بضحكة نرجسية تسحر العقول وتخضع القلوب، وتركًع العجول، تمكن رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد صالح العيسي من قلب طاولة الرفض المطلق من قبل أغلب أعضاء الجمعية العمومية - إلا من ضمن العيسي صوته – إلى إجماع الجمعية العمومية في اجتماعها الأخير زيادة قوام الجمعية العمومية إلى 80 شخصاً بدلاً من 58 هم أعضاء الجمعية الحاليين. حتى بعض أندية ما يسمى مجلس تنسيق أندية أمانة العاصمة رفعت أيديها مصوتة بالزيادة، في الوقت الذي سبقت رسالة رفض قاطع للزيادة قبل اجتماع الجمعية بيوم واحد إلى إتحاد كرة القدم، وهو ما جعل ملعب العيسي فارغاً للتهديف أكثر في شباك أندية الزفة وجمعية (خيال المآته).. لا غرابة إذا تم التصويت على زيادة أعضاء الجمعية العمومية بالإجماع ليس لأن الشيخ العيسي (مالي) يده من أغلب أعضاء الجمعية العمومية لاسيما تلك التي ذبح الفقر وريدها ولملمها العيسي من الشوارع وهي (تشحت)، وعمل لها قيمة بماله. ولكن لأن أغلب وأقصد بأغلب يعني 90 بالمائة من الذين حضروا الاجتماع المبارك لأحمد العيسي كانوا يرفعون أيديهم للأسف للتصويت عن مادة زيادة قوام الجمعية العمومية وهم لا يدركون معنى الزيادة ومخالفتها وضررها الكمي الذي سينعكس سلباً على كيف وتطور الكرة اليمنية، بل أجزم أن هذه الغالبية لا تفقه ما كان يتردد في الاجتماع إلا تمام يا (فندم). وإذا ما أمعنا قليلاً في ما تحدث به أمين عام اتحاد كرة القدم الدكتور حميد شيباني قبل التصويت وأثناء المداخلات من قبل مندوبي الأندية، وبصفته مندوباً عن نادي شمسان من عدن، بقوله " إن زيادة قوام الجمعية العمومية لا يخدم مصلحة كرة القدم اليمنية، بل على العكس يضر بها مستقبلاً، وأن بقاء قوام الجمعية كما هو عليه ب58 عضواً أصلح للكرة اليمنية في الوقت الحالي" في دلالة على أن هذا الإجراء يفوح منه خطر قادم قد يمس كرامة الكرة اليمنية، ويعرضها لعقوبات آسيوية ودولية. حيث أكد شيباني أثناء حديثة في الاجتماع على " أن التعديل في النظام الأساسي الرامي إلى زيادة قوام الجمعية العمومية مخالف للوائح الاتحادين الأسيوي والدولي، ويترتب على هذه الزيادة عقوبات شديدة.. أقول هذا وأنا بصفتي عضو لجنة الانضباط بالاتحاد الأسيوي ومن معرفة بقوانين الاتحاد الأسيوي في مثل هكذا إجراء". وبكل جرأة واللامبالاة بقوانين ولوائح الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم أكد رئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي بأنه سيرفع قرارات وتوصيات الجمعية العمومية إلى الاتحاد الأسيوي للإطلاع عليها واعتمادها.. (واعتمادها) وضعوا ألف خط على كلمة اعتمادها وكان الاتحاد الأسيوي ناد مني أغراه بماله، من ناحية واستغفال مرير ومحزن لأعضاء الجمعية العمومية أعضاء الزفة. وقال حميد شيباني في تصريح لصحيفة "سبورت" السبت الماضي أن مصير قرارات التعديل على النظام الأساسي الذي سيرفعه إتحاد كرة القدم إلى الإتحاد الآسيوي بالتأكيد الرفض الكامل جملة وتفصيلاً؛ لأن هذا التعديل مخالف تماماً للوائح الاتحاد الأسيوي .. وتوقع أن يصر إتحاد القدم بسند الجمعية العمومية ودعمها على هذا التعديل، وفي حال ذلك الإصرار سيكون الإضرار بالكرة اليمنية التي قد يتحول هذا الأمر إلى الاتحاد الدولي الذي لن يهادن وإنما يجمد الكرة اليمنية حتى تعدل جمعيتها العمومية عن قرارها. وحذر الدكتور شيباني ضمناً من خطورة الإصرار على العمل بالتعديلات بعدد قوام الجمعية العمومية لاتحاد اللعبة على اعتبار إن القادم سيكون اتخاذ القرار الدولي بالتوقيف أو التجميد لكرة القدم في اليمن. يرى مراقبون أنه إذا ما أستمر الوضع على ماهو عليه وأصرت الجمعية العمومية برغبة منها أو بإيعاز على التعديل،، وبالتالي وصول هذا الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم فإنه قد ينعكس بالسلب على سير التحضيرات الجارية حالياً لاستضافة اليمن للمرة الأولى في تاريخها منافسات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها العشرين خلال شهر نوفمبر القادم بمدينتي عدن وأبين. وأشار مراقبون رياضيون أن هذا الإجراء الناجم عن تحرك رئيس اتحاد كرة القدم الحالي أحمد العيسي، سببه مخاوف الأخير من منافسين على كرسي زعامة الكرة اليمنية ذوي نفوذ وقوة سواء على الساحة الرياضية أو السياسية، لاسيما مع قرب انتخابات الاتحادات الرياضية ومن ضمنها إتحاد القدم. ويلحظ المراقب للشأن الرياضي اليمني أن تحرك يحيى محمد عبد الله صالح وحافظ معياد وعارف الزوكا ومن خلف الكواليس حسين الأحمر رئيس اللجنة المؤقتة لإتحاد القدم السابق، في الآونة الأخيرة في الوسط الرياضي بشكل يثير الانتباه لاسيما انتباه العيسي، أثار حفيظة الأخير وجعله يقلب أوراقه من جديد، ما دفعه إلى التنسيق مع بعض الأندية بهدف زيادة قوام الجمعية العمومية وخصوصاُ من أولئك الأندية التي تكن لأحمد العيسي الولاء والطاعة رغماً عن أكبر المنافسين على كرسي مسئولية الساحرة . وبين متابعون للشأن الكروي اليمني أن دخول رؤساء فروع اتحادات كرة القدم بالمحافظات إلى قوام الجمعية تم بعد سلسة مشاورات وتربيطات بين الموالين لأحمد العيسي وأندية المحافظات التي صوتت لأشخاص بعينهم ربما رشحوا من قبل الرجل الأول للكرة اليمنية أحمد العيسي الذي لا يكل ولا يمل في كسب ود الأندية وبأي ثمن. بل أتهم البعض أحمد العيسي بالسيطرة على الانتخابات الأخيرة للفروع وتسخيرها لصالحه من خلال تكليف رجاله بإدارتها بشكل يضمن وصول مواليه فقط إلى رئاسة هذه الفروع الذين سيكونون أعضاء في الجمعية العمومية وفق بنود النظام الأساسي المعدلة.. في هذا الصدد أشار موقع إيلاف إلى تداول وثائق رسمية دالة على حدوث تزوير في انتخابات فروع اتحاد الكرة, وغير مستبعدة قرب إرسالها للاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم. ويستمر مسلسل الحفاظ على كرسي إمبراطورية كرة القدم اليمني، حتى إعلان جميع الأشخاص الذي ذكروا هنا بأنهم غير عازمين على ترشيح أنفسهم في انتخابات كرة القدم المتوقع لها مارس أو إبريل القادمين.. وإذا كان يحيى محمد عبد الله صالح قد سبق في هذا الإعلان فيبقى الأدهى والأمر بالنسبة لأحمد العيسي حسين الأحمر الذي ربما يفجر قنبلة من العيار الثقيل في قادم الأيام وربما قبيل الانتخابات بأيام خصوصاً أن الرجل أمن من شرط الحصانة ولم يعد يقلقه شيء في الترشح لرئاسة اتحاد القدم، ومن المتوقع أن الأمر بالنسبة للأحمر سوى مسألة وقت ربما لن يطول.