرأة كما تريد وكما تستحق بجد واقتدار بإذن الله تعالى. تحية خاصة: لأطيب زميلة خذلتها.. إلهام زميلتي في صحيفة رأي حمداً لله على السلامة، وألف مبروك.