كروم العنب المنسحقة تحت جنازير الدبابات في بني حشيش، ورماد الرمان في صعده، وما تبقى من رمق آدمي في سهول وجبال وشواطئ وقفار اليمن يستصرخون كل ذرة انتماء لهذه البلاد وكل نبضة صدق وإخلاص ووطنية... أوقفوا كل هذا الخراب؛ أغلقوا أبواب الرعونة و اللا حكمة وتعالوا بجدية واتزان وعدالة ومحبة حقيقية لأنفسكم وأهليكم وبلادكم إلى كلمة سواء تكفينا شر ما تسوقون البلاد إليه، بأي وجه يقابل الله من توضأ بدم أخيه! بأي قلب ينام من يشرد نساءه وأطفاله، ويزرع الرعب في قلوب إخوته! بأي عقل يفكر من يهتك ستر بيته ويلقي بنفسه إلى التهلكة! ما الذي سيقوله المتحاربون لنا ولأبنائهم وللتاريخ وأي مبرر سيغفر لهم ما يزرعون من شر وما يذكون من نار يزجون بنا فيها دون رحمة. إن ما يعتمل اليوم في جسد بلادنا الحبيبة من اختلاجات و أوجاع نازفة لهو أمر لا يحتمل السكوت عنه ولا انتظار عواقبه التي نراها تتفاقم كل يوم تدمينا وتهدر أمننا واستقرارنا شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً دون استثناء. أوقفوا هذه الحرب أيها الحكماء يا دعاة الخير يا ناهين عن الشر بحق كل الشرائع والدساتير والقيم والأخلاق والأعراف، أوقفوا ما يعتمل في جنوب بلادنا من غضب وشحناء وتوتر. لم نعد في مأزق ولسنا في عنق الزجاجة، إننا ننحدر بأقصى ألمنا نحو الهاوية، وليس أمامنا إلا التشرذم والتناحر، الذي لن يفضي إلى خير بكل تأكيد أو استنهاض محبتنا لبلادنا و باستحياء حكمة وروية تستوطن جنبات عقولنا وأرواحنا لنوقف هذا الهدر والضياع والوجع الذي لسنا بحاجة إليه. إن من يستقرئ واقع الحال سيجد أن كل من يؤجج نار ما يجري مخطئ، وأن الطرق المتبعة في معالجة ما هو كائن من أنين لا علاقة لها بمحبة هذه البلاد، حكومة وشعباً ومقدرات، إنه العبث والحمق والكراهية ممن يسوقون ما يحدث على كل الأصعدة و من كل الوجوه لن نجد غير القبح الخالص الذي لا يخفى على كل ذي بصيرة وعقل، ولا أظن ولي أمر هذه البلاد راضٍ عن ما يجري بكل حكمته وشجاعته ومبادراته العربية والعالمية، الداعية دائماً للاحتكام إلى الحوار والعقل والخيارات الشعبية الديمقراطية، ولا أظن جعبته خاوية عن وضع حلول وسط تلم شعثنا وتداوي وجعنا وتستوعب الجميع وتكفينا شرما نحن فيه. علينا أن ننتصر لوحدتنا وبلادنا، وأن نأخذ الأمور بعين الجدية والا تزان والعدل، فبغير المواطنة السوية التي تضمن المساواة في توزيع الثروات بين أفراد المجتمع بما يكفل العدالة، والديمقراطية القائمة على المشاركة في صناعة القرارات بشكل فعال وملموس يحقق التوازن والتنمية الحقيقية التي ترفع من مستويات معيشة المواطن ودخله وتوجد فرصاً للعمل، لن يختلف اثنان على هذه المبادئ وعبر الحوار والشفافية سنصل إلى خير هذه البلاد، الحوار الذي أفضى إلى الوحدة وسيفضي إلى الأمن والاستقرار والعدل بإذن الله، وإرادة الشرفاء من أبناء وقادة هذه البلاد، وباستماع كل طرف للآخر ونبذ الخلاف والسلاح والاحتكام للعقل والمنطق، بالله عليكم اكفونا شر الحرب والشحناء نكتفي بهذا القدر من الاعتقالات العشوائية التي تجعل من الاسم تهمة، والانتماء لأصل أو أسرة مثار تشكيك في وطنية صاحبه، نكتفي بهذا القدر من الدماء وهدر كرامة المواطن الذي لا ذنب له سوى أنه أحب بلاده، حكومة وشعباً، والله المستعان وصبراً على ما يفعلون.