قال الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية إن اليمن الذي يعاني مزيجا خطيرا من الجفاف والأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية ربما يواجه مجاعة العام المقبل. وقال: الإرياني في تصريح لوكالة رويترز للأنباء من لبنان "نحن نواجه واحدة من أسوأ السنوات في الإنتاج الزراعي..جفاف شديد للغاية". ومضى الارياني يقول "هذا تحذير للمجتمع الدولي من أن اليمن في العام القادم ربما يعاني من المجاعة وتحدثت الى برنامج الاغذية العالمي بشأن هذا الامر". ودعا المجتمع الدولي خاصة الولاياتالمتحدة الى تقديم الدعم، وشكا من أن في حين أن اليمن بذل قصارى جهده للقضاء على "التشدد" فان المساعدات الأمريكية تراجعت. ومضى يقول "الفقر هو توأم الإرهاب في اليمن حيث تمثل العضوية في تنظيم القاعدة وظيفة جذابة تدر دخلا جيدا" ، مضيفا أن نسبة البطالة تتعدى الان 30 في المئة. ويصنف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدةاليمن على أنه أكثر البلدان افتقارا للأمن الغذائي في منطقة الشرق الاوسط. وقال الإرياني "نحن نشتري القمح بالطبع في السوق المفتوحة ولكن مع تراجع أسعار النفط يبقى السؤال.. ما هو حجم الصرف الاجنبي الذي سيتبقى لليمن بنهاية العام". وأضاف أن احتياطي العملات الاجنبية يوازي الان ستة أشهر من الاستيراد. وتابع الارياني "الوضع الاقتصادي صعب للغاية" متعللا بتراجع أسعار النفط العالمية وكذلك انخفاض الانتاج المحلي. ومضى يقول "الحقلان الرئيسيان وهما المسيلة وصافر يتراجعان.. لا توجد اكتشافات نفطية كبيرة ومهمة بل مجرد اكتشافات هامشية لا تعوض هذا التراجع". وقال الإرياني ان المشكلات الاقتصادية أبرزت مشاعر الاستياء في الجنوب الذي يعاني من اضطرابات بسبب النزعة الانفصالية في الشهور الاخيرة وتمردا اخر بطيئا في الشمال حيث ما زالت الاشتباكات مستمرة. وندد بالدعوة في الجنوب الى اعادة تقسيم اليمن وذلك بعد توحد الشمال والجنوب تحت لواء واحد عام 1990 وبعد حرب أهلية عام ,1994 وقال "هؤلاء المتطرفون الذين يريدون اعادة البلاد الى الانقسام والتقسيم.. يجب أن يدركوا أن هذا مدمر لهم ولكل اليمن". ومضى يقول "حسنا.. هناك شكاوى.. هناك أخطاء ولكن التحدث عن تلك الاخطاء واقتراح الحل أسهل من اقتراح التقسيم والانفصال". وقال الارياني ان الرئيس اليمني يتعامل شخصيا مع متاعب الجنوب ولكنه لم يذكر تفاصيل. وتابع "في الوقت الحالي ما نحتاج اليه يستغرق وقتا. المسألة ليست مجرد الاجتماع والتحدث والمصافحة" ، مضيفا أن الفقر والمشكلات الاقتصادية تقف وراء أغلب مشاعر الاستياء. كما أن القرصنة الصومالية قبالة شواطيء اليمن تزيد من المتاعب الاقتصادية للبلاد. وقال الارياني "أضرت بالفعل بشدة بالاسر التي تعتمد على الصيد عند الحدود مع سلطنة عمان شرقا الى الحدود مع السعودية غربا" ، مضيفا أن الصيادين الذين اعتادوا الابحار حتى ما يصل الى الهند والسودان لا يمكنهم الان الابتعاد أكثر من ثمانية كيلومترات. واستطرد "الان في أي مكان يتوجهون اليه يشعرون بالقلق من القرصنة أو تطلق عليهم سفن دول تقوم بدوريات في المنطقة النيران.. أدى ذلك الى تكوين بؤرة جديدة للفقر والجوع والمجاعة في نهاية الامر".