شدد رئيس مجلس الوزراء الاخ محمد سالم باسندوة على الدور الكبير الذي يقع على عاتق الحكومة والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في توجيه اليتيم نحو تفجير طاقاته وكفاءاته وتعويض الايتام عما قد يشعرون به من نقص في الحنان والعاطفة، والعمل على تربيتهم تربية صالحة تساعدهم على شق طريقهم بنجاح. وأكد الاخ رئيس الوزراء لدى حضوره اليوم بصنعاء الفعالية الاحتفائية التي اقامتها جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية قطاع كفالة ورعاية الايتام بمناسبة يوم اليتيم العربي تحت شعار" لست وحدك..جميعنا اهلك"، على ضرورة قيام كل منا بدوره الحقيقي في كفالة الايتام ورعايتهم. وقال" انه لمن الشرف الكبير ان نجتمع هذا اليوم لنحتفل بهذه المناسبة العظيمة مناسبة يوم اليتيم العربي فهي ذكرى غالية على قلوبنا جميعا تذكرنا بمعاناة شريحة كبيرة في المجتمع وهي شريحة الايتام، كما ان الاحتفال بهذا اليوم يسهم بدون شك في لفت الانتباه الى الايتام ومعاناتهم والوقوف على قضاياهم ومشاكلهم لتقديم الحلول المناسبة لها ومعالجتها وفق الاطر والاسس الاجتماعية والعلمية السليمة". ولفت الى الدور الكبير لكل امهات الايتام المناضلات اللاتي كرسن حياتهن وضاعفن جهدهن في تربية ابنائهن بعد فقد ابيهم وصنعن منهم شخصيات ناجحة ومؤثرة. وقال"والى جانب دور الام هناك دور المجتمع فمن اجلى مظاهر الايمان في المجتمع رعاية المحتاجين وفي طليعتهم الايتام فهم اشد حاجة للرعاية والاهتمام، فاذا كان الفقير يحتاج الى النفقات المادية والمعيشية فان حاجات اليتيم تمتد لتشمل الجوانب المادية والعاطفية معا، فعلى المجتمع ان يشعر بمسؤوليته تجاه الايتام ويتحسس الامهم". وأشار الاخ باسندوة الى ان من ابرز مفردات مسؤوليتنا جميعا نحو الايتام ان نوفر لهم الحنان والعاطفة وان نتجنب الاساءة اليهم وان نلبي متطلباتهم واحتياجاتهم المادية وتوفير الارشاد والتوجيه الثقافي والسلوكي للايتام لكي يحيوا حياة طيبة كغيرهم من ابناء المجتمع.. موضحا ان عدد الايتام في اليمن يزيد عن نصف مليون حسب الاحصائيات. وقال" تعاني بلادنا من مشكلة الثار والنزاعات المسلحة في عدد من المناطق مما يزيد في حجم مشكلة اليتيم ويضخم التحديات امام الحكومة والمنظمات الانسانية الامر الذي يستدعي من الجميع تكثيف الجهود وتنسيقها للتغلب على هذه المشكلات ومعالجتها". وأكد رئيس الوزراء التزام الحكومة واهتمامها بتقديم الدعم اللازم والمستمر للايتام ولجمعية الاصلاح وكل الجمعيات والمنظمات العاملة في المجال الانساني.. منوها بالجهد الكبير لجمعية الاصلاح رائدة العمل الخيري في اليمن وتميزها الملحوظ في كفالة الايتام ورعايتهم وتاهيلهم وتدريبهم. وقال" وكما سمعت من الاخ رئيس الجمعية فقد كفلت جمعية الاصلاح اكثر من 45 الف يتيم وأهلت اكثر من خمسة الاف يتيم ويتيمة لسوق العمل وهذه جهود مباركة تدل على قدرة الجمعية ونجاحها في العمل التطوعي والانساني فلها وكل القائمين عليها كل الشكر والتقدير". واعلن الاخ رئيس الوزراء في ختام كلمته عن تبرع الحكومة بمبلغ 20 مليون ريال لجمعية الاصلاح قطاع كفالة ورعاية الايتام، وتبرع الاخ رئيس الجمهورية بمبلغ مليون ريال، و500 الف ريال تبرع شخصي منه. وحث بهذا الخصوص كل الخيرين ورجال المال والاعمال على ان لا يتوانوا في تقديم الدعم والتبرعات لهذه الجمعية وللايتام باعتبار ذلك من اعمال الخير والثواب الكبير التي يجازي الله عنها حسن الجزاء والاجر المضاعف، وكما قال رسول الله محمد بن عبد الله عليه ازكى الصلاة والتسليم" انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، واشار باصبعيه السبابة والوسطى. من جانبه قال رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية مرشد العرشاني :" إن الاحتفال باليوم العربي لليتيم يدشن فعاليات وأنشطة أسبوع اليتيم العربي الذي يهدف إلى إبراز الاهتمام والعناية باليتيم كفالة وتربية وتعليما وتأهيلا حتى يتبوأ مكانته اللائقة في بناء المجتمع وخدمة الأمة ". وأضاف :"إن اليتيم ليس مثلبة ولا انتقاصا فقد كان سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم يتيما كما أخبر بذلك القرآن الكريم " ألم يجدك يتيما فأوى " .. مبينا أن العباقرة والقادة في المجتمعات عبر التاريخ معظمهم من الأيتام . وأوضح العرشاني أن جمعية الإصلاح أخذت على عاتقها منذ تأسيسها عام 1990م القيام بكفالة ورعاية وتأهيل الأيتام حتى شملت كفالات الأيتام واستوعبت ما لا يقل عن 29 ألف يتيما ويتيمة بعد أن بدأت بعدد بسيط من الأيتام .. لافتا إلى أن الجمعية خطًت ثقافة العمل الخيري وجذرت رسالته في المجتمع عبر مختلف البرامج والأنشطة الصحية والاجتماعية والتعليمية والإغاثية التي ينفذها العاملون والمتطوعون التابعين لها في كافة محافظات الجمهورية . بدورها عبرت أم ضياء البيل في كلمتها عن أمهات الأيتام عن سعادتها وجميع أمهات الأيتام باللفتة الإنسانية لرعاية رئيس الوزراء للاحتفال بيوم اليتيم العربي وإشعار جميع الأيتام باهتمام المجتمع بهم ورعايتهم والوقوف إلى جانبهم . وقالت:" إن الأيتام بحاجة ماسة إلى رعاية صحية وتعليمية واجتماعية وثقافية وتأهيلهم بما يمكنهم من تجاوز عوائق الحياة التي تقف أمامهم ويكفل لهم العيش في سلام وسكينة والمساهمة في عملية البناء والتنمية الوطنية " .. داعية الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والإنسانية إلى العناية بالأيتام وتواصل العطاء لهم حتى تستمر مسيرة العمل الخيري لهذه الفئة من المجتمع. تخلل الاحتفال الذي حضره وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل ، ورئيس جمعية الإصلاح السابق الدكتور طارق سنان أبو لحوم ورئيس مؤسسة اليتيم التنموية الدكتور حميد زياد ، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى و المسئولين في الجمعية ، فقرات فنية وأنشودة ترحيبية قدمتها زهرات الجمعية نالت إعجاب الحاضرين . واهدى الايتام في نهاية الفعالية درع من ابداعهم وتصميمهم للاخ رئيس الوزراء. وكان الأخ رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة قد افتتح على هامش الاحتفال بفعاليات يوم اليتيم العربي معرض رسومات الايتام والمشغولات اليدوية، حيث طاف بمحتويات المعرض وابدى اعجابه بما شاهده من ابداعات وتميز لرسومات الايتام، وكذا الاشغال اليدوية والمنتجات التي يبدعون في تصميمها وانتاجها ما يجعلهم عناصر فاعلة في المجتمع قادرة على الانتاج والعطاء.