حذرت الأممالمتحدة من تعمق الأزمة الأوكرانية وطالبت ببذل كل الجهود الممكنة خاصة من قبل الأطراف المعنية وبشكل عاجل لنزع فتيل التصعيد الدائر في شرق أوكرانيا. جاء ذلك على لسان مساعد الأمين العام للشؤون السياسية فرنانديز تارانكو خلال إفادته أمام اجتماع لمجلس الأمن بناء على طلب روسيا والتي استعرض فيها التقارير الواردة للأمم المتحدة والتي تشير إلى استهداف خمس مدن على الأقل في شرق أوكرانيا بالتظاهرات المسلحة والفوضى واستيلاء المسلحين على المباني الحكومية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية . وأكدا تارانكو أن مراقبي الأممالمتحدة في أكرانيا أفادوا باستمرار تحصين المتاريس والمدنيين المسلحين من الجانبين ..وشاهدوا أعضاء مليشيات مسلحة مزودين ببنادق آلية من طراز "أي كيه 47" وبنادق قنص. وجدد المسؤول الاممي دعوة الأمين العام لممارسة أقصى درجات ضبط النفس والإمتثال الصارم للقانون الدولي محذرا من تواصل تعمق الأزمة الأوكرانية إذا لم تبذل جهود مكثفة من جميع الأطراف المعنية بشكل عاجل لنزع فتيل التصعيد. وأضاف إن أوكرانيا لن تعاني وحدها إذا استمر سفك الدماء وتصاعدت الاشتباكات العنيفة .. وقال إن روسيا تواجه مخاطر امتداد الأزمة إليها بما قد يكون له عواقب وخيمة على موسكو والمجتمع الدولي بأسره. من جهته قال سفير كييف لدى الأممالمتحدة اليوم إن التوترات في شرق أوكرانيا "ذريعة متعمدة" تثيرها روسيا بهدف تعطيل المحادثات الرباعية بشأن أوكرانيا المقرر أن تجري يوم الخميس بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي ودبلوماسيين روس وأوكرانيين. واضاف يوري كليمينكو إن أوكرانيا تريد استخدام المحادثات لتهدئة التوترات على حدودها مع روسيا وللمساعدة في إستئناف التجارة مع روسيا إلا أنها لن تناقش شؤونها الداخلية. وأفاد تقرير صادر عن مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أن الأوكرانيين الناطقين بالروسية في شرق البلاد زعموا كذبا تعرضهم لهجوم لتبرير تدخل روسيا. وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة لحقوق الانسان إيفان سيمونوفيتش "رغم أنه كانت هناك بعض الهجمات ضد الروس العرقيين إلا أنها لم تكن ممنهجة أو منتشرة." واضاف "صور احتجاجات الميدان والروايات التي جرت المبالغة فيها بشكل كبير عن تحرش تعرض له الروس العرقيون على أيدي قوميين متطرفين أوكرانيين وتقارير مغلوطة عن حضورهم مسلحين لاضطهاد الروس العرقيين في القرم استخدمت بشكل ممنهج لخلق أجواء خوف وانعدام أمان انعكست على دعم انضمام القرم إلى روسيا الاتحادية." ودعا التقرير الذي حلل الاحداث حتى الثاني من ابريل الى بذل جهود فورية لاعادة سيادة القانون واحترام حقوق الانسان ووضع حد "لخطاب الكراهية" مثل الخطاب القومي المتشدد والذي يروج للكراهية على أساس العرق أو الدين. وقال ان احدى الجماعات اليمينية التي تعرف باسم "القطاع اليميني" المشاركة في احتجاجات الميدان في كييف أثارت قلق الأقلية الناطقة بالروسية. وذكر التقرير ان العديد من التقارير تحدثت عن أعمال عنف قام بها القطاع اليميني ضد معارضيه السياسيين وممثلي الحزب الحاكم السابق. وطالب بالتحقيق في مزاعم عن تورط الجماعة في قتل افراد من جهات انفاذ القانون. لكنه قال انه طبقا لكل الروايات التي استمع اليها وفد الاممالمتحدة كان الخوف من جماعة القطاع اليميني مبالغا فيه. وفي القرم حيث أجري استفتاء على الانفصال عن أوكرانيا في 16 مارس كانت هناك "مزاعم ذات مصداقية" عن مضايقات واعتقالات تعسفية وعمليات تعذيب تستهدف ناشطين وصحفيين لا يؤيدون الاستفتاء. وخلص التقرير الى ان هناك "تقييما واسع النطاق" بان المتحدثين بالروسية لم يتعرضوا لتهديدات وقال ان مسؤولي الاممالمتحدة تلقوا "الكثير من وقائع تزوير الاقتراع" في هذا الاستفتاء. وتعتزم أوكرانيا اجراء انتخابات رئاسية في 25 مايو . وقالت الاممالمتحدة ان من المهم ضمان حرية الاتصال والمعلومات والأفكار بشأن القضايا العامة والسياسية. وأضافت "هذا ينطوي على حرية الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى في التعليق على القضايا العامة دون رقابة او تقييد لحرية الراى العام. ومن المقرر ان تعقد المحادثات الرباعية بشأن أوكرانيا يوم الخميس بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي وروسياوأوكرانيا.