كان وسيظل الحوار الوطني هو الوسيلة الحضارية والمثلى لتحقيق الوفاق والاتفاق حول كافة القضايا الخلافية سواء على مستوى الأفراد والجماعات والقوى السياسية أو على مستوى الدول وعكس الحوار هو الاقتتال والعنف والخراب وإشعال نار الفتنة وإثارة الأحقاد والكراهية والضغائن. وما تمر به بلادنا هذه الأيام من أزمة سياسية خانقة تتطور تداعياتها بشكل مؤسف يوماً بعد آخر مما ينذر بفتنة لا تحمد عقباها إذا لم يتم احتواؤها ووأدها قبل استفحالها وهذا لن يكون إلا بتحكيم العقل والمنطق والقبول بالجلوس على طاولة الحوار لمناقشة كل القضايا التي يجب أن تناقش بين كافة القوى السياسية والاجتماعية بروح وطنية مسؤولة بعيداً عن الحسابات الشخصية والحزبية الضيقة ، فاليمن ملك كل أبنائه ولا يستطيع أحد أي كان إدعاء غير ذلك فكل ما يهم الوطن والمواطن يجب مناقشته على طاولة الحوار بعقول مفتوحة وصدور رحبة ونفوس صافية وقلوب خالية من الأحقاد والضغائن وما اختلفنا فيه فلنحتكم بشأنه إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم فتلك هي الحكمة التي وصف بها الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام أهل اليمن وهذا هو الجهاد الأكبر الذي أخبرنا به رسولنا الكريم وهو جهاد النفس أما الاحتكام للشارع فليس من الحكمة بشيء ولا يمت للجهاد بصلة.. فالاحتكام للشارع يقودنا إلى الفوضى والخراب وإلى الفتنة التي ستخلف نتائج كارثية على الوطن والشعب. من أجل الوطن ومن أجل مستقبل أبنائنا نناشد أطراف الأزمة الاحتكام إلى كتاب الله بدلاً من الاحتكام للشارع.. غلّبوا لغة العقل والمنطق بدلاً عن لغة القوة والسلاح.. من أجل اليمن ومستقبل أبنائنا نقول لكم : تحاوروا ولا تتقاتلوا.. اتفقوا ولا تختلفوا.. غلبوا المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية والشخصية. على أولئك الذين يذكون نار الفتنة ويدفعون بالشباب إلى المحرقة أن يتقوا الله في شباب الوطن الذين يجب أن يوجهوا إلى صروح العلم وساحات البناء والإعمار وليس إلى الشوارع للاعتصام وارتكاب أعمال الفوضى والخراب وقطع الطرقات والاعتداء على المنشآت العامة وتعطيل مصالح الناس وإقلاق أمنهم وسكينتهم. هؤلاء الشباب كان يجب أن يتم الغرس في نفوسهم قيم الحب والإخاء والتسامح والولاء للوطن بدلاً من الحقد والكراهية والبغضاء.. وكان يجب أن تستثمر طاقاتهم وحماسهم فيما يعود بالنفع عليهم أولاً وعلى الوطن ثانياً بدلاً من هدرها في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والسب والشتم والفوضى والتخريب. يجب على كل الشرفاء من أبناء الوطن وفي مقدمتهم أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء وأصحاب الحل والعقد والأكاديميين والمثقفين والتربويين استشعار مسؤولياتهم الدينية والوطنية أمام الله سبحانه وتعالى أولاً وأمام التاريخ ثانياً وأمام الشعب اليمني ثالثاً بالعمل على وقف التداعيات الخطيرة للأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن من خلال بذل كل الجهود والمساعي الخيرة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر وتحقيق الوفاق والاتفاق من أجل تجنيب اليمن وأبنائها الانزلاق نحو نفق مظلم لا يعلم إلا الله مداه. [email protected]