انطلقت بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأربعاء أعمال الدورة الثانية للمنتدى العربي الروسي بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وعدد من وزراء خارجية الدول العربية. وأكد النائب الاول للرئيس السوداني بكرى حسن صالح في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الثاني للمنتدى" قدرة روسيا على دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في العالم العربي ،معربا عن تقديره للمواقف الروسية الداعمة للقضايا العربية ولاسيما الصراع العربي الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال النائب الأول للرئيس السوداني في المنتدى الذي سيختتم اعماله غدا الخميس ويصدر بيانه الختامي "نأمل ان تعيد روسيا التوازن الى مواقف المجتمع الدولى تجاه القضايا الدولية ولاسيما قضايا منطقتنا العربية ". ودعا المسؤول السوداني روسيا الى دعم جهود الدول العربية للقضاء على الارهاب ، وقال " نحن نامل ان تدعم روسيا جهودنا للقضاء على الارهاب الذى يثير قلقنا ، نحن نسعى لمكافحة الارهاب وفى ذات الوقت ادانة أي محاولات للربط بين الارهاب بدين او عرق او جماعة معينة ، كما يجب التفريق بين الارهاب وحق الشعوب فى التصدى للاحتلال". من جانبه دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي روسيا الى دعم الموقف العربي الباحث عن حل للصراع في سوريا ، والعمل مع المجموعة العربية من اجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا وإطلاق عملية سياسية. وقال العربى فى كلمته " ان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تنامى المجموعات المتطرفة ، ولابد من تحرك عاجل للمجتمع الدولي لكبح جماح هذه المجموعات ، ونأمل أن تعمل روسيا معنا من اجل التوصل الى حل لظاهرة الارهاب والتطرف". وأشاد العربي بفكرة منتدى التعاون الروسي العربي باعتباره يؤسس لإطار عمل وتعاون مشترك بين الجانبين ، لكنه رأى في الوقت نفسه أن مستوى التعاون بين العرب وروسيا أقل من إمكانات الجانبين ، وقال " إذا أخذنا حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية نرى انه قفز من 8 مليارات دولار في العام الى 14 مليار دولار وهو رقم اقل من امكانات الجانبين". بدوره، قال وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية "نحن نقف مع أصدقائنا العرب للتصدى للارهاب وفقا للقانون الدولى، كما اننا ملتزمون بان نعمل سويا لوقف النزاعات المسلحة فى المنطقة العربية". وأضاف لافروف "منهجنا فى سوريا لم يتغير، ما زلنا ندعو الطرفين إلى البحث عن حل سلمى، وندعم المبادرة العربية الرامية الى وقف اطلاق النار فى سوريا والدخول فى عملية سياسية شاملة". وتابع "نجدد دعوتنا لاطلاق حوار وطنى يشمل الحكومة السورية والمجموعات المعارضة". وعبر عن تضامن بلاده مع الشعب العراقي الذي يواجه تهديدات من المتطرفين، في إشارة إلى /ما يسمى/ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة بالعراق. وفي الشأن الليبي، دعا لافروف الى ضرورة ايجاد حل للصراع فى ليبيا، قائلا "ندعم جهود الدول العربية لحل الازمة الليبية، ونأمل ان ينجح مؤتمر دول الجوار الليبى الذى يعقد بالخرطوم غدا فى ايجاد تسوية وجعل الاوضاع فى ليبيا طبيعية". وفي الملف الفلسطيني، دعا وزير الخارجية الروسي إلى إطلاق المفاوضات مجددا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلا "نعرب عن قلقنا لعدم حل الازمة الفلسطينية والصراع العربى الاسرائيلى، لابد من اعادة اطلاق التفاوض، هذا هو الوقت المناسب لمثل هذه النقاشات". وكان قد بدأ في الخرطوم أمس الاجتماع التنسيقي "العربي-العربي" تمهيدا لانعقاد الدورة الثانية للمنتدى العربي الروسي. وأوضح السفير مجدي محمد طه مدير الإدارة العربية بوزارة الخارجية السودانية، أن الاجتماع التنسيقي "العربي-العربي" الذي عقد يوم أمس، يعقبه اجتماع تحضيري للجنة كبار المسئولين الذي يضم مسئولين بوزارة الخارجية السودانية، والأمانة العامة للجامعة العربية، ووزارة الخارجية الروسية لاعتماد مسودة البيان الختامي. وأوضح أن ما يخرج به الاجتماعان سيصب في مسودة البيان الذي سيصدر في ختام المنتدى، والذي يعكس رؤى الطرفين في القضايا الدولية والإقليمية واعتمادها. وقال طه إن هذه الدورة هي الأولى التي يعقد فيها المنتدى العربي الروسي علي مستوي كافة أعضاء الجامعة العربية". ومن جانبه، أكد السفير عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان الدائم لدى الجامعة العربية- سفير الخرطوم لدى القاهرة- أن استضافة الخرطوم "للدورة الثانية للمنتدى العربي الروسي"، تمثل قيمة مضافة لمساعي الدبلوماسية السودانية للم الشمل العربي وخلق شراكات بين الدول النامية والكبرى وفرصة لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الروسي . وتأسس منتدى التعاون العربي الروسي فى ديسمبر 2009 ، وانعقد اول اجتماع للمنتدى فى موسكو فى العام 2013 . ويهدف المنتدى الى تطوير العلاقات الطبيعية بين روسيا والجامعة العربية في كافة المجالات ابتداء من المشاورات المنتظمة حول المسائل الإقليمية والدولية ، والتعاون الثنائي في إطار الأممالمتحدة ، وأيضا التعاون الاقتصادي بما في ذلك مجلس الأعمال الروسي العربي ، وكذلك التعاون في مجالات العلوم والثقافة وغيرها.