عبرت منظمة اليونيسيف عن قلقها إزاء تصعيد أعمال العنف في اليمن ، وخاصة فيما يتعلق بعدد الضحايا من الأطفال، والذي يزداد أسبوعاً بعد آخر، مؤكدة أن "هذا العنف وعدم الاستقرار يضيف عبئاً خطراً على الأطفال اليمنيين، الواقعين تحت وطأة عدد من حالات الطوارئ المزمنة والمعوقات التنموية." وقالت المنظمة في تقرير لها أن أكثر من 24 طفلاً لقوا مصرعهم وأصيب المئات جراء الاضطرابات الجارية في اليمن. ويقول جيرت كابيليري، ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن: "إنه أمر مقلق للغاية. أشعر بقلق بالغ إزاء هذا التصعيد لأعمال العنف، وخاصة ضحايا الأطفال. واعتمدت المنظمة على معلومات جمعتها منظمة سياج الغير حكومية، والشريك المحلي ل منظمة اليونيسف، حيث ذكرت أن عدد الضحايا من الأطفال بسبب الاضطرابات المدنية خلال الفترة من 18 فبراير وحتى 5 أبريل 2011، بلغ 662 حالة، منها 24قتيل. وإذا تم إضافة ضحايا الانفجار الذي وقع في مصنع الذخيرة في أبين، فإن العدد الإجمالي للضحايا من الأطفال يقفز ليصل إلى 693 بشكل عام، والإجمالي العام للقتلى من الأطفال يصبح73. وأوضحت أنه يجري جمع هذه المعلومات بشكل منظم ومنهجي من قبل فريق بحث ميداني تابع لمنظمة سياج، يعمل في المدن الرئيسية ومراكز الاضطرابات بما في ذلك صنعاء، الحديدة، تعز، أبين، عدن، إب، صعدة، الضالع، ذمار، البيضاء، عمران، حضرموت والجوف. وكشف التقرير أن إجمالي عدد الأطفال المصابين بالرصاص الحي بلغ 31 حالة وأن 47 طفلاً تعرضوا لعنف جسدي، في حين أن 552 من المصابين تضرروا بالغاز المسيل للدموع. وعلاوة على ذلك، فإن ثمانية أطفال اعتقلوا أو جرى تجريدهم من حريتهم بشكل غير قانوني. ودعت المنظمة الحكومة بالتقيد باتفاقية حقوق الطفل، فضلا عن القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، سواء كان البلد في حالة طوارئ معلنة أم لا"، بحسب تأكيد السيد كابيليري، مشيراً الى أن حماية القاصرين من العنف والإساءة تعد مسؤولية عالمية تلتزم بها كل أطراف النزاعات". كما حثت على ضمان حق الأطفال في حرية التجمع والتعبير الحر عن الرأي. وقال التقرير " إلا أنه في ظل المناخ الحالي من التوتر المتصاعد، يتعرض الأطفال في اليمن للاستغلال ولمخاطر تهدد حياتهم، وفي أحيان كثيرة دفع الأطفال أثمان باهظة من سلامتهم البدنية والنفسية". وأهابت منظمة اليونيسيف بكل المعنيين، بما في ذلك الحكومة والمعارضة وقوات الأمن والجهات الفاعلة السياسية والاجتماعية ورجال الدين، فضلا عن الأسر والمواطنين المعنيين، أن يحرصوا على إبعاد الأطفال عن الصراعات. وقالت " إن الأطفال مستقبل اليمن، وحياتهم هي أكثر أهمية من أي خلاف سياسي." وأشار التقرير إلى أن الوضع الأمني المتدهور في البلاد أضر بالحياة المدرسية عند كثير من الأطفال، فأغلقت المدارس وتحفظت الأسر على أطفالها في المنازل لأجل سلامتهم، خصوصاً والاحتجاجات في أنحاء البلاد تتجه نحو العنف بشكل متزايد. وعدت المنظمة تعليق عملية التعليم تطور خطير في البلاد، التي تواجه تحديات خطيرة في تعليم جميع البنات والبنين. اليوم، وبناءاً على بيانات منظمة اليونيسيف، فإن 70% من البنين و 60 % من الفتيات فقط يحصلون على التعليم الأساسي.