تحتفل سلطنة عُمان يوم غد الأربعاء بعيدها الوطني ال39, مفتخرة بما حققته من مكاسب وإنجازات في كل نواحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة. ويمثل ال18 من شهر نوفمبر من كل عام يوما وطنيا مجيدا ونقطة تحول في تاريخ عمان الحديث, حيث يشكل فرصة للنظر فيما تحقق ويتحقق من منجزات ومكاسب تمتد الى كل شبر من أرض عمان في كافة مناحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة. ويعيش المواطن العماني أزهى عصوره وأكثرها استقراراً وأمناً، ويشارك بإخلاص ووعي ومسؤولية في صنع المنظومة التنموية، وينعم بمعطياتها في جو من التفاعل والاستقرار الواعي لرؤية جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان وتوجيهاته التي أرست أسس التنمية في كافة المجالات. فقد أكد السلطان قابوس "إن ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها إلى تحقيق غاية نبيلة واحدة هي بناء الإنسان العماني الحديث". ومع اليقين بأن تسعة وثلاثين عاما من عمر مسيرة النهضة العمانية المعاصرة ليست بالفترة الزمنية الطويلة في عمر الشعوب الا انها بالنسبة للشعب العماني كانت فترة بناء وتشييد في كل المجالات وتحقيق تحولات عملية ملموسة في حياة المواطن أو في علاقات السلطنة مع محيطها الخليجي والعربي والاقليمي والدولي. ومن أبرز مظاهر تلك التحولات الجولات السلطانية السنوية، والتي تعد واحدة من أكثر الصور ذات الخصوصية العُمانية، إذ يحرص السلطان قابوس على الالتقاء بأبناء شعبه على الطبيعة، وحيث يقيمون، ليتلمس عن كثب من دون وسيط احتياجات واهتمامات أفراد المجتمع وتكتسب الجولات السنوية أهميتها البالغة ليس فقط من استمراريتها وانتظامها، ولكن أيضا من محتواها ودلالاتها من ناحية، وجوانبها وأبعادها التنموية والاقتصادية والاجتماعية من ناحية أخرى. فعلى صعيد التنمية المستدامة قطعت سلطنة عُمان شوطا مهما ، وهي ماضية إلى ترسيخ مبدأ الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص،وجمعيات المجتمع المدني في إطار المشاركة البناءة لكل أبناء المجتمع. اما على الصعيد السياسي فقد دأبت سياسة السلطنة وما تزال على مد جسور الصداقة وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام علاقات حسن الجوار واعتماد الحوار سبيلا لحل كل الخلافات والمنازعات بين مختلف الأطراف. وبفضل هذه الأسس تمكنت السلطنة خلال السنوات الماضية من بناء علاقات وثيقة ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى، علاقات متنامية تتسع وتتعمق على مختلف المستويات. وتتولى سلطنة عمان حاليا رئاسة الدورة ال15للاتحاد البرلماني العربي , الى جانب توليها لمنصب نائب رئيس البرلمان العربي الانتقالي. اقتصاديا حظيت التنمية الاقتصادية في عُمان باهتمام دولي بارز، إذ أكد تقرير لمؤسسة اكسفورد بزنس جروب الدولية أن السلطنة تحت قيادة السلطان قابوس تظل واحة للسلام من حيث التنمية المدروسة والحكومة الناجحة. وأوضح التقرير، الذي نشرته المؤسسة في شهر مارس الماضي ، أن السلطنة حققت نجاحات عديدة خلال العام الماضي في قطاع النفط والغاز، في الوقت الذي واصلت فيه التزامها بالمضي قدما في سياسة التنويع الاقتصادي ورفع مستوى التعليم في البلاد. وصنف التقرير للتصنيف الائتماني العالمية السلطنة خلال العام الجاري في المرتبة (ايه 2) الى جانب كل من كوريا الجنوبية وتشيلي وبتسوانا، متوقعا أن تشهد السلطنة مستقبلا اقتصاديا مستقرا. وأشار التقرير إلى أن ارتفاع قوة الاقتصاد نتج عن المستوى المرتفع نسبيا للناتج المحلي الإجمالي والقدرة على الإيفاء بالتزامات الديون، إضافة إلى نصيب الفرد من الناتج المحلي من حيث القوة الشرائية والذي يقدر ب22 ألف دولار، وذلك حسب تقديرات صندوق النقد الدولي الذي وضعها في المستوى 36 الأعلى عالميا من بين 181 دولة تغطيها تقديرات صندوق النقد الدولي. واحتلت عُمان المركز الثاني عربيا وال43عالميا في مؤشر الحرية الاقتصادية للعام الجاري، الذي أصدرته مؤسسة "هيرتاج فاونديشن الأميركية"، إذ بلغت نسبة الحرية الاقتصادية 67%، وحرية الأعمال 63.3%، ومعدل حرية الاستثمار 60%، وحرية التجارة 83.6%، وحرية الأيدي العاملة 75%. سياحياً، يعد قطاع السياحة واحدا من القطاعات الاقتصادية التي شهدت تحولات جذرية على مدى سنوات النهضة الحديثة، وتسعى عُمان إلى تحقيق معدل نمو في هذا القطاع لا يقل عن 7% سنويا، ورفع معدل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.5% بحلول العام 2010م. وسبق ان أعلنت منظمة اليونسكو الشهر الماضي عن فوز هيئة الحدائق العربية الاسبانية بجائزة السلطان قابوس لصون البيئة وهي الجائزة الدولية التي خصصها السلطان قابوس للعناية بالبيئة على المستوى العالمي وتمنحها اليونسكو كل عامين وذلك منذ عام 1989م. وبالمناسبة اكد السفير العماني بصنعاء عبدالله بن حمد البادى فى تصريح صحفى لصحيفة الثوره نشرته فى عددها الصادر اليوم ان مسيرة النهضة العمانية وعبر نهج يقوم على تسخير الطاقات الممكنة ومراعاة الخصوصية والتدرج فى مراحل البناء والتطور حرصت على تحقيق كل ما يضمن ازدهار الحاضر وتطوير المستقبل فكان الاهتمام ببناء الانسان العمانى اول واهم اهداف العهد المبارك لجلالة السلطان قابوس. وقال السفير البادي انه من دواعى السرور والغبطة ان تتجدد احتفالات السلطنة بعيدها الوطنى المجيد وعلاقات الاخوة العمانية اليمنية المتميزة تزداد رسوخا وتطورا ونموا فى مختلف مجالات التعاون تحت رعاية خاصة من قيادتى البلدين الشقيقين ممثلة بجلالة السلطان قابوس بن سعيد واخيه فخامة الرئيس على عبدالله صالح اللذين برزت فى عهدهما الميمون علاقات السلطنة واليمن كنموذج مشرق لمايجب ان تكون عليه علاقات الاخوه بين الاشقاء والجيران. ولعل النمو الكبير الذى شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السلطنة واليمن خلال السنوات الاخيره يعد الدليل الابرز على التطور الذى تشهده علاقات البلدين وسير هذه العلاقه فى اتجاهها الصحيح المتفق مع روح عصر الاقتصاد والتجارة وتبادل المصالح وتحقيق التكامل والشراكة. سبأ وكالات