انتقد الرئيس الجزائري السابق اللواء اليامين زروال ضمنا ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة ... داعيا إلى تحول ديمقراطي حقيقي يضمن التداول على السلطة. وقال زروال الذي تولى رئاسة الجزائر في الفترة (1994-1998) في رسالة وجهها إلى الشعب الجزائري نشرت اليوم الخميس إن " مراجعة الدستور الجزائري في عام 2008، ولاسيما تعديل المادة 74 منه المتعلقة بتحديد الفترات الرئاسية في عهدتين، قد أدت بشكل عميق إلى تعكير النقلة النوعية التي كان يقتضيها التداول على السلطة وحرمت مسار التقويم الوطني من تحقيق مكاسب جديدة على درب الديمقراطية ". وكان بوتفليقة قد عدل في 2008 الدستور من أجل الترشح لولاية رئاسية أخرى وجعلها غير مقيدة عكس الدساتير السابقة التي حددتها بولايتين فقط. وذكّر زروال بأن الدستور يفرض شروطا صارمة لمن يترشح للإنتخابات الرئاسية من ضمنها القدرة العقلية والبدنية. ولمح الرئيس الجزائري السابق إلى حالة بوتفليقة الذي لم يظهر للعلن كثيرا منذ إصابته بنوبة دماغية في ابريل 2013 " غير أن هذه المهمة لكي يتم أداؤها أداء مشرفا تتطلب أن تحاط بجملة من الشروط، ومنها خصوصا تلك التي يمليها الدستور رسميا من جهة، وتلك التي تفرضها قواعد الأخلاق البروتوكولية المرتبطة بممارسة الوظيفة من جهة أخرى... وهنا فإن الأمر يعتبر شرفا عظيما بقدر ما يعد مهمة ثقيلة ودقيقة، سواء من الناحية المعنوية أم من الناحية البدنية بالنسبة لكل من يتطلع إلى الارتقاء إلى منصب القاضي الأول في البلاد". وبث التلفزيون الرسمي في الثالث من مارس الجاري مراسم استقبال رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي للرئيس بوتفليقة بمقر المجلس لإيداع ملف ترشحه، ونقل بالصوت والصورة المحادثة التي جرت بينهما، لأول مرة منذ مرضه. وحذر زروال من أن "العهدة الرئاسية القادمة تعتبر الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي". وقال " كل المؤشرات الموضوعية تدعو إلى الشروع بصفة عاجلة وفي كنف الهدوء وبصفة سلمية في الأشغال الكبرى لهذا المسعى الوطني المنقذ، الذي يستوجب إشراك جميع الجزائريين في إنجازه، وهو هدف وطني كبير يخطئ كل من يعتقد بأنه قد يتحقق بإرادة رجل واحد مهما كان ملهما، ولا بإرادة قوة حزب سياسي وحيد مهما كان مستوى الأغلبية التي يمثّلها""، في إشارة إلى جبهة التحرير الوطني الحاكمة. ودعا زروال إلى التداول على السلطة من أجل تحقيق استقرار دائم في البلاد، قائلا إنه "من الأهمية بمكان التذكير بأن التداول على السلطة يكمن هدفه في التضامن ما بين الأجيال كما يكمن في تحصين الديمقراطية وإضفاء المصداقية على مؤسسات الجمهورية ". وحذر من " الاستخفاف بالوضع الراهن والإعتقاد بأن الوفرة المالية يمكن لوحدها أن تتغلب على أزمة ثقة هيكلية ولا من شأنها أن تحتوي غليان المواطنة الذي تشهده حاليا الساحة السياسية الوطنية"، في إشارة إلى احتجاجات المعارضة. وأيد زروال مطالب المعارضة في التغيير السلمي لنظام الحكم، قائلا إنه " غليان مواطنة ليس له من طموح مشروع سوى تقديم مساهمته الخاصة في بناء نظام سياسي جديد في ظل الوفاء لروح بيان أول نوفمبر 1954 (بيان اندلاع ثورة التحرير 1954-1962) وفي توافق مع المعايير المكرسة عالميا مع الحفاظ على قيمنا وخصوصياتنا". وحذر من سعي السلطة إلى إضعاف المعارضة... قائلا"إن تاريخ الديمقراطيات العريقة في العالم، يعلمنا بأن الدولة القوية هي تلك التي تستمد قوتها من التعايش مع سلطة مضادة قوية بدورها". وشدد على أهمية أن تطبع الإنتخابات المقبلة المقررة في 17 ابريل المقبل "بالشروط الموضوعية للشفافية والحرية". واعتبر أن ذلك "يضفي على مؤسسات الجمهورية مصدرا للشرعية ذا قيمة ثمينة، ويشكل من هذا المنطلق الحصانة الأوثق التي يمكن للجزائر أن تعتمد عليها لرفع التحديات الكبرى للتشييد والتصدي للرهانات التي تتهددها". ودعا زروال نظام الحكم إلى تمكين الجزائريين من التعبير عن أصواتهم في الإنتخابات بكل حرية " وعدم تقويض هذا البعد الذي لا يقدر بثمن.