الشباب هم عماد الأمة وقلبها النابض والدماء المتجددة في شريان الحياة وهم نصف الحاضر وكل المستقبل وقادة التغيير نحو الأفضل. لقد كان للشباب اليمني شرف الإسهام في الإعداد والتحضير للثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م وإطلاق شرارتها الأولى وكانوا في طليعة الصفوف دفاعاً عنها في الجزء الشمالي من الوطن وخوض حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني في الجزء الجنوبي حتى تحقق الاستقلال في ال (30) من نوفمبر 1967م، وكان الشباب هم الذين صمدوا في ملحمة السبعين يوماً وكسروا الحصار الذي تعرضت له العاصمة صنعاء من قبل الفلول الملكية ورفعوا شعار «الجمهورية أو الموت»وبفضل تضحياتهم الجسيمة تحقق لشعبنا اليمني حلمه في التحرر والإنعتاق من براثن الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف في الشمال والاستعمار البريطاني والحكم السلاطيني في الجنوب وخلال السنوات ال (49) من عمر الثورة شهد الوطن إنجازات كبيرة وتحولات تاريخية عظيمة لا يمكن إنكارها، إلا أن تلك الإنجازات والتحولات رافقتها الكثير من الأخطاء والسلبيات التي تراكمت عاماً بعد آخر حتى أضحت تمثل معضلة حقيقية أمام أحلام وطموحات وتطلعات الشباب الأمر الذي دفع بالغالبية منهم إلى التوجه إلى الساحات والاعتصام فيها للمطالبة بالقضاء على الفساد وكل الاختلالات والتسيب والإهمال واللامبالاة المتسيدة في كافة مرافق وأجهزة الدولة دون استثناء وإجراء إصلاحات شاملة وللمطالبة بحق الشباب في الحصول على الوظيفة العامة والعدالة والمساواة والعيش الكريم ولكن للأسف الشديد فقد قامت أحزاب اللقاء المشترك بدفع كوادرها شباباً وشيوخاً للانضمام إلى ساحات الاعتصامات والسيطرة الكاملة عليها وتهميش الشباب المستقلين واستغلال مطالبهم الحقوقية وتحويلها إلى مطالب حزبية بحتة وبدلاً من المطالبة بالتغيير طالبت بإسقاط النظام وحشدت الأحزاب كل إمكاناتها واستخدمت كافة الوسائل والأساليب غير المشروعة لتحقيق أهدافها الحزبية في الوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي واستخدام الشباب سلماً لذلك وتحولت ساحات الاعتصامات إلى ثكنات عسكرية للمليشيات المسلحة ومعتقلات لكل من يخالفهم في الرأي ووجهات النظر كما أنها، أي الساحات أصبحت عبارة عن مدارس لتعليم أساليب الشتم والألفاظ النابية والعبارات البذيئة وضاعت آمال وطموحات الشباب وتطلعاتهم في زحمة عناصر أحزاب المشترك داخل الساحات وأصبحوا مجرد أداة لتنفيذ المخطط الانقلابي وهذا ما أكده القيادي في المشترك حسن زيد عندما خاطب الشباب بقوله: أنتم هنا لتنفيذ مهمة محددة ولا تحلموا بأنكم ستشكلون حكومة أو ستتولون مناصب قيادية.. فهل يعي الشباب حجم المخطط التدميري الذي يحاك ضد وطننا اليمني وهل سيعون بأنهم سيكونون ضحايا ذلك المخطط؟.. هل يراجع الشباب المغرر بهم حساباتهم ويعودون إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان؟ ذلك ما نرجوه. [email protected]