في البداية أترحم على شهداء الديمقراطية وأعزي أهاليهم وكافة ذويهم وعامة الشعب اليمني والذي أدمى قلوبنا ما أصابهم ويؤلمنا جميعاً إسالة قطرة دم واحدة من أبناء اليمن وشباب اليمن فلماذا لا يكون التوجه للحوار قبل أن يرتفع حجم الدماء وحجم الفتن وحجم الخراب وحجم الخسائر المادية والبشرية وصوناً للدماء والإخاء والتعايش والأمن والأمان؟. فالأخ رئيس الجمهورية حفظه الله قد قدم مبادرات جيدة وفاعلة وقابلة للتشكل الراقي بالحوار الجاد والمتجاوب لها والمنصف لما فيه خدمة الوطن بطريقة حضارية ديمقراطية تُخرج اليمن وأهله لما يصبون إليه من تقدم ورخاء وسؤدد وحقناً للدماء الزكية الطاهرة لكل يمني فالمفترض أن السياسيين يتنافسون ويتزاحمون ويختلفون ويتفقون تحت قبة البرلمان في المقام الأول وعبر الصحف والمجلات والقنوات الإعلامية لخدمة هذا الوطن والمواطن والمصالح الوطنية العليا لا لإثارة الفتن والمحن في الشارع والزج بالوطن والمواطنين والشباب البريء بصراعات لأن اليمن أصلاً في غنى عنها ولا يحتمل الشعب اليمني توجيه الشارع بنية أو حسن نية لخلق أزمات وإيغال الصدور ككيل التهم والشتائم والتهريج الممسرح غير اللائق بأمة حضارية هي أم الحضارات ومشهود لها بالحكمة في جميع المواقف فكثير من العقلاء يدعون حرصاً ودوماً لتلافي وتلاشي الدخول في معمعة المواقف التي تعمل على تعميق الجراحات وجر الشعب إلى أتون صراعات قبلية وطائفية وإحياء روح الثأرات المخمدة بجروح جديدة تدخل الشعب في دوامة قد تعصف بكل ما هو جميل وتنتزع روح البسمة وتقتل روح الأخوة والزمالة والصداقة وتجعل الهوة سحيقة ويحتاج لإعادتها إلى ما كانت عليه لأعوام للملمة الثقة بين الناس وبين أبناء الحارة الواحدة فما بالنا وقد طالت المنابذات والتحيزات وكيل التهم والشتائم والإشارات بالبنان البريئة بين الأطفال بأعمار الزهور والذي يجب علينا حمايتهم من كل هذا وأن نغرس فيهم الحب وجميل التعايش والقيم الوطنية وحب الآخرين كوننا نعيش في سفينة واحدة. فالحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي والرأي الآخر مكفول ونتمتع به جميعاً والحمد لله وكلنا يشهد بهذا وقد عبّر الشباب والأحزاب عن مطالبهم ومواقفهم وارتفع صوتهم وسُمع لدى الجميع من خلال النزول إلى الشارع باعتصامات مثلت زخماً ديمقراطياً باهراً عبر عن لوحة ديمقراطية مذهلة عملت على تحسين صورة اليمن وشعبه على المستويين القطري والعالمي ولقي من القيادة السياسية آذاناً صاغية وصدوراً واسعة وعقولاً واعية ومرونة عالية وتعاطياً منصفاً وحركة ديناميكية متسارعة لتلبية المطالب الشبابية والحزبية وخدمة جليلة لهذا الشعب عرفاناً بمواقفه بشكل مبادرات طيبة وحقيقية نزل بها الأخ رئيس الجمهورية ليتعاطى معها الجميع بكل مصداقية وشفافية ووضوح لرسم خريطة جديدة لمستقبل هذه الأمة بكل أمانة ومسئولية. ونرى أنه كلما تطلعت الأمة للخروج الآمن والمعالجات الراقية باتساع في الأفق وإتقان اللعبة السياسية بمهارة تصب في تغليب مصلحة الوطن العليا على كل مصلحة وقراءة الواقع بواقع الحرص والإدراك لما وراء الواقع تحصناً وليس القفز على الواقع والوقوع في حساباتٍ خاطئة تجر السفينة إلى قلب إعصار ولا سمح الله تفاجئ الأمة بموقف مؤلم جر نفسه بفعل الاحتكاكات المشوبة بالتحديات وهلم جرا عرف الناس حينها بما ستؤول إليه الأمور لاحقاً ولا سمح الله إذا لم يحكّموا صوت العقل والضمير فقد بدأ الناس يشعرون بأن بساط الأمان بدأ يسحب السياسيين إذا لم يتداركوا الموقف قبل الانزلاق لما لا يحمد عقباه وذلك بالاستجابة الحقيقية للمبادرات والجلوس للحوار حرصاً على هذا الوطن وشعبه الكريم الذي يتطلع للانفراج بدل الاحتقان السياسي المجهولة عواقبه. أما الاحتكام لشحن الشارع بشعارات هدامة ومغرضة ومسيئة وغير لائقة ولا تخدم الانسجام الوطني فمن يكيلها لغيره اليوم سيكتال بنفس المكيال غداً أما تحفيز الشارع وصب الزيت على النار وتلقين الشباب لغة الحقد والكراهية والإساءة لعقلائنا وزملائنا ورموزنا ولغة التحريض غير المنصف وتزييف الحقائق نتائجها قاسية ومؤلمة ووخيمة لولا أن القيادة السياسية بزعامة الأخ رئيس الجمهورية الذي يتمتع بروح عالية من التسامح والترفع وغض الطرف والتعامل بروح العفو وكامل المسئولية لما يحمله من قلب أبوي كبير وحب غامر لهذا الوطن وشعبه الكريم الذي أحبه بعفوية مطلقة. فإننا كمواطنين ندعو أحزاب اللقاء المشترك وكافة الشباب إلى الاستجابة للحوار وعدم جر هذا الشعب إلى أتون صراعات قد تأكل الأخضر واليابس وعدم السماح لذوي الأحقاد التي تكرس في النفوس مزيداً من الكراهية والبغضاء بين أوساط الشعب وفي الأسرة الواحدة وضد رمز الدولة والأمة. فالسياسيون في النهاية لا يهمهم إلا مصالحهم التي يسعون إليها دوماً والتي نسمعها مكررة من بعضهم بمختلف المواقف وفي الدهاليز السياسية وهي التقاسم بالمصالح والكراسي والحقائب الوزارية ولو كان الوصول إليها على حساب جماجم من أبناء الشعب وندعوهم للاحتكام للشرع وللديمقراطية وللصندوق بنزاهة تامة ومن سيحصد الأغلبية سلمنا له فهل لدى الجميع الشجاعة لخوض المعارك الديمقراطية؟ أما بهذه الطريقة الملتوية للوصول للمآرب الشخصية عن طريق الاحتكام للعنف فمرفوض من غالبية الشعب الذين يقدمون مصلحة الوطن والشعب على المصالح الشخصية الضيقة ودون ابتزاز للمصالح عن طريق التغرير غير المشروع على شبابنا وأطفالنا وطلابنا وجعلهم حطباً لمعارك المصالح الأنانية دون وازعٍ والذي يمارسه وللأسف بعض الحزبيين في المدارس والجامعات وبعض المنشآت التعليمية على أطفالنا وهم أمانة في أعناقهم ونرحب بأي وساطة من الأشقاء لرأب الصدع والعودة إلى طاولة الحوار للخروج من هذه الأزمة والذي لم يتبين حتى الآن إلى أي منحى تسير بدلاً من التبشير للترتيب للانتقال السلمي والدولة البرلمانية الحلم الجماهيري.