تناقلت وسائل الإعلام المحلية اللبنانية أنباء عن احتمال تكليف الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة ما اثار غضب المتظاهرين الذين يواصلون مظاهراتهم في العاصمة بيروت وعدد من المدن . وأفادت وسائل الاعلام نقلاً عن مصادر مقربة من الحكومة رفضت الكشف عن اسمها ان اتفاقاً تم التوصل اليه بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة الرئيس اللبناني ميشال عون على تسمية وزير المالية السابق محمد الصفدي (75 عاماً) رئيساً للحكومة الجديدة. وفور تردد هذه الأنباء، عبر المتظاهرون عن غضبهم في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فاتهموا السلطات بعدم أخذهم على محمل الجد. وتظاهر العشرات ليلاً في بيروت وأمام مكتب الصفدي في طرابلس شمال لبنان، وسط توقعات باستمرار المظاهرات ضد تسمية الصفدي لرئاسة الحكومة . ويرأس الصفدي مجلس إدارة شركة شريكة في إنماء واجهة بيروت البحرية التي يرى المحتجون أنها جزء من الاعتداء على الأملاك البحرية العامة، إذ تنتشر على طول الشاطئ اللبناني مشاريع سياحية ومنتجعات عدد كبير منها يملكه سياسيون، وتقفل هذه المشاريع باب الوصول إلى البحر أمام عامة اللبنانيين. ويعتبر الصفدي من أكبر الأثرياء في لبنان، ويتحدر من طرابلسالمدينة التي يعاني 26 في المائة من سكانها من فقر مدقع، وشغل سابقاً حقائب وزارية عدة أبرزها المالية (2011-2014) والاقتصاد (2009-2011م). ولم تستجب السلطات منذ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر/ تشرين الأول لمطالب المتظاهرين، فيما لم يدع الرئيس عون حتى الآن إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة. وكان عون قد اقترح تشكيل حكومة "تكنو-سياسية"، بينما يطالب المتظاهرون بحكومة اختصاصيين مستقلة بعيداً عن أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين. وبدأ الحراك الشعبي في 17 أكتوبر/تشرين الأول على خلفية مطالب معيشية، وبدا عابراً للطوائف والمناطق، ومتمسكاً بمطلب رحيل الطبقة السياسية من دون استثناء.