لم يفق العالم بعد من كابوس وباء فيروس كورونا وتبعاته، حتى توالت أخبار انتشار مرض "الفطر الأسود " الذي بث الرعب في القلوب من أن يتحول إلى وباء جديد كوباء فيروس " كوفيد – 19 وبات الناس خائفون من أن يصبحوا على وباء جديد يقض مضاجعهم . وتوالت الأخبار بعد ذلك عن نسبة عالية جدا من الوفيات بين المصابين به ومنهم من قال ان كل من يصاب به يموت وان لا دواء له والحل الوحيد هو اقتلاع العين . ويعتقد الأطباء والعلماء أن نسبة الموت جراء الإصابة "بالفطر الاسود" هي 50 في المائة وأن" الفطر العفني "يدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي فيصيب الأنف والفم والعين والرئتين وقد يصل انتشاره إلى الدماغ . أما إذا اكتشف مبكرا فيستخدم الأطباء الحقن الوريدي المضاد للفطريات لعلاجه .وفي الهند مثلا يكلف الحقن الوريدي المضاد للفطريات ما يعادل 48 دولار للجرعة الواحدة يوميا . ويحتاج المريض للحقن لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع وهو ثمن لا تستطيع عائلات كثيرة على دفعة . ويعاني الهند من نقص حاد في الحقن الوريدي المضاد للفطريات " الامفوتريسين بي " أو" أمفو – بي " ، ويقول الأطباء في الهند أن اغلب الحالات التي تصلهم متأخرة جدا وقد لا تصلهم الحالة إلا بعد أن يفقد المصاب البصر . وفي حالات كهذه لا يكون أمام الأطباء غير التدخل الجراحي لاستئصال العين أو الأنف أو الفك الاعلى منعا لوصول العفن إلى الدماغ . وقد أعلنت الهند قبل بضعة ايام عن تجاوز حالات الإصابة بمرض " الفطر الأسود " ال 8800 حالة ضمن انتشار متواصل للمرض ينذر بتحوله إلى وباء في البلاد . لكن ذلك يعد تناقضا مع من ينفون كونه وباء يتهدد العالم ويمتنعون عن مقارنته بوباء كورونا لأن معدل انتشاره لم يصل إلى درجة تجعله يوصف كوباء حتى في الهند نفسها . وقد عرفت منظمة الصحة العالمية مرض " الفطر الأسود " على انه مرض يصيب عدة أشخاص في نفس الوقت وينتشر من شخص لآخر في بلد معين في وقت معين . ويتواجد الفطر العفني في التربة والنباتات والسماد الطبيعي والفواكه والخضروات المتحللة وهو نوع من عدوى نادرة جدا، ناجمة عن التعرض لعفن المخاط المتواجد عادة في التربة والنباتات والسماد الطبيعي والفواكه والخضروات المتحللة.
ويؤثر الفطر العفني على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين، ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز". ويقول المختصون أن " الفطر الأسود " يتمكن ممن يعانون من فقدان او نقص المناعة ، وتكون مناعة المصابين بفيروس "كورونا " ضعيفة إذ ينهك الأنظمة الدفاعية للجسم مما يسهل دخول الفطريات وانتشارها في الجسم مثل "الفطر الأسود ". ويعتقد الأطباء في الهند بأن هناك رابط بين انتشار" الفطر الأسود" وبين استخدام مركبات الستيرويد في علاج حالات الاصابة الشديدة والحرجة" بكوفيد – 19 ". فهذه الأدوية المنشطة تعتبر علاجا فعالا ورخيص الثمن يخفف الالتهابات الرئوية في حالات حرجة من الاصابة بكورونا لكنها تضعف المناعة وتزيد نسبة السكر في الدم . كما يتعقدون أن انخفاض المناعة الناتج عن استخدام هذه الادوية يجعل المستخدمين تلك الأدوية هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض " الفطر الأسود " .. لكن بما أن كورونا ليس المرض الوحيد الذي يضعف المناعة فبالتالي فإن مرض الفطر الأسود وغيره من الفطريات لا يستهدف فقط المصابين بكورونا ،لكنه يستهدف أيضا المصابين بمرض السرطان والمتعافين منه الذين أضعفت الأدوية مناعتهم والمصابين بالإيدز وبعض حالات الاصابة بمرض السكر المزمن وغيرها . وهناك عامل آخر يسهم في إضعاف مناعة الجسم وهو سوء استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب ، وهذا أمر منتشر في العديد من الدول العربية إذ يستطيع الشخص الحصول على المضادات الحيوية دون وصفة علاج صادرة من الطبيب . وعن انتشار مرض " الفطر الأسود " في بعض الدول العربية ومنها مصر تحدثت وسائل إعلام محلية عن ظهور أول حالة اصابة بالفطر الأسود في محافظة الفيوم حيث أعلنت سيدة من المحافظة في لقاءات للإعلام المصري انه تم تشخيص اصابة والدتها بالفطر الاسود بعد تعافيها من فيروس كورونا . من جهتها نشرت وزارة الصحة بمصر بيانا تعرف فيه بمرض الفطر الأسود وأعراضه ومسبباته وطرق العلاج منه والوقاية من انتشاره . ويؤكد مختصون ومسؤولون في القطاع الصحي في مصر على أن الفطر الأسود نوع من الفطريات الموجودة في كل مكان ومنذ زمن بعيد وليس جديدا ولا مرتبطا بانتشار فيروس كورونا وان الإصابة به واردة عند من يعانون نقصا في المناعة لاي سبب كان . وفي سلطنة عمان نشرت وزارة الصحة تفاعلا مع ما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيانا تقول فيه انه لم تسجل أي إصابات بالفطر الأسود ضمن المصابين بفيروس كورونا في السلطنة . ويحذر الكثير من الأطباء على مستوى العالم من أكثر الأشياء التي تجعل المناعة تنخفض لدى الناس وهو شعورهم بالقلق والخوف والضغط النفسي المتزايد ، وينصحون بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه والبروتين والسوائل للوقاية من فيروس كورونا ومن أي مرض أخر .
