اقتحم عشرات المستوطنين اليهود، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسات مشددة ومعززة بعناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال.. فيما أحبط حراس المسجد إقامة صلوات تلمودية في باحاته. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ عن أحد العاملين في الأوقاف الإسلامية قوله: كانت اقتحامات اليوم كبيرة بعدد المستوطنين وأفواج السياح الأجانب، حيث زاد عدد المُقتحمين للأقصى اليوم عن ال200 مستوطن يهودي فضلا عن السياح. وأضاف "يأتي ذلك في الوقت الذي فرضت فيه شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول المواطنين للمسجد، وتم احتجاز بطاقاتهم، حتى كبار السن، على بوابات المسجد إلى حين خروجهم من المسجد". وانتشر المصلون والعاملون في الأوقاف الإسلامية في باحات وساحات المسجد الأقصى، ورصدوا كل تحركات وجولات المستوطنين المشبوهة. وأفاد حراس المسجد الأقصى أن نحو 217 يهوديا متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وقاموا بجولة حتى ساحة المسجد المرواني، وعادوا للخروج من باب السلسلة. وأضاف الحراس إن أحد المستوطنين قام بأداء طقوسه التلمودية بالقرب من المصلى المراوني، وخلال ذلك مزق ملابسه (وهي ضمن الطقوس الدينية الخاصة) وقامت الشرطة بإخراجه من المكان. وخلال اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى أدت مجموعة منهم طقوسها الدينية وقاموا بالانبطاح أرضا وقام الحراس بالتصدي لهم وإخراجهم من باب السلسلة. وأشار الناشط الإعلامي في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أنس غنايم إلى أن المسجد الأقصى يشهد تواجدًا من قبل المصلين من أهل القدس والداخل المحتل الذين تصدوا لاقتحام المستوطنين بالتكبير وبالشعارات المناصرة للأقصى.. لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال حاولت اعتقال إحدى النساء، ولكن محاولتها باءت بالفشل بعد حمايتها من قبل المصلين. وقال إن هذا الاقتحام يمثل توطئة ومقدمة لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.. محذرًا في الوقت ذاته من هذه الانتهاكات الخطيرة بحق الأقصى. ودعا غنايم إلى اتخاذ موقف عربي إسلامي فلسطيني جاد يضع حدًا لانتهاكات واعتداءات الاحتلال ضد المسجد الأقصى، ويلجم غطرسة وتمادي المستوطنين فيه. وكانت الجماعات اليهودية المتطرفة قد دعت لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال الفترة من (28 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر)، والتي يطلق عليها حسب المعتقدات اليهودية /أيام التوبة"/ وهي تأتي بعد رأس السنة العبرية حتى عيد الغفران التوراتي.. ويعتقد اليهود أن هذه الأيام هي أيام إصدار الحكم الإلهي، فهي أيام توبة ومحاسبة للنفس اليهودية. ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي عمليات اقتحام واعتداء من قبل المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة في محاولة لبسط السيطرة المطلقة عليه، وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني فيه.