دان المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR)، الانتهاكات التي يتعرض لها الحقوقي البحريني عبد الهادي الخواجة، وتعريض حياته لمخاطر شديدة مع استمراره في الإضراب عن الطعام منذ شهرين احتجاجاً على تلك الإجراءات. إلى ذلك دعت فرونت لاين ديفندرز السلطات في البحرين إلى السماح للخواجة بالسفر إلى الدنمارك لتلقي الرعاية الطبية (يحمل عبد الهادي الجنسية الدنماركية إلى جانب البحرينية). وقالت أنه في وقت سابق، نُقل عبد الهادي الخواجة إلى عيادة وزارة الداخلية للمراقبة، نظراً للتراجع الكبير في وضعه الصحي. وأضافت فرونت لاين ديفندرز في بيان صحفي اصدرته نهاية الشهر الفائت؛ أن عبد الهادي الخواجة مدافع يحظى بالاحترام و هو معروف على المستوى الدولي. و شارك في تأسيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، و كان أول رئيس له. سبق أن عمل مع فرونت لاين ديفندرز، المنظمة الحقوقية الدولية التي تتخذ من دبلن مقراً لها، و كذلك مع منظمة العفو الدولية. و قد تمت تسميته "ناشط العام" في سنة 2005، من قبل البرنامج العربي لناشطي حقوق الإنسان. إن تراجع وضع عبد الهادي مبعث قلق كبير. و قد أُدخل المستشفى لفترات قصيرة غير مرة، و أُعيد إلى السجن حيث لا يزال محتجزاً في الوقت الحاضر. و وفقاً لعائلته، فإن ضغط دمه منخفض، و تبيِّن فحوصات البول و سكر الدم لديه مؤشرات سلبية للغاية. و وفقاً للمشورة الطبية التي تلقتها فرونت لاين ديفندرز، فإن هذا "نتيجة للجوع الطويل، و إشارة إلى أنه في خطر". ودعت "السلطات في البحرين إلى الإفراج الفوري عن عبد الهادي الخواجة لأسبابٍ إنسانية، و إلى السماح له بالسفر إلى الدنمارك لتلقي الرعاية الطبية كما اقترحت الحكومة الدنماركية، و أيدتها فيه حكومات كل من المملكة المتحدة و ألمانيا، و البرلمان الأوروبي"، كما قال أندرو أندرسون، نائب مدير فرونت لاين ديفندرز في دبلن اليوم. و كان عبد الهادي قد أعلمه بأن المسألة بالنسبة إليه هي "إما الحرية و إلا فالموت". ويحتج الخواجة على اعتقاله و توقيفه و إيقاع التعذيب به أثناء الاحتجاز، و الحكم بالسجن مدى الحياة الذي أصدرته بحقه محكمة السلامة الوطنية في محاكمة لم تستوفِ المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. و قد أقرَّت بهذه الحقائق اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في البحرين. وعن واقعة اعتقال الخواجة، قالت "يوم التاسع من نيسان/ أبريل 2011، اقتحمت مجموعة من عشرين عنصراً من رجال الشرطة المسلحين و الملثمين مسكن العائلة في الليل. و سُحب عبد الهادي على السلالم و عمد خمسة عناصر إلى الاعتداء عليه بالضرب، بما في ذلك ركله في رأسه. و حُمل بعيداً فاقد الوعي. و لم يتم إعلام عائلته بالموضع الذي أُخذ إليه أو بالاتهامات التي اعتُقل على أساسها. و اعتُقل معه اثنان من أصهاره، و ظلا محتجزَين حتى الرابع و العشرين من كانون الثاني/ يناير 2012. نتيجة الإصابات التي لحقت به عند اعتقاله، خضع عبد الهادي لجراحة مدتها أربع ساعات لإصلاح الضرر الذي أصاب وجهه. و أمضى أسبوعاً في المستشفى، و تسببت الإصابة له بضرر دائم، و تم تثبيت صفائح معدنية في وجهه جراحياً لإصلاح فكيه. يوم الثاني و العشرين من حزيران/ يونيو 2011، أُدين عبد الهادي باتهامات من بينها "القيام على تنظيم إرهابي"، و "محاولة الإطاحة بالحكومة بالقوة، و التخابر مع تنظيم إرهابي يعمل لصالح دولة أجنبية"، و "جمع الأموال لصالح جماعة إرهابية". و صدر بحقه استناداً إلى تلك الاتهامات حكمٌ بالسجن مدى الحياة. "على المستوى الدولي، فإنَّ أحداً لا يصدق المزاعم التي لا أساس لها من الصحة عن ضلوع عبد الهادي الخواجة في الإرهاب أو تآمره لإسقاط الحكومة بالقوة"، قال السيد أندرسون. "إننا إذ نواصل تحريك الاهتمام الدولي و ممارسة الضغط على السلطات البحرينية لتقرَّ بأنَّ هذا وضع يتعين عليها حلُّه، فإن ثبات عائلة عبد الهادي و موقفها يذكراننا بأن علينا أن نهزم اليأس و نتحلى بالأمل"، كما أضاف. وأعرب محامي الخواجة اليوم عن خشيته من أن يكون موكله قد فارق الحياة. بحسب المرصد اليمني لحقوق الانسان. وذكر المحامي محمد الجشي أن السلطات رفضت طلبات زيارته أو الاتصال به، وهي الطلبات تقدم بها الجشي بوصفه محامي الخواجة، كما رفضت الطلبات التي تقدمت بها عائلتها"، مؤكداً أنه لا يسمح لأحد بزيارته أو الاتصال به منذ يومين. وقال: "وهذا ولد لدينا شعور بأنه قد يكون فارق الحياة لأن لا مبرر لمنع الزيارة أو الاتصال به".