وصل وفد اقتصادي روسي الى اليمن أمس، برئاسة نائب وزير التنمية الاقتصادية اليكسي ميخاتشوف، في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين في الحكومة والقطاع الخاص اليمني، تتركز على الاستثمارات، في ضوء اهتمام شركات روسية بتقديم المساعدة لتغطية العجز في مجال الكهرباء، والاستفادة من الفرص الواعدة في قطاعات كثيرة. وأوضح ميخاتشوف في لقاءات صحافية، «أن الوفد يضم ممثلين لوزارات وشخصيات استثمارية تمثل الشركات الاقتصادية الروسية في مجالات النفط والمعادن والاستثمارات المصرفية». وأعلن أن الرئيس فلاديمير بوتين «كلّف الوفد إيجاد نقاط مشتركة بين البلدين الصديقين في المجال الاقتصادي، والعمل على تطوير هذا التعاون نحو الأفضل». وتوقع السفير الروسي في صنعاء سيرغي كوزلوف، أن «تسفر المحادثات عن دعم القطاع الخاص في كلا البلدين من الجانب الحكومي، واستئناف أعمال اللجنة الحكومية الدائمة بين اليمنوروسيا في المجالين الاقتصادي والتجاري». وأشار المدير العام للتعاون الدولي مع أوروبا والأميركتين في وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية أحمد حمود الشبامي، إلى أن المحادثات «تتطرق إلى إعادة تفعيل عمل اللجنة اليمنية - الروسية، التي سيكون لها دور كبير في تطوير آفاق التعاون الثنائي والتنموي بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، تحديداً في النفط والغاز والطاقة». واعتبر أن روسيا «شريك تنموي مهم لليمن منذ قرون». ولفت إلى أن الوفد الروسي «سيطلع خلال زيارته على عدد من المناطق الاستثمارية والصناعية المتاحة، والتنسيق مع الجانب اليمني في كيفية تأسيس مشاريع استثمارية مشتركة». ويضم الوفد ممثلين لشركة «غاز بروم»، التي سبق ونفذت مشاريع في اليمن خلال القرن الماضي، وأبدت اهتماماً بالدخول في مجال الاستثمار مجدداً. وشركة «أي بي» الدولية و "اويل» و"باك نفط» و "روس نفط»، فضلاً عن شركات عاملة في المجالين المالي والمصرفي وقطاع الطاقة والكهرباء. وأوضح الملحق التجاري في سفارة اليمن في موسكو نجيب الحكيمي، أن الزيارة «هي استجابة لدعوة وجهّها الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال لقائه المستثمرين ورجال الأعمال وقيادات شركات النفط الروسية، خلال زيارته الأخيرة لموسكو». ولفت إلى أنه «دعاهم إلى العودة للتنقيب عن النفط والغاز في القطاعات التي كانوا يعملون فيها»، مؤكداً لهم «توافر التسهيلات للاستثمار». ورأى الحكيمي، أن روسيا «تملك التكنولوجيا والخبرة اللازمتين في مجال الكشف والتنقيب عن البترول واستخراجه، وفي الصناعات البتروكيماوية، ما مكّنها من أن تكون في مصاف أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم». وأشار إلى أن لدى روسيا «أكثر من 15 شركة كبرى بفروعها المنتشرة في العالم». واعتبر أن «اليمن سوق مهمة تملك قوة استيعابية كبيرة للصادرات الروسية من السلع الاستراتيجية والمعمرة، مثل الآلات والمعدات والأجهزة والشاحنات والحبوب وغيرها». وأبدت شركات روسية اهتماماً بالدخول في مجال الاستثمار في اليمن، وتقديم المساعدة لتغطية العجز في مجال الكهرباء والاستفادة من الفرص الواعدة في قطاعات كثيرة. إلى ذلك عاد وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس أمس إلى صنعاء، بعد مشاركته في اجتماعات شركة الغاز الطبيعي المسال اليمني التي اختتمت أعمالها في دبي. وأوضح دارس، أن الاجتماعات «ركزت على وضع إستراتيجية التفاوض لتحسين أسعار الغاز اليمني مع المشترين وتحديداً السوق الكورية».