الأجهزة الأمنية نزلت إلى الشارع؛ بدعوى تحصين الشارع من هجمات محتملة للقاعدة.. كل قطاعات ومقرات القوى الأمنية أصبحت تراها على الأطقم العسكرية والحواجز العسكرية المتناثرة هنا وهناك وبعضها قريب جداً من بعض، لا يفصل بينها سوى5 أمتار وربما ذلك في طرف الجولة والآخر في الطرف الآخر، وكلاهما يتبعان جهتين أمنيتين، يظهر جلياً أن التنسيق مفقود بين هذه الجهات لتتقارب الحواجز بهذا الشكل وذلك ليس المشكلة الأساسية برغم ما تسببه من إعاقة للمواطن جرّاء تقارب تلك الحواجز، لكن المشكلة الكبرى هي تحويل هذا العمل إلى فرصة للنزول وابتزاز الناس، وهذا له أثره السلبي، فأي نجاح أمني يظل محدوداً إن لم يكن هناك تعاون من الناس أنفسهم، وكيف يأتي التعاون من قبل مواطن يوقفه حاجز أمني يطلب منه وثائق شخصية وحين يراها سليمة يطلب أخرى بصورة استفزازية وفي النهاية يدفع200ريال حق المعروف؟! ويذهب، هل مثل هؤلاء المسيئين للأمن ويحملون شعاره يعتمد عليهم في منع هجمات محتملة للقاعدة أو أي عمل تخريبي؟! لا أعتقد ذلك، وهذا ما ينبغي على المسئولين وقادة تلك الأجهزة التنبه له، وليس جميعهم كذلك فأحدهم يوقفك وقد اعتدت على إبراز بطاقتك فيؤمن بأن ذلك ليس من اختصاصه ويبحث في سيارتك عما هو مكلف بالبحث عنه وجود "سلاح" وبصورة مهذبة يحترم فيها الناس ألا تدين لذلك الجندي بالاحترام بعكس من مررت به مسبقاً، ألا ينمي فيك التعامل المحترم من قبل رجل الأمن الولاء الوطني ويعززه وعكس ذلك الفعل ألا يقتله. الاحتياطات الأمنية مطلوبة، نعم في ظل هذه الظروف المقلقة ولكن لا يجب أن تكون على حساب المواطن، وإرهاقه على الطريق تستغل عبر أولئك، فضعفاء النفوس الذين يستغلونها ويرونها فرصة للنهب وملء الجيوب، كما ينبغي أن يعرف الجندي مهامه بوضوح لا كما يفعل الغالبية. يسألك شرطي الأمن العام عن الرخصة ولا يفتش عن السلاح مع أن مهمته هي المطلب الأخير وليس تجديد الكرت أو الرخصة والباقي تعرفونه، إنما أعيد التذكير بأن التكاتف الشعبي لمنع الأعمال التخريبية هو أساس ومهم لنجاح العمل الأمني ومثل تلك المواقف قد تجعل المواطن يقف موقفاً سلبياً دون أن يقوم ولو بإجراء بسيط... والله الموفق ويحفظ يمننا من كل شر ومكروه.