تبدأ في مدينة نانجينج الصينية يوم غد الاثنين القمة ال 12 للصين والاتحاد الأوربي التي سترتكز على ثلاثة محاور أولها العلاقات الثنائية وثانيها الأزمة المالية العالمية واخيرا التغير المناخي . وأعرب ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عن أمل بلاده في أن تعزز هذه القمة الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين خاصة وأنه سيرأس فيها الجانب الصينى ون جيا باو رئيس مجلس الدولة, بينما سيرأس الجانب الأوربي جوزيه مانويل باروسو رئيس اللجنة الأوربية وفريدريك راينفلدت رئيس وزراء السويد الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوربي . من جانبه اشار تشانغ تشي جيون نائب وزير الخارجية الصيني الى أهمية القمة, مؤكدا بقوله " إنها تعتبر أعلى مستوى من آلية الحوار بين الجانبين وأنها تقوم بدور فريد ورائد في تطوير العلاقة بين الصين والاتحاد الأوربي". واعرب تشي جيون عن أمل بلاده في أن تعزز القمة الثقة الاستراتيجية المتبادلة وأن يكون الجانبان أكثر إصراراً على دعم خيار الطرف الآخر بشأن طريق التنمية . وقال تشي جيون إن الصين تأمل في توصل الجانبين إلى خطة عامة للحوار والتعاون في كافة المجالات وأن يظهرا للعالم تعاونهما بشأن القضايا العالمية بما في ذلك الحماية التجارية والتغير المناخي خاصة وأن للصين والاتحاد الاوربي وجهات نظر مشتركة أو متشابهة إلى حد ما حول قضايا دولية رئيسية مثل دعم التعددية وتعزيز السلام والاستقرار العالمي . أما على صعيد التغير المناخي فقد أعلنت الصين من جانبها أنها ستخفض من كثافة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2020 بنسبة تتراوح بين 40 الى 45 % مقارنة بمعدلها عام 2005. وجاء اعلان الصين هذا قبيل انعقاد القمة بثلاثة أيام فقط, عن طواعية بناءً على الظروف الوطنية مما يعد مساهمة كبيرة في الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ . ولم تكتف الصين بذلك بل تعهدت أيضا بأن تتعامل بقوة ونشاط مع تغير المناخ بالتنفيذ الجيد لخفض الكثافة الكربونية فيها حيث تمت الموافقة على خطة بهذا الشأن خلال اجتماع للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تستوجب الإسراع في بناء المشروعات الرئيسية المرتبطة بالحفاظ على الطاقة وحماية البيئة خلال العام القادم . ومن غير المستبعد أن تحقق الصين ما تصبو إليه في خفض كثافة انبعاثات ثاني أكيد الكربون بحلول عام 2020 بتلك النسبة التي حددتها والذي يعني تحقيق نسبة 25 بالمئة من الجهود العالمية لتقليل انبعاث الكربون وقد سبق للصين أن حققت أهدفها الخاصة بالنمو السكاني والتنمية المستدامة وإمداد نصف مليار شخص يقطنون المناطق الريفية بالطاقة الكهربائية . وأكد يو تشينغ تاي الممثل الخاص لوزارة الخارجية الصينية على تصميم بلاده لمعالجة تغير المناخ . وقال " إن هذا التصميم لم يتغير قط في الوقت الذي لم تتراخ فيه الجهود المبذولة في هذا الصدد رغم انعكاسات الأزمة المالية العالمية وما فرضته من تحديات قاسية على النمو الاقتصادي للصين". من جانبه رحب الاتحاد الأوربي بما التزمت به الصين من خفض لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعهد بخفض انبعاثه بنسبة 20 بالمئة بحلول عام 2020 على مستويات عام 1990 خاصة وأن 184 دولة قد صادقت على بروتوكول كيتو الذي يهدف إلى حشد جهود العالم لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري منذ عام 1997 . ووفقاً للبرتوكول فإن الدول المتقدمة مطالبة بوضع أهداف واضحة لخفض انبعاثاتها وتقديم دعم مالي للدول النامية لمساعدتها على تخفيف تأثيرات التغير المناخي والتكيف معها بينما ليس من الضروري أن تقدم الدول النامية أي أهداف لخفض الانبعاثات . وقالت وزارة الخارجية الصينية إن قادة الصين والاتحاد الأوربي سيحضرون توقيع سلسلة من الاتفاقيات حول العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والتجارة وحماية البيئة والصناعة وسيعقدون مؤتمراً صحفياً بعد القمة . وسيتزامن انعقاد القمة ال12 للصين والاتحاد الأوربي, مع انعقاد قمة الأعمال الخامسة بين الجانبين في المدينة نفسها . يذكر أن قمة الصين والاتحاد الاوربي ال11 عقدت في العاصمة التشيكية براغ في العشرين من شهر مايو الماضي, حيث تركزت مناقشاتها على العلاقات بين الجانبين والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية والتغير المناخي وأمن الطاقة . سبا وكالات