مع احتفال الصحافة في العالم بيومها العالمي الذي صادف يوم أمس الخميس الثالث من مايو بدت الصحافة اليمنية مغيبة، فمعظم إصدارت الخميس لم تنشر مواضيع ذات صلة بالمناسبة فيما عدا صحف ومواقع محدودة منها من حاول اللحاق بالمناسبة في نهاية اليوم العالمي وحاولت تذكير الصحفيين اليمنيين بهذه المناسبة عبر نشرها حوارات وتصريحات لقيادات إعلامية رسمية ونقابية وحزبية. ويعتبر صحفيون يمنيون واقع الصحافة اليمنية في هذا اليوم أفضل من ذي قبل لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بتوسيع مساحة الحريات الصحفية وإيقاف بعض الممارسات المسيئة لمناخ الحريات الصحفية في اليمن. الوكيل الأول لنقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت يقول أن "الصحفيين يطمحون الى تحسن أوضاعهم وان تتسع مساحة الحريات بشكل اكبر ".. ويضيف ل "السياسية" :إننا نعتقد أن الواقع أفضل نسبيا مما كان عليه في مرحلة الشمولية لكن تزعجنا بعض الانتهاكات التي تقوم بها جهات غير مسئولة مثل اختطاف الصحفيين و الاعتداء عليهم أو تهديدهم وأيضا إغلاق مواقع إخبارية وحجبها والنقابة تسعى للحد من هذه التصرفات حتى نستطيع أن نقدم صورة ايجابية عن اليمن . ولفت الوكيل الأول لنقابة الصحفيين إلى أن استمرار المعاناة المعيشية للصحفي تفرض تدخلا عاجلا لتنفيذ إستراتيجية التوصيف الوظيفي بحيث يمكنه القيام بدوره التنويري في المجتمع،معتبرا إن قضية الأجور أصبحت قضية ملحة في النقابة ولابد من مواجهته بكل الطرق المشروعة . وأشار ثابت إلى ما يعانيه الصحفيين في الصحافة الحزبية والأهلية "اذ يتقاضون رواتب زهيدة فضلا عن عدم وجود عقود عمل تضمن حقوقهم المختلفة وهو ما يهدد وضعهم ويسهل عملية التعسف من أرباب العمل، ولهذا يقول سعيد ثابت:ترفض النقابة انضمام أي صحفي إليها ما لم يكن معه عقد عمل من الصحيفة وأنجزت النقابة نماذج جاهزة من عقود العمل الصحفي يمكن لأرباب العمل الاستفادة منها . وبرر ثابت عدم احتفال النقابة باليوم العالمي للصحافة بان مجلس النقابة قرر الاكتفاء ببيان حول هذه المناسبة، وقال: إن المجلس قرر أن يكون هناك احتفال متميز في يوم الصحافة اليمنية الشهر المقبل ليتزامن مع استلام النقابة لمقرها الجديد"الذي نتمنى أن يليق بالجسم الصحفي وسيكون فيه تكريم لبعض رموز الصحافة اليمنية". رئيس تحرير صحيفة الغد فيصل مكرم يرى إن الصحافة اليمنية خطت خطوة مهمة في مجال الحريات لكنه يشير إلى قصور في بعض الجوانب..ويقول مكرم ل (السياسية): إن المساحة المتوفرة للصحافة اليمنية كبيرة ومقبولة مقارنة بحافة المنطقة ونطمح إلى للمزيد من هذه المساحة بما يلبي الحقوق والحريات الصحفية وليس ما يلبي الأهواء والاطروحات الفارغة.ويطالب مكرم ان ترفع وزارة الإعلام يدها عن الصحافة بحيث تتحمل الصحف المسؤولية الملقاة على عاتقها وفقا للقانون ولان هناك حماقات وإساءات تسيء إلى الصحافة اليمنية والى الوزارة مناشدا وزير الإعلام التنبه إلى مثل هذه التصرفات. ويضيف مكرم : "هناك عمليات تحريض ورفع تقارير ضد الصحفيين، بسبب قصور في فهم السياسة الإعلامية". فيما يقول رئيس تحرير صحيفة الناس على الجرادي أن : المشهد الصحافي في اليمن يمكن تقسيمه الى ثلاثة أقسام منها صحافة رسمية وهي منشورات رسمية وإما صحافة حزبية وهي منشورات سياسية أو صحف أهلية وهي منشورات فردية .ويضيف الجرادي ل (السياسية):الصحافة اليمنية لم تتحول إلى مؤسسات صحفية وبقت تحت أجواء قمعية وحريات نسبية . ويعتبر الجرادي الصحفي اليمني من الشرائح الأقل دخلا وأكثرهم ظلما ومن اشد المدافعين عن الحريات والحقوق في المجتمع حيث لا يوجد للصحفي مكانا في ترتيب السلم الوظيفي أو التوصيف الوظيفي . ويشير إلى أن تعريف الصحفي غير واضح سواء في الجانب الإداري أو حتى في تعريفات نقابة الصحفيين. من جانبه اشاد رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام طارق الشامي بما حققته الصحافة اليمنية وقال: الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف الثالث من مايو يأتي وقد شهدت الحريات الصحفية في اليمن تطوراً كبيراً ارتبط بمسيرة التطور الديمقراطي والتعددية السياسية التي انتهجها اليمن منذ إعادة تحقيق وحدته.الشامي دعا في المقابل إلى الارتقاء بالأداء الصحفي والابتعاد عن إساءة استخدام الرسالة الإعلامية في المناكفات السياسية ،وربط الرسالة الإعلامية بقضايا وهموم المواطنين.وطالب الشامي في تصريحات صحفية بالمناسبة بتطوير الأداء الصحفي في مختلف المؤسسات الصحفية الرسمية والحزبية والمستقلة والانتقال بأوضاع الصحافة إلى مرحلة متقدمة " بحيث تكون هناك مؤسسات تكفل للعاملين فيها حقوقهم وتؤمن لهم حياة كريمة وتساعدهم على أداء مهامهم بمهنية واستقلالية و تحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي ورفع مستوى الوعي العام وتعزيز الشفافية". السياسية