فشلت جهود ربع الساعة الأخير في لندن، أمس، قبل الاستفتاء على مصير القرم في الاتفاق على حل للأزمة الأوكرانية، غداة إعلان روسيا التزامها الدفاع عن مواطنيها في شبه الجزيرة جنوبي أوكرانيا، واحترامها نتائج الاستفتاء، وشددت على أنها لا تريد الحرب مع أوكرانيا، في وقت أرسلت ناقلات جند ومدرعات إلى القرم حيث قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود، وأعلنت عن تدريبات بالمقاتلات في البحر الأبيض المتوسط، وفي المقابل طلبت السلطات الجديدة في كييف مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة، لكن هذه الأخيرة عرضت تقديم "مساعدات غذائية فقط"، فيما هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موسكو برد أقوى إذا صعدت روسيا التوتر في أوكرانيا . واعترف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس (الجمعة) عقب لقائه نظيره الأمريكي جون كيري، بالفشل في التوصل إلى اتفاق واضح لإنهاء الأزمة في أوكرانيا . وقال "لم يفض الاجتماع إلى ردم هوة الخلافات بين البلدين" بشأن أوكرانيا، بيد أنه وصف اللقاء بالمفيد لفهم مواقف الأطراف المعنية بالأزمة، وأكد أن القرم تعني لروسيا أكثر مما تعني جزر فوكلاند لبريطانيا . وشدد على ضرورة احترام قرار برلمان القرم بتنظيم استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا أو الحصول على حكم ذاتي أوسع في إطار أوكرانيا . وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعلن الموقف الروسي بوضوح في ضوء نتائج الاستفتاء المقرر عقده غداً الأحد . وحذر لافروف الغرب من أن العقوبات ضد روسيا لن تكون مثمرة ولن تجد نفعاً، بل ستكون لها نتائج عكسية وستؤثر في الجميع خاصة في المجال الاقتصادي . وقال إن روسيا لا تحتاج إلى راعٍ لتنسيق الحوار مع أوكرانيا، وجدد رفض مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة الأوكرانية، واعتبر أن المحاولات الغربية لتناول الأزمة تنحو إلى تحميل موسكو المسؤولية عنها وهي منها براء . ونفى أن يكون لدى روسيا نية لاجتياح أوكرانيا . وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه سيكون هناك رد أقوى إذا صعدت روسيا التوتر في أوكرانيا وهددت شعبها . وقال بعد 6 ساعات من الحوار المتواصل مع لافروف في لندن إن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لن يعترفا بنتيجة الاستفتاء حول مصير القرم، وأعرب عن قلقه من نشر قوات روسية في القرم وبطول الحدود الشرقية لأوكرانيا . وأعلنت روسيا عن رصد طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار فوق شبه جزيرة القرم . وقال البيت الأبيض إن امتناع روسيا عن اتخاذ خطوات لتخفيف الأزمة في أوكرانيا أمر "مؤسف" وإن الولاياتالمتحدة مستعدة للرد سريعاً في حال إجراء استفتاء يوم الأحد بشأن انضمام منطقة القرم الأوكرانية إلى روسيا . وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عرض مساعدة واشنطنوموسكو من أجل إيجاد حل دبلوماسي وسريع للأزمة الأوكرانية، وقال إن محادثات لندن تمثل "لحظة حيوية لأخطر أزمة في أوروبا في القرن الحادي والعشرين" . وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أكد أمس أن مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن "غير مقبول" وسترفضه موسكو . وأبلغ الرئيس بوتين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي أن الاستفتاء في القرم يتفق مع القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة . من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه لايزال يأمل في التوصل لحل دبلوماسي للأزمة، وقال خلال لقائه رئيس وزراء ايرلندا انداكيني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض إن رفض روسيا تخفيف قبضتها على القرم "سيكون له عواقب" . ودعا رئيس حكومة القرم سيرغي اكسيونوف أمس (الجمعة) المناطق الأخرى الناطقة بالروسية في شرقي أوكرانيا إلى إجراء استفتاءات حول انضمامها إلى روسيا . فيما دعا "حزب الأقاليم" الذي ينتمي إليه الرئيس المعزول فكتور يانوكوفيتش إلى أن تكون الروسية ثاني لغة رسمية في أوكرانيا، وأن يمنح المزيد من الحكم الذاتي للناطقين بهذه اللغة . وأعلنت الأممالمتحدة عن نشر فريق لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا والمساعدة على جمع الحقائق المحيطة بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك في شبه جزيرة القرم، وللعمل على نزع فتيل التوتر في البلاد . وقال مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش إن هناك تقارير متضاربة في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا والتي يمكن التلاعب بها لأغراض سياسية، بما في ذلك التحريض على الكراهية إذا لم يتم تأسيس الحقيقة، مشيراً إلى أن الانتهاكات المزمنة لحقوق الإنسان كانت من بين الأسباب الرئيسية للاضطرابات في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة . الخليج الامارتية