فتح المنتدى العالمي الثالث للأيتام الذي أختتمت فعالياته اليوم بصنعاء بمشاركة 200 شخصية يمثلون 70 منظمة ومؤسسة خيرية في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، آفاقا رحبة لأيتام اليمن للنهوض بواقعهم وإدماجهم في عملية البناء والتنمية. وشكل المنتدى الذي نظمته مؤسسة اليتيم للتنمية للفترة 18 - 21 اكتوبر الجاري ، نقطة تحول لهذه الشريحة رعاية وتعليما وتوظيفا، وتعظيما للدور الذي يؤديه اليتيم في مجتمعه وتجاوز حدود النظرة الضيقة لها باعتبارها عنصرا فاعلا ومؤهلا ومؤثرا ايجابيا في العملية التنموية. ادارة المراة والطفل بوكالة الانباء اليمنية سبأ استطلعت اراء عدد من المشاركين حول اهمية المنتدى ودور مؤسسة اليتيم في استيعاب قدرات الايتام وتمكينهم لقيادة نهضة صناعية والنهوض بواقعهم . وفي هذا الصدد أكد أمين عام مؤسسة اليتيم التنموية الخيرية الدكتور حميد زياد الحرص على أن تكون مؤسسة اليتيم هي الأولى بين أقرانها والرائدة في مجالها والمرجع الذي يشار إليه بالبنان في برامج الأيتام . وقال زياد :" سنقف بكل إمكاناتنا مع الأيتام تعليما وتأهيلا وتربية ولن ندخل وسعا في سبيل النهوض بهم وتمكينهم لقيادة نهضة صناعية ترتقي بهذا الوطن إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة " . وأوضح رؤية المدينة الصناعية في تحقيق النهضة الصناعية الوطنية الشاملة وتمكين الأيتام من الإسهام في دفع عجلة التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني .. مؤكدا سعي مؤسسة اليتيم لتطوير الشراكة مع مؤسسات الدولة والمؤسسات المماثلة ومنظمات المجتمع بما يعزز التكامل بين كافة القطاعات وتحسين واقع الأيتام . من جانبه اعتبر عضو مجلس منطقة المدينةالمنورة وعضو مجلس إدارة الكثير من الهيئات والجمعيات الخيرية بالمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المخلف، المنتدى العالمي الثالث للأيتام نقلة نوعية وصفحة مشرقة لأيتام اليمن بغية النهوض بواقعهم في مختلف المجالات. وأكد المخلف استعداده تقديم الخبرات اللازمة للمؤسسات الخيرية في اليمن وعلى رأسها مؤسسة اليتيم التنموية الخيرية والاستفادة منها في مجال العمل الخيري كونه يعمل منذ 15 عاما في مجال الأعمال الخيرية وتنمية الموارد المالية .. لافتا إلى أن زيارته لليمن للمرة الثانية جاءت بدعوة مؤسسة اليتيم بغية تبادل الخبرات والتجارب بين الجمعيات والمنظمات الخيرية في المملكة واليمن ورؤية مؤسسة اليتيم في تدريب وتأهيل الأيتام رعايتها لهم . وقال :" إن المنتدى بما يشمله من فعاليات يسهم في رعاية شريحة الأيتام واستيعاب قدراتهم في مختلف المجالات ، والندوة العالمية الثالثة لتأهيل اليتيم دليلا على اهتمام اليمن قيادة وحكومة بهذه الشريحة ". وأضاف :" كما أن مكرمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي يسمى بالمملكة بسلطان الخير تساعد الشباب والشابات على إكمال نصف دينهم وهذه المبادرة ليست غريبة على سموه في رعاية زواج أبناءه العرسان ل 3 آلاف عريس وعروس العام الجاري إضافة إلى عطاءه المتواصل ومكرمته السابقة بزواج ألفين عروس وعريس العام الماضي وأيادي الأمير سلطان البيضاء ظاهرة للعيان وملموسة في المملكة واليمن وعدد من الدول الشقيقة. بدورها اعتبرت مديرة مركز الفتاة بمؤسسة التواصل هدى الحمادي المراكز النموذجية لتدريب وتأهيل الأيتام بيئة مناسبة لتخريج يتيم يستطيع مواجهة متطلبات الحياة بدءا من مرحلة روضة الأطفال الأيتام التي تغرس في نفوسهم معاني الثقة بالنفس وحب الوطن . وقالت الحمادي :" إن المراكز النموذجية حلم يراود الكثير من المؤسسات العاملة في مجال الأيتام لكنها بحاجة إلى إمكانيات هائلة لتحقيقها ومتطلبات أبرزها إيجاد بيئة تدريبية مناسبة وتوفير مناهج وبرامج ذات مستوى عالي وتوفير مدربين لتأهيل شريحة الأيتام " . ودعت الجهات ذات العلاقة إلى إيجاد مراكز نموذجية لتدريب وتأهيل الأيتام وتبني شراكة فاعلة مع مؤسسات القطاع الخاص للمساهمة في تمويل ودعم المراكز النموذجية .. مؤكدة ضرورة تشجيع البحث العلمي والدراسات في مجال رعاية الأيتام وإعتماد أساليب حديثة في إدارة المؤسسات العاملة في رعاية الأيتام بالصورة التي تضمن الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة . فيما اعتبر المدير التنفيذي لبرنامج نماء للتمويل الأصغر بجمعية الإصلاح سفيان العميسي المشاريع الصغيرة نواة حيقيقة ومرتكز استراتيجي للشركات التجارية الأم، كون تلك المشاريع حاضنة أولى لجميع منتجات ومخرجات الشركات . ولفت العميسي إلى الأهمية التي تكتسبها المنشآت الصغيرة والأصغر بما تمثله من بيئة خصبة للاستثمار المحلي والأجنبي وبما توفره من فرص عمل للأعداد المتزايدة من العاطلين واستيعاب بطالة الشباب .. معتبرا قطاع المنشآت الصغيرة والأصغر من القطاعات النامية في اليمن والتي تنشأ لسد حاجات العاطلين وتوفير الدخل لأسرهم ومجتمعاتهم . وقال:" إن المنشآت الصغيرة في اليمن تتصف بعدم التجديد وانحصارها في قطاعات معينة وتعاني من عدم توفر خدمات تنمية الأعمال مثل الخدمات الاستشارية الضرورية والتدريب ومحدودية مصادر التمويل". واستعرض العميسي واقع المنشآت الصغيرة في اليمن المقدرة بأكثر من 310 منشأة توظف ما يقارب من 500 ألف شخص، فيما تمثل المنشآت الفردية حوالي 72 % من إجمالي المنشآت .. لافتا إلى دور المنشآت الصغيرة والأصغر في خلق فرص عمل لآلاف الخريجين من المعاهد الفنية والحرفية وتمكين المرأة اقتصاديا وتحسين مستوى المعيشي للأسرة خاصة في المناطق الريفية . وأشار إلى المعوقات التي واجهها الصندوق الاجتماعي في صناعة التمويل الأصغر وأبرزها ضعف القدرات والبنية المؤسسية لدى الجمعيات وعدم وجود ثقافة الاقتراض لدى المجتمعات المحلية ونظرتهم لرسوم الاقتراض كشيء غير مشروع وضعف البنية التحتية والكوارث التي ضربت بعض المناطق مثل حمى الوادي المتصدع مما ادى إلى تعثر بعض البرامج وكذا عدم توفر الكوادر المؤهلة والقابلة للتدريب . وبين أن عدم وجود قانون خاص بعمل المشاريع الصغيرة وحماية حقوقها من العوائق والتحديات التي تواجه المنشآت الصغيرة والأصغر باليمن كونها بحاجة إلى توفر مصادر التمويل بصفة مستمرة بما يلبي احتياجاتها . أمين عام شبكة النماء اليمنية للجمعيات الأهلية المهندس فؤاد سعيد صبري شخص واقع الهيئات والجمعيات الأهلية وآثار غياب الشراكة والتشبيك بين المنظمات الخيرية والذي يعود أسباب ذلك إلى التنافس غير الصحي على التمويل والازدواجية في تقديم الخدمات والخضوع لأولويات المانحين . واستعرض آليات الشراكة بين الجمعيات بما يكفل إنجاح عملية التنمية ومنها إنشاء مركز التطوع وإيجاد قواعد البيانات المشتركة للمستفيدين وكذا المنتديات التخصصية التي تهدف إلى تنسيق الأعمال والمشاريع التي تنفذها الجمعيات بغية تفعيل الشراكة والتشبيك التنفيذي لتلك المشاريع.