يعد موقع الإنزال السمكي بمنطقة نشطون بمديرية الغيظة من أكبر مواقع الإنزال السمكي في محافظة المهرة. وما يميزه عن غيره من المواقع السمكية الأخرى بالمحافظة الخصوصية الفريدة التي يتحلى بها من حيث إنتاجية أسماك الحبار والموقع المحاذي لسلسلة جبلية طويلة والمتمثلة في سلسلة جبال فرتك الشهيرة الممتدة من اليابسة وحتى عمق البحر. والخصوصية الأخرى أن موقع الإنزال السمكي بنشطون تحيط به كتل كبيرة من الصخور، الأمر الذي جعل كميات كبيرة من أسماك الحبار والشروخ تتواجد فيه. "السياسية" التقت أمين عام جمعية نشطون السمكية، صالح حافظ السليمي، وتعرفت من خلاله على عمل ونشاط موسم اصطياد أسماك الحبار وكذا الصعوبات التي يعاني منها منتسبو الجمعية. وإلى التفاصيل. * بداية، نود إعطاءنا فكرة عن عمل ونشاط الموسم الحالي لاصطياد أسماك الحبار بموقع الإنزال السمكي بمنطقة نشطون بالمهرة؟ - في البدء نرحب بقدومكم إلينا في موقع إنزال الجمعية بنشطون بمحافظة المهرة. وحسبما شاهدتم خلال جولتكم ومتابعتكم لعمل ونشاط الموسم من خلال وتيرة الإنتاج لأسماك الحبار ولدينا في الموقع ما يقارب ثلاثمائة وحدة إنتاجية من قطاع الجمعية وبعض الوحدات الإنتاجية تقدم للعمل من مختلف المحافظات الساحلية للوطن وجميع هذه الوحدات تعمل أثناء نشاط موسم صيد الحبار، دون كلل. ونحن في قيادة الجمعية نقدم لهم مختلف الخدمات التي يتطلبها الإنتاج خلال موسم اصطياد الحبار. ونشير هنا إلى أنه مع حلول منتصف يوليو الجاري وأغسطس المقبل من العام الجاري يتضاعف عدد الوحدات الإنتاجية العاملة بالموسم ليصل عددها إلى أكثر من خمسمائة وحدة إنتاجية عاملة في الموسم. * مضى شهر منذ أعلنت وزارة الثروة السمكية بدء موسم اصطياد أسماك الحبار بالمهرة، لكن مؤشرات الإنتاج للحبّار خلال أيام الإعلان كانت شبه مفقودة تماما من سواحل المهرة، بعكس الوقت الحالي وتيرة الإنتاج تعززت مؤخرا ما هو سر ذلك؟ - صحيح وزارة الثروة السمكية أعلنت قبل شهر بداية عمل موسم الحبار بسواحل المهرة ولكن ما لمسناه وشاهدناه أن هناك ما يزيد عن خمسة وعشرين قارب صيد صناعيا تم الترخيص لها من قبل الوزارة. وبطبيعة الحال عدد كبير من هذه القوارب التابعة للصيد الصناعي المرخص منها وغير المرخص سبّب لعملنا بعض الإرباكات والصعوبات على امتداد الشريط الساحلي لمحافظة المهرة من خلال قيام هذه القوارب التابعة للصيد الصناعي بعملية الجرف القاعي لأسماك الحبّار والتي بدورها سببت عملية ذعر لأسماك الحبّار وعدم نزولها إلى المواقع المعتادة لمواقع الصيد التقليدي وهذا ما جعل عملية الإنتاج ضئيلة خلال الأيام الماضية بل شبه معدومة. * كيف تنظرون لنشاط موسم اصطياد اسماك الحبار الحالي بسواحل المحافظة؟ - في اعتقادي أن نشاط الموسم الحالي كالمواسم السابقة فنحن تعودنا مع بداية عمل كل موسم ولم نعد نفاجأ بوصول أعداد كبيرة من قوارب الصيد الصناعي التي عادة ما تصل إلى سواحل المهرة سواء كانت هذه القوارب مرخصة أم لا، ودائما ما نعاني من هذه القوارب من خلال تجاوزاتها وعدم التزامها لقانون الصيد رقم 2 لسنة 2006، والذي حدد من خلالها المواقع والمسافات لعمل الصيد الصناعي مابين 4 إلى 6 أميال بحرية من الشاطئ وكذلك المسافات المحددة الصيد التقليدي ولكن ما نشاهده أن هذه القوارب عادة ما تخلق بعض التجاوزات والمخالفات لقواعد وشروط عملية الاصطياد على امتداد الشريط الساحلي للمحافظة ومع بدء الموسم الحالي فوجئنا بوصول أكثر من 25 قارب صيد صناعيا وجميعها تعمل في محافظة المهرة بترخيص من وزارة الثروة السمكية، وهذا الكم الكبير من قوارب الصيد الصناعي عادة ما يكون عملها في مواقع الصيد التقليدي الذي يعمل فيه الصيادين التقليديين وبالتالي تجد أن عملية الجرف لقوارب الصيد الصناعي توثر على عمل الصيد التقليدي بشكل أو بآخر من خلال عملية الجرف المتواصلة لهذه القوارب مخلفة ورائها عبث واستنزاف بالثروة ومراعيها. * ما هي الإضرار التي ألحقتها قوارب الصيد الصناعي بالصيادين في سواحل محافظة المهرة؟ - بالإضافة إلى ما سبق وذكرناه من جرف قاعي لأسماك الحبار؛ هناك إجراءات وضوابط يتطلب من الجميع الالتزام بها ولكن ما نشاهده ونلامسه يوميا هو عكس ذلك تماما فعندما تشاهد كم كبير من قوارب الصيد الصناعي تجوب بشكل مستمر سواحل المهرة مستخدمة في عملية الجرف شباك ذو فتحات صغيرة جدا لعملية الجرف حيث لا تفرق من خلاها بين الأسماك الصغيرة والأنثى الحاملة للبيض، وغيرها وبالتالي عند طلوع الشبك من قاع البحر حتى سطح القارب يقوم مالك القارب بفرز الأسماك المرغوب فيها، وترمي البقية في البحر وفي هذه الحالة تكون قد قضت على الأسماك ومنعت الاستفادة منها وبالتالي تتسبب في تلوث البحر بالأسماك. * هل بحثتم مثل هذه المشاكل والصعوبات مع الجهات المختصة في المحافظة والوزارة للحد من تكرر مثل هذه الظواهر؟ - توجهنا بالعديد من المذكرات والشكاوي لسلطة المحلية ومكتب فرع الوزارة بالمحافظة وهم مشكورين على ما يبذلونه تجاه ما نعانيه من هذا الوضع ولكن مع الأسف الشديد وزارة الثروة السمكية عادة ما تكون ردود أفعالها حيال ذلك بأن الثروة السمكية ثروة متجددة لا تنضب، ولكن نطالب وزارة الثروة السمكية بمراعاة الثروة والمحافظة عليها من هذا العبث والاستنزاف الحاصل لها وحقيقة نحن لسنا ضد عمل الاستثمار أو لنا موقف منه لا بالعكس نحن مع العمل المنظم الذي يحافظ على الثروة وبقاء ديمومتها في سواحل المحافظة. * ما الذي يميز محافظة المهرة عن غيرها من المحافظات من حيث الإنتاج ومواقع الإنزال السمكي؟ - لا نبالغ إذا قلنا إن محافظة المهرة من أكبر المحافظات الساحلية على مستوى الوطن حيث يصل طول الشريط الساحلي للمهرة ب550 كيلومترا، وتعتبر محافظة المهرة من أولى المحافظات الساحلية إنتاجا لصيد الأسماك حيث تختزن سواحلها أفخر وأجود أنواع الأسماك ولكن بالمقابل هناك ما يزيد عن ثمانية عشر موقع إنزال سمكي على امتداد الشريط الساحلي للمحافظة بحاجة ماسة إلى توفير لبنى التحتية لهذه المواقع والمتمثلة في مراسي لصيادين، كواسر أمواج، مصانع ثلج، ورش لصيانة القوارب والمحركات، مخازن لحفظ الأسماك، ألسنة بحرية وغيرها ونلاحظ إن إقامة هذه المكونات تسير ببط شديد فقد تفاءلنا قبل أربعة أو خمسة أعوام عندما سمعنا عن مشروع الأسماك الخامس ولكن ما شاهدناه من المشروع، فقط ثلاث ساحات حراج نموذجية في حين أن مواقع الإنزال السمكي على امتداد المحافظة بحاجة لكثير والكثير من المشاريع السمكية وذلك بهدف النهوض والارتقاء بمستوى هذا القطاع الحيوي الهام بالمحافظة. * ما حصيلة إنتاج الأسماك بجمعية نشطون خلال النصف الأول من العام الحالي 2010؟ وكم بلغت مبيعاتها؟ - بلغ الإنتاج السمكي بجمعية نشطون بمحافظة المهرة خلال الفصل الأول من العام الجاري 2010، 200 طن بقيمة إجمالية 30 مليون ريال ريال فيما بلغت رسوم الدولة من هذه المبيعات 750 ألف ريال وبلغ إنتاج اسماك الحبّار منذ 14 يونيو وحتى 1 يوليو الجاري 500 طن وبلغت قيمتها الإجمالية 275 مليون ريال وبلغت رسوم الدولة ثمانية ملايين ريال. * ما هي طبيعة التسهيلات التي تقدمها السلطة المحلية ومكتب فرع وزارة الثروة السمكية بالمحافظة؟ - حقيقة لا ننكر الدور الرائع والمتميز الذي تبذله قيادة السلطة المحلية ومكتب فرع الوزارة بالمحافظة وبخاصة دور محافظ المحافظة علي محمد خودم الذي يحرص كل الحرص من خلال المتابعات المستمرة والمتواصلة تجاه المشاريع التي يتطلبها القطاع السمكي وحقيقة إننا سعداء بسماع الخبر السار المتعلق بعملية فتح المظاريف بعد أسبوعين تقريبا المتعلقة بعملية التحديث لميناء نشطون السمكي الذي يشهد عملية تحديث لأقسامه ومكوناته السمكية والتي تصل تكلفتها خمسة ملايين دولار أميركي والممولة من مشروع الأسماك الخامس الممول من الدول الأوربية وهذا الجانب سينهض نهوضا فاعلا ومتميزا بعمل القطاع السمكي بالمحافظة، أما فيما يتعلق بمعضلة قوارب الصيد الصناعي فالسلطة المحلية ومكتب فرع الوزارة تبذل ما بوسعها في هذا الجانب ولكن يحدونا الأمل في إن تتفاعل الوزارة مع ما نعانيه من قوارب الصيد الصناعي العاملة بالمحافظة. * هل من كلمة أخيرة تودون الإشارة إليها في نهاية حديثكم هذا؟ - كل ما نتمناه في ختام حديثنا هذا هو وقف عملية العبث والاستنزاف لعملية الجرف القوارب الصيد الصناعي بسواحل المهرة. والجانب الآخر هو عملية الإسراع بفتح فرع لخفر السواحل بمحافظة المهرة وذلك لما يشكله هذا الجانب من أهمية كبيرة والجانب الأخر والمهم عملية الإسراع في توفير المنشآت السمكية الخاصة بمواقع الإنزال السمكي والمتمثلة في ساحات الحراج النموذجية كواسر الأمواج والألسنة البحرية ومخازن لحفظ الأسماك ومصانع الثلج وورش خاصة لصيانة القوارب والمحركات البحرية؛ كون مثل هذه الجوانب مهمة لمواقع الإنزال السمكي، وذلك لما يشكله هذا الجانب من رافد اقتصادي مهم للقطاع السمكي على امتداد الشريط الساحلي لمحافظة المهرة. صحيفةالسياسية