الحشود الجماهيرية الغفيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء وعدد من عواصم محافظات الجمهورية يوم أمس الأول الجمعة لم تشهدها اليمن من قبل فقد فاق أعداد المشاركين فيها الأعداد التي خرجت في جمعة الأسبوع الماضي.. تلك الحشود الملايينية من أبناء الشعب اليمني هتفت بصوت واحد نعم للشرعية الدستورية.. نعم ل (علي عبدالله صالح) .. نعم للأمن والأمان.. نعم للحوار من أجل الوطن.. لا للفتنة والفوضى والخراب.. لا للانقلاب على الديمقراطية ومصادرة إرادة الغالبية العظمى من أبناء اليمن. لقد شاهد العالم أجمع تلك الحشود الجماهيرية التي من خلالها وضحت الصورة جلية وضوح الشمس في رابعة النهار عن حقيقة الأزمة السياسية المفتعلة حيث عبر أبناء الشعب اليمني عن إرادته الحرة وقال كلمته الفصل وهو صاحب القرار الأول والأخير في تقرير مصيره دون وصاية من أحد. المؤسف أن إخواننا في أحزاب اللقاء المشترك لا يزالون يضعون النظارات السوداء فلا يشاهدون تلك الحشود الملايينية ولا يشاهدون فقط سوى ما تبثه قناة الفتنة (الجزيرة) وقناة الكذب (سهيل)التي استحقت بجدارة اسم (سهيل للكذب عنوان) فالبعض من قادة المشترك قال ان تلك الحشود الجماهيرية الملايينية غير المسبوقة ما هي إلا بضعة ألاف وشارك فيها الجنود من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي والبعض الآخر قال ان تلك الأعداد الغفيرة لا يتجاوزون المائة ألف وأن الملايين هم المعتصمون في ساحات ما يسمى (التغيير والحرية) والبعض منهم قال ان تلك الأعداد الكبيرة من المواطنين استلموا مقابل مشاركتهم في تلك المسيرات الملايينية المؤيدة للشرعية بل ان بعضهم ذهب إلى أنهم استلموا الدولار. نجزم أن العناد والمكابرة والإصرار على لي عنق الحقيقة لن تجدي أبداً في ظل تنامي الوعي بحقيقة النوايا والأهداف التي تستهدف الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية ومصادرة إرادة الجماهير وإسقاط النظام للزج بالوطن في أتون فتنة لا تحمد عقباها. ليس هناك خيار آخر للخروج من الأزمة الحالية سوى الحوار الوطني المسؤول والجاد لمناقشة كافة القضايا التي تهم الوطن والشعب بشفافية وروح وطنية مسؤولة بعيداً عن الحسابات الضيقة الحزبية والشخصية فالسبيل الأمثل لمعالجة كافة القضايا الخلافية هو تحكيم العقل والمنطق والحكمة أما الاحتكام إلى الشارع فلن يؤدي سوى إلى إدخال البلاد في نفق مظلم. المصلحة الوطنية العليا تقتضي من الاخوة قيادات أحزاب اللقاء المشترك العودة إلى جادة الصواب فذلك ليس عيباً ولكن العيب الاستمرار في العناد والمكابرة والإصرار على مصادرة إرادة غالبية أبناء الشعب. تعالوا إلى كلمة سواء.. تعالوا لنحتكم جميعاً لكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.. تعالوا إلى حوار بناء وشفاف من أجل مستقبل أفضل لشبابنا وأطفالنا أجيال الغد.. ومن أجل اليمن أولاً وثانياً وعاشراً. قال تعالى: “ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم “ صدق الله العظيم آل عمران الآية (105). [email protected]