أحيت منظمة التحرير الفلسطينية مساء أمس الثلاثاء الذكرى ال38 لاستشهاد الشهيد النقيب محمد سعيد باعباد بمشاركة قيادة حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الذي كان الشهيد عضواً فيه. حضر الحفل الذي أقيم في قاعة أبوعمار بالعاصمة صنعاء الدكتور حازم علي شكري رئيس الدائرة التنظيمية في حزب (رأي)، والأستاذ وفضل محمد ناجي عضو الهيئة المركزية مدير مكتب رئيس الحزب، وسعادة سفير فلسطينبصنعاء، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة فتح، وعدد من أعضاء المجلسين الاستشاري والنواب، وممثلين عن الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وفي الحفل تحدث الدكتور حازم علي شكري رئيس الدائرة التنظيمية في حزب (رأي) عن مناقب الشهيد البطل فأشار إلى أنه كان على خلق كريم في تعامله مع قياداته وزملائه في حزب الرابطة، وكان متفوقاً في تحصيله العلمي سواء حينما درس في الكويت مزاملاً العديد من قيادات الحزب، أو أثناء دراسته العسكرية في الكلية الحربية في مصر مزاملاً الأستاذ عبدالرحمن الجفري الرئيس الحالي للحزب، وكان يتمتع رحمه الله بحماس كبير ومشهود له في النشاط والحراك السياسي ساعده في ذلك معطيات تلك المرحلة من الحراك النضالي على المستوى العربي عامة. وأكد الدكتور شكري بأن إيمان الشهيد باعباد بالقضية المركزية للأمة القضية الفلسطينية جعله وبالتنسيق مع مؤسس حزب الرابطة ورئيسه آنذاك المرحوم محمد علي الجفري ينخرط في النضال من داخل الأرض الفلسطينيةالمحتلة التي سافر إليها واهباً حياته من أجل تحريرها ودحر الاحتلال الجائر عنها، وهناك روى بدمائه الزكية شجرة الزيتون ليعمق التلاحم الفعلي بين الشعبين اليمنيوالفلسطيني منذ وقت مبكر حينما استشهد عام 1970م. كلمات المتحدثين في الاحتفال التأبيني أشادت بمناقب وبسالة الشهيد أبو السعيد (كناية عن اليمن) فأكد المتحدثون بأنه عرف بين زملائه بالشجاعة والتوق الشديد للشهادة، وأنه قاد واحدة من أهم المجموعات النضالية الضاربة (المجموعة29) والتي استشهد وهو يفديها بروحه حيث أكدت الروايات أنه في آخر عملية له يوم 24أبريل عام 1970 وكان يقود المجموعة 29 في معركة ضد العدو في منطقة أشتوت يعقوب قاتل ببسالة حتى أدرك بأن حصاراً شديداً قد ضرب على مجموعته وأنها على وشك الوقوع قرر أن يحمي مجموعته بنفسه ويفتديها بروحه فأصدر إليها أمر الانسحاب في حين ظل هو يصد عنها حتى استشهد حسب شهادات زملائه. وأكدوا بأنه همس لأكثر من زميل له قبيل المعركة وأثناءها مستبشراً باستشهاده، في حين وجدت في جيبه قصاصة أوصى فيها ضمن ما أوصى بأن يقبر في حضرموت. الكلمات ذكرت بأن جنازات للشهيد باعباد قد أقيمت في أكثر من عاصمة عربية قبل أن يعود جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن في موكب مهيب استقبلته الجماهير في عدن هاتفة للقضية الفلسطينية ومشيدة ببطولاته. والشهيد النقيب محمد سعيد باعباد هو من مواليد12سبتمبر 1941م بإحدى قرى حضرموت درس الابتدائية والمتوسطة في حضرموت، وغادر إلى الكويت عام1959م وواصل الثانوية هناك متزاملاً مع عدد من قيادات حزب الرابطة، ثم انتقل للدراسة الجامعية في القاهرة في الكلية الحربية بين عامي(1926-1965) دفعة الأستاذ عبدالرحمن الجفري، تخرج بشهادة بكالوريوس في العلوم العسكرية، وانخرط في النضال من خلال حركة فتح، قاد المجموعة 29 التي نفذت مجموعة من العمليات البطولية، واستشهد على أرض فلسطين في 24أبريل1970م. وآل باعباد هم مشائخ حضرموت ومن أعرق قبائله، وهم من الدعاة إلى الله وبنوا العديد من المساجد وأوقفوا الأوقاف لنفع وتعليم المسلمين، ويمثلون أغلب سكان الساحل في حضرموت (وفقاً لما كتبه الأمام الشاطري).