أمس الأول الجمعة أرادها أحزاب اللقاء المشترك جمعة الفتنة حينما أعلنوا بأنهم سيزحفون نحو قصر الرئاسة فكان الرد على ذلك عملياً من قبل الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين زحفوا نحو العاصمة صنعاء معلنين وقوفهم إلى جانب القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتأييدهم للشرعية الدستورية والأمن والاستقرار ورفضهم للفتنة والفوضى والتخريب. تلك الملايين الهادرة التي خرجت في العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية كأمواج البحر المتلاطمة قالت كلمتها الفصل في الأزمة التي يشهدها الوطن نعم للأمن والاستقرار لا للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية واتضحت الحقيقة جلية وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي أن هذا هو الشعب اليمني الذي خرج ليعبر عن إرادته الحرة بتمسكه بالشرعية الدستورية والأمن والاستقرار ورفضه لكافة الدعوات المشبوهة الهادفة إلى إشعال نار الفتنة في البلاد ونشر الفوضى والخراب وتهديد وحدة الوطن وأمنه واستقراره. لقد أرادوها للفتنة وأرادها الشعب اليمني جمعة للتسامح والإخاء والمحبة والوئام فهل يتدارك الإخوة قيادات أحزاب اللقاء المشترك الموقف ويستفيدوا من تسامح القيادة السياسية وجماهير الشعب اليمني فيعودون إلى جادة الصواب فيفتحوا أبواب الحوار التي أوصدوها ورفضوا بكل عناد وإصرار فتحها رغم كل التنازلات والمبادرات التي قدمها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والتي كان آخرها قبوله بالنقاط الخمس التي قدمتها أحزاب اللقاء المشترك. وبالمثل هل سيعود الإخوة الشباب في ساحات الاعتصامات إلى جادة الصواب ويلتقطون مبادرة فخامة الأخ الرئيس بتلبية مطالبهم كافة ودعمه لهم بتأسيس حزب خاص بهم يتمكنون من خلاله المشاركة في الحياة السياسية وتبني قضايا جميع شباب الوطن وتحقيق طموحاتهم السياسية والاجتماعية والإسهام الفاعل في تحقيق التغيير المنشود وبناء اليمن الحضاري الجديد والعبور إلى مستقبل واعد ومشرق. هل آن الأوان لإعمال العقل والحكمة ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الشخصية والحزبية.. وهل آن الأوان للعمل معاً من أجل تحقيق التغيير الذي يتطلع إليه جميع أبناء الشعب بالطرق الديمقراطية والسلمية وتجنيب الوطن مغبة الانزلاق نحو فتنة لا تحمد عقباها؟ لا شك أن الشباب قد أوصلوا رسالة قوية للسلطة الحالية والقادمة أن التغيير ضرورة من ضرورات الحياة وسنة من سنن الكون ولكن أحزاب اللقاء المشترك أرادت أن تركب الموجة والاستفادة من اعتصامات الشباب ومطالبهم بتحويلها إلى جسر عبور لتحقيق مطامعهم ومصالحهم الحزبية والشخصية مستغلة حماسهم بتحويل مسار الاعتصامات وأهدافها وغايتها النبيلة والمشروعة لتنفيذ أجندة حزبية وتصفية حسابات شخصية على سحاب الشباب.. فهل يعي شباب الوطن ذلك أم أنهم سيظلون مجرد ورقة رابحة بيد أحزاب اللقاء المشترك والتي سوف تحرقها بعد أن تصل إلى هدفها وتحقق غايتها؟. [email protected]