يسود عاصمة كوت ديفوار(ساحل العاج) الاقتصادية أبيدجان، هدوء نسبي اليوم الثلاثاء وسط انباء تحدثت عن اجراء الرئيس لوران غباغبو المنتهية ولايته مفاوضات حول الاستسلام لقوات أنصار الحسن أوتارا الفائز في الانتخابات الرئاسية بعدما حاصروا المدينة. ورجح تقرير استخباراتي أن نظام رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو بات على حافة الانهيار، خاصة بعد الضربات الجوية التي شنتها قوات فرنسية وأممية على معاقله المتبقية في العاصمة الاقتصادية أبيدجان. ووفقا لتحليل معهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخباراتية, فإن التدخل الفرنسي والأممي كان يرمي إلى منع استفادة قوات الرئيس المنتهية ولايته من عودة قائد الأركان الجنرال فيليب مانغو الذي كان لجأ قبل ذلك إلى سفارة جنوب أفريقيا بأبيدجان. وذكرت وكالة وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادرها في أبيدجان إنه حدث إطلاق نار مدفعية متفرق بالقرب من القصر الرئاسي صباحا، توقف بعد منتصف اليوم. فيما اعلنت القوات الموالية لرئيس ساحل العاج المنتخب والمعترف به دوليا الحسن واتارا عن استيلائها على مقر الرئاسة في العاصمة أبيدجان. ونقلت اذاعة ال (بي بي سي) عن حكومة وتارا القول "بإن قواتها استولت على مقرالرئيس المنتهية ولايته /لوران غباغبو/ وإنها تقوم بتفتيش المقر بحثا عنه". في هذه الأثناء أعلن رئيس أركان الجيش الموالي لرئيس ساحل العاج المنتهية ولايته الجنرال فيليب مانغو ان قواته "اوقفت المعارك" اليوم و"طلبت وقفا لاطلاق النار" من قوة الاممالمتحدة. وقال الجنرال مانغو لوكالة الصحافة الفرنسية غداة الغارات التي شنتها الاممالمتحدةوفرنسا "بعد قصف القوات الفرنسية بعضا من مواقعنا وبعض النقاط الاستراتيجية في مدينة ابيدجان، طلبنا من الجنرال قائد قوة الاممالمتحدة وقفا لاطلاق النار". وأضاف ان هذا الوقف لاطلاق النار "سيحمي السكان والعسكريين بدءا بالحرس الجمهوري الذي يتولى امن رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية شخصيا وعائلته واعضاء حكومة رئيس وزرائه جيلبر اكي نغبو". وخلص مانغو الى القول "نطلب من قوة الاممالمتحدة بذل كل ما في وسعها لمنع عمليات النهب والملاحقات". وقد دخلت كوت ديفوار المستعمرة الفرنسية السابقة في حرب أهلية كاملة بعدما دخل أنصار الحسن أوتارا الذي فاز بالانتخابات الرئاسية والذين يريدون الإطاحة بجاجبو إلي أبيدجان ومحاولتهم القضاء علي بقايا قوات جاجبو الذين بقوا للقتال وسط انشقاقات واسعة. وقال سفير أوتارا في فرنسا علي كوليبالى لإذاعة فرانس إنفو إنه وفقا لمصادره فأن جباجبو يتفاوض بشأن استسلامه . وعلي الرغم من ذلك لم يتسن الوصول لمسئول في أبيدجان لتأكيد الخبر. ويأتي هذا الهدوء بعدما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن قوات حفظ السلام مدعومة بقوات فرنسية استخدمت الطائرات المروحية لاستهداف الأسلحة الثقيلة التي تستخدمها القوات الموالية لجاجبو. وقال بان كي مون "خلال الأيام القليلة الماضية كثفت القوات الموالية لجباجبو من استخدامها للأسلحة الثقيلة مثل مدافع الهاون و قنابل ار بي جيه ضد المدنيين في أبيدجان" مضيفا إن قوات غاغبو شنت هجمات مماثلة علي مقر الأمم لمتحدة. وأضاف "في هذا الصدد قامت مهمة حفظ السلام في كوت ديفوار بعملية عسكرية لمنع استخدام الأسلحة الثقيلة التي تهدد المدنيين في أبيدجان". وقال الناطق باسم مهمة حفظ السلام حمدون توري إنه تم إطلاق صواريخ من طائرات مروحية استهدفت أسلحة ثقيلة في قاعدة عسكرية بالقرب من القصر الرئاسي. وقد أجلت الأممالمتحدة المئات من طاقم عملها المدني وأكثر من 1000 أجنبي معظمهم من الفرنسيين يقيمون الآن في مركز فرنسي لقوات حفظ السلام في أبيدجان. بينما كثفت فرنسا من قواتها هناك من 900 إلي 1650 خلال الأيام القليلة الماضية. وبدأ أنصار الحسن أوتارا الهجوم الأخير مساء أمس الاثنين. وبحسب شهود عيان فأنه سمع دوي طلقات مدفعية ثقيلة حول المدينة كما تصاعد الدخان في ظل اشتداد المعركة. وكان غباغبو قد تجاهل الدعوات التي طالبته بالتنحي بعد الانتخابات التي أجريت في نوفمبر الماضي والتي أقر فيها المراقبون الدوليون بفوز أوتارا. كما بدأ أنصار أوتارا في اتخاذ إجراءات عسكرية قوية ضد القوات الموالية لغباغبو خلال الأسابيع الماضية بعدما أخفقت جهود الوساطة والعقوبات في إجبار جاجبو علي ترك السلطة. سبا وكالات