حذرنا وحذرنا تكراراً ومراراً من إبقاء خيوط الأزمة تُنسج بأصابع التطرف السائد بالتعامل مع الأزمة، وكفي التطرف، تطرف إبقاء الأوضاع من طرف لدولة كما هي وسيادة الفوضى والفساد والعبث والإقصاء والتمييز وتطرف الدعوة للانفصال مما أدخل الوطن دوامة العنف والعنف المضاد والإحتكام إليه كحل يستبق كافة الحلول الأخرى.. نداءات التحذير المتكررة منذ ما قبل الأزمة ظل حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" يكرر النداء تلو النداء لكن للأسف لم تلق التحذيرات النابعة من عميق الحرص والإحساس بالمسئولية الوطنية أية آذان صاغية من أي طرف وخاصة الجانب الرسمي والإفراط باستخدام النظام لسياسات القمع والعنف مذيلة بفرمانات المكابرة والاستنكار واعتماد ردات الفعل العنيفة كأمر واقع تجاه أي فعل أو تجمهر أو مظاهرة ومطرقة ردة الفعل القاسية بدون تمييز عند شرارة فعل طائش أو عمل صبياني يخترق سلمية المظاهرة والتجمهرات، فكانت المحصلة حصد أرواح الأبرياء من الطرفين وإراقة دماء اليمنيين بأيدٍ يمنية.. لتتكوم كجراحات لا تبرؤ ولا تتساقط حساباتها مع قادم الأيام، وما تداعيات مذبحة زنجبار الخميس الفائت إلا وصمة عار لمقصلة الاستخدام المفرط لكل آليات العنف الهمجية، وصفعة مدوية بوجه أمة تحاول أن تلملم ما تبقى من وجودها بعيداً عن حسابات الدم والقتل والحروب ولغة الكراهية والحقد والبغضاء التي تعصف بأرضها وإنسانها وهويتها رياح الفرقة لتلقي بها ضعيفة متهالكة خارج الزمن.. والسؤال.. لصالح من ما يجري وما جرى وإلى أين يسير اليمنيون بوطنهم؟! وإلى متى ستظل مشاكلنا وقضايانا تدار بالمداهنات أو بالمواجهات ولا مكان للحوار وتغليب مصالح اليمن العليا؟!