أكد السفير الصيني بصنعاء تشانج هوا على قدرة الشعب اليمني تحقيق حلمه في اختيار نظام الحكم وشكل الدولة الجديدة المتناسب مع خصائص وعادات المجتمع والاستفادة من التجربة الصينية في تحقيق الحلم الصيني وتحقيق القفزة الصناعية والتقنية والاقتصادية الهائلة خلال فترة زمنية قصيرة . وأشار السفير الصيني خلال محاضرة له اليوم بجامعة صنعاء بعنوان" على ماذا يعتمد في تحقيق الحلم الصيني" أن لكل مجتمع في العالم حلم ، وحلم الصين هو تحقيق أحلام وتطلعات وآمال كل مواطن صيني، وتحسين مستواه التعليمي و الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي. وتطرق إلى المكانة التي باتت تحتلها الصين في مربع الاقتصاد العالمي وتفوقها العلمي والتقني والصناعي على عدد من بلدان العالم مقارنة بالمستوى المعيشي والأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها في فترة الثمانينيات. واستعرض لمحة تاريخية عن الصين وموقعها الجغرافي ومساحتها والتنوع الثقافي والحضاري والشعبي التي تمتاز به الصين، وعدد سكانها الذين وصلوا حسب أخر إحصائية إلى مليار و 370 مليون نسمة منهم 20 مليون مسلم حسب قوله، مقارنة ب600 مليون نسمة عام 1953م، وكذا تنوعها الجغرافي التي تنقسم إلى 4 بلديات، و 23 مقاطعة، وخمس مناطق حكم ذاتي للقوميات التي تمثل 56 قومية متنوعة. وأكد ان الصين تعتبر من أكبر الدول الاقتصادية في العالم من حيث الناتج القومي والمحلي حيث بلغ العام الماضي 3 ألف مليار دولار، فيما يقدر الاحتياطي النقدي للصين ب3 ألف مليار دولار وهذا رقم يعد أعلى ا احتياطي على مستوى العالم حسب تعبيره. وتطرق إلى بعض الشواهد الحية والمتقاربة لمستوى المعيشة بين الشعبين اليمني والصيني خلال فترة الثمانينيات بل كان الوضع المعيشي اليمني أفضل بكثير من خلال شهادته على الواقع المعاش عام 1986 عندما كان يعمل مدرباُ في تعز وكان اليمنيون انذاك يمتلكون وسائل النقل والمواصلات والسكن والبيوت الخاصة بينما لايستطيع أي مواطن صيني امتلاك أي وسيلة نقل او سكن خاص خلال تلك الفترة وكانت جميعها مملوكة للدولة. وقال:" عندما سافرت من تعز 1986 إلى بلدي الصين أشتريت علبة مياه معدنية واخذتها معي إلى الصين لعدم وجودها هناك واخذ كثير من الصينيين يندهشون من وضع المياه في علب زجاجية بهذه الشكل والذي يدل بأن اليمن كان افضل حالاً وتطوراً، وهو مايؤكد مثلما استطاع الصينيون تحقيق الحلم الصيني، فأن اليمنيون قادرون على تحقيق الحلم اليمني. وأشار تشانج إلى أن الصين اعتمدت على تحقيق الحلم الصيني على عدد من الطرق منها"طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي قامت على أساس خدمة الشعب وإعطائه كافة حقوقه وكفالة حريته والمواطنة المتساوية، وارسي قواعد الديمقراطية الحقيقية، وكذا اعتمد على نظام تطبيق الإصلاح والانفتاح والاعتراف بالأخطاء وتصحيح السياسات التي تتناسب مع سياسة العصر، وتوفير البيئة الاجتماعية الأمنة والمستقرة التي تعد احد اهم عوامل الإصلاح والنجاح والنهضة الثقافية والتنموية والاقتصادية، بالإضافة إلى الاعتماد على الذات. وتطرق إلى العلاقات اليمنية – الصينية التاريخية التي تتجسد بالشواهد الحية لمشاريع الطرق والخطوط الطويلة ومشاريع المدارس الفنية والمهنية والمستشفيات التي كانت الصين من اوائل من قدم الدعم والمساعدة لليمن بدون قيد او شرط، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين اليمن والصين بلغ خلال العام الماضي 5 مليارات و 500 مليون دولار، بزيادة 31 بالمائة عن العام المقابل له. واعلن السفير الصيني أنه سيتم افتتاح قسم اللغة الصينية بجامعة صنعاء خلال سبتمبر القادم لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين . وكان رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي، ونائب رئيس الجامعة للشئون الاكاديمية الدكتور حمود الظفيري، وعميد كلية الزراعة الدكتور جلال عوض أشادوا بإسهامات الحكومة الصينية في دعم مسيرة التنمية باليمن منذ الخمسينيات في مختلف المجالات الخدمية والتنموية إضافة إلى تدريب وتأهيل عدد من الطلاب اليمنيين في الصين واستمراها في دعم عملية التنمية والتسوية السياسية باليمن ووقوفها الدائم مع أمن واستقرار ووحدة اليمن . إلى ذلك سلم السفير الصيني 5 أجهزة كمبيوتر مع ملحقاتها كهدية من السفارة لجامعة صنعاء.