أكد سعادة السفير الصينيبصنعاء تشانغ هوا عمق ومتانة العلاقات اليمنيةالصينية وهي علاقات تاريخية تجسدت بالشواهد الحية لمشاريع الطرق والخطوط الطويلة ومشاريع المدارس الفنية والمهنية والمستشفيات التي كانت الصين من أوائل من قدم الدعم والمساعدة لليمن بدون قيد أو شرط، مشيداً بالتطورات المتميزة التي شهدتها العملية الانتقالية في اليمن. وقال السفير الصيني خلال إلقائه أمس محاضرة بكلية الزراعة بجامعة صنعاء بعنوان (على ماذا يعتمد تحقيق الحلم الصيني؟) في إطار التعاون العلمي والثقافي المثمر بين اليمنوالصين: إن العلاقات بين البلدين تمتلك قاعدة شعبية عريقة وكبرى تمتد الى آلاف السنين ولم تتغير رغم التغيير الذي شهده النظام السياسي في اليمن وتشكل الصين حالياً الشريك الأول والأكبر لليمن في المجال الاقتصادي وهناك حماس كبير للشركات الصينية في العودة للعمل في اليمن.. مشيراً الى قدرة الشعب اليمني على تحقيق حلمه في اختيار نظام الحكم وشكل الدولة الجديدة المتناسب مع خصائص وعادات المجتمع والاستفادة من التجربة الصينية التي حققت الحلم الصيني والقفزة الصناعية والتقنية والاقتصادية الهائلة خلال فترة زمنية قصيرة. واستعرض السفير الصيني حجم العلاقات الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية المتبادلة بين البلدين، إضافة الى دعم الحكومة الصينية لعملية الانتقال السياسي في اليمن وقال: نحن لانعتمد على الكلام وإنما على التطبيق، منوهاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين اليمنوالصين بلغ خلال العام الماضي 5 مليارات و 500 مليون دولار، بزيادة 31 بالمائة عن العام المقابل له. وتطرق إلى المكانة التي باتت تحتلها الصين في مربع الاقتصاد العالمي وتفوقها العلمي والتقني والصناعي على عدد من بلدان العالم مقارنة بالمستوى المعيشي والأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها في فترة الثمانينيات.. مستعرضاً حجم الإنتاج القومي الصيني الذي تجاوز 3 بلايين دولار امريكي العام الماضي 2012م، واستعرض لمحة تاريخية عن الصين وموقعها الجغرافي ومساحتها والتنوع الثقافي والحضاري والشعبي التي تمتاز به الصين، وعدد سكانها الذين وصلوا حسب آخر إحصائية إلى مليار و 370 مليون نسمة منهم 20 مليون مسلم حسب قوله، مقارنةً ب600 مليون نسمة عام 1953م، وكذا تنوعها الجغرافي حيث تنقسم إلى 4 بلديات، و 23 مقاطعة، وخمس مناطق حكم ذاتي للقوميات التي تمثل 56 قومية متنوعة والمراحل التاريخية التي مرت بها العلاقات اليمنيةالصينية والتطورات السياسية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها الصين. وأشار تشانغ إلى أن الصين اعتمدت في تحقيق الحلم الصيني على عدد من الطرق منها “طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي قامت على أساس خدمة الشعب وإعطائه كافة حقوقه وكفالة حريته والمواطنة المتساوية، وإرساء قواعد الديمقراطية الحقيقية، وكذا اعتمدت على نظام تطبيق الإصلاح والانفتاح والاعتراف بالأخطاء وتصحيح السياسات التي تتناسب مع سياسة العصر، وتوفير البيئة الاجتماعية الآمنة والمستقرة التي تعد أحد أهم عوامل الإصلاح والنجاح والنهضة الثقافية والتنموية والاقتصادية، بالإضافة إلى الاعتماد على الذات. وأوضح السفير تشانغ هوا أنه سيتم خلال الشهر القادم تدشين مستشفى الصداقة الصيني- اليمنيبصنعاء بتمويل من الحكومة الصينية إلى جانب المكتبة الوطنية الكبرى التي وضع لها حجر الأساس رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة وستصبح أكبر مكتبة في الشرق الأوسط. مشيداً بحجم التطورات التي شهدتها جامعة صنعاء في المجال العلمي والأكاديمي والبنى التحتية، مؤكداً سعي السفارة الحثيث بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي وجامعة صنعاء إلى افتتاح قسم للغة الصينية بجامعة صنعاء بدعم من الحكومة الصينية خلال شهر سبتمبر المقبل الذي من شأنه تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين. وكان رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي، ونائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية الدكتور حمود الظفيري، وعميد كلية الزراعة الدكتور جلال عوض قد أشادوا بإسهامات الحكومة الصينية في دعم مسيرة التنمية باليمن منذ الخمسينيات من القرن الماضي في مختلف المجالات الخدمية والتنموية، إضافة إلى تدريب وتأهيل عدد من الطلاب اليمنيين في الصين واستمرارها في دعم عملية التنمية والتسوية السياسية باليمن ووقوفها الدائم مع أمن واستقرار ووحدة اليمن. إلى ذلك سلم السفير الصيني 5 أجهزة كمبيوتر مع ملحقاتها كهدية من السفارة لجامعة صنعاء.