تحتفل منظمة الاممالمتحدة يوم غدٍ الجمعة ال 17 من أكتوبر، باليوم العالمي للقضاء على الفقر، والذي يأتي هذا العام في ظل التدهور السياسي والاقتصادي والامني والذي شهدته العديد من مناطق ودول العالم، وتسبب في زيادة اعدد الفقراء والمشردين، خاصة في المنطقة العربية، جراء تنامي اعمال العنف المسلح. ويركز موضوع الاحتفال بالمناسبة لهذا العام 2014م (لا تتخلوا عن أحد .. فكروا وقرروا واعملوا معاً لمكافحة الفقر المدقع) على التحدي المتمثل في تحديد مشاركة الذين يعانون من الفقر المدقع والعزلة الاجتماعية . ويمثل الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر والذي تحييه الاممالمتحدة في مقرها الرسمي، مناسبة للاعتراف بدور من يعيشون في فقر مدقع كشركاء مهمين في حملة التصدي للتحديات التي نواجهها. وينظم الإحتفال بالتعاون مع (الحركة الدولية لإغاثة الملهوف - العالم الرابع) وفرع المنظمات غير الحكومية المعني بالقضاء على الفقر وإدارة الأممالمتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة الى دعم بعثتي فرنسا وبوركينا فاسو للأمم المتحدة، ويأتي الاحتفال هذا العام مع اصدار صندوق النقد والبنك الدوليين قبل ايام تقرير الرصد العالمي 2014/2015م والذي اظهر أن الفئة الاشد فقراً تمثل نحو 40 في المائة من سكان العالم . ودعا التقرير الى العمل بصورة اكبر على إنهاء الفقر وتضييق الفجوة بين مستويات معيشة الشريحة الأدنى من السكان والشريحة الأعلى والتي تمثل 60 في المائة منهم في جميع أنحاء العالم. وحذر من أن عدد الفقراء مازال مرتفعاً بشكل غير مقبول .. موضحاً ان عدد هذه الشريحة وصل إلى أكثر من مليار شخص في عام 2011م، وبنسبة 14 في المائة، مقارنة بنحو 1.2 مليار شخص وبنسبة 19 في المائة من سكان العالم في عام 2008م. كما توقع تقرير صندوق النقد والبنك الدوليين، أن يبقى مستوى الفقر مرتفعاً للغاية في منطقتي جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، وفقاً لتقديرات تشير إلى أن نحو 377 مليون من فقراء العالم البالغ عددهم 412 مليون فقير، سيكونون فيهما في 2030م. وقال النائب الاول لرئيس البنك الدولي كاوشيك باسو في التقرير انه "إذا كان من المذهل أن يكون خط الفقر لدينا منخفضاً حتى 1.25 دولار في اليوم الواحد، فلعله من المذهل بدرجة أكبر أن سُبع سكان العالم يعيشون تحت هذا الخط". واكد باسو والذي يشغل ايضاً منصب رئيس الخبراء الاقتصاديين في البنك إن مستويات عدم المساواة والفقر التي تسود العالم اليوم، غير مقبولة مطلقاً. وكان زعماء دول العالم قد التزموا في مؤتمر الألفية، بالعمل على خفض عدد الفقراء الذين يعيشون في فقر مدقع وبأقل من 25ر1 دولار يومياً، إلى النصف بحلول عام 2015م. وتشير احدث التقارير الى ان هذا الالتزام، ساهم في انخفاض معدلات الفقر المدقع في كل منطقة من مناطق العالم، بعدما تمكن الملايين من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم، فيما زادت إمكانية الحصول على المياه النظيفة إلى 89 في المائة في دول العالم النامي، اضافة الى إلحاق أكثر من 39 مليون طفل في المدارس الابتدائية. الا ان تقرير صادر عن البنك الدولي، يشير الى أن نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يعيشون على أربعة دولارات فقط في اليوم. واكد التقرير أن قضية الوقوع في براثن الفقر، مازالت مرتفعة للغاية .. موضحاً ان معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي في المنطقةٍ العربية والتي يتجاوز عدد سكانها 345 مليون نسمة، تراجع إلى 2% عام 2013م، بعد ان كان 4.5 في 2012م . وكان التقرير الرابع للأهداف الإنمائية للألفية 2013م، قد اكد أن المكاسب المحدودة في مجال مكافحة الفقر، والتي تحققت في العقد الأول من الألفية الثالثة "تبددت بسبب التحوّلات السياسية والنزاعات التي توسّع بدورها دوامة الفقر والبطالة والجوع". يذكر ان تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر، يرجع إلى يوم 17 أكتوبر من عام 1987ن، عندما اجتمع ما يزيد على 100 ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع في ساحة (تروكاديرو) بباريس. وأعلن المجتمعون في تلك الساحة والتي وقع فيها الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1984م، أن الفقر يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، وأكدوا الحاجة إلى التضافر بُغية كفالة احترام تلك الحقوق. كما حددت الجمعية العامة في قرارها رقم (47/196) أن يكون ي17 أكتوبر من كل عام أحد الأيام التي تحتفل بها الأممالمتحدة، بهدف تعزيز الوعي حول الحاجة للحد من الفقر والفقر المدقع في كافة البلدان وبشكل خاص في البلدان النامية، لتصبح هذه الحاجة إحدى أولويات التنمية.