ويأتي افتتاح المركز في أحد قصر /دار السلام/ التاريخي، في إطار الاهتمام الوطني والدولي بفن العمارة الطينية الأصيلة كموروث إنساني ثقافي تزخر به مدن وادي حضرموت. وفي الاحتفال الذي اقيم بالمناسبة بحضور الأديب الألماني العالمي الكبير /غونتر غراس/ وعدد من المشاركين في الملتقى العربي الألماني للرواية، رحب بالسيد غراس في أحضان وادي حضرموت ومدينة تريم العريقة والأدباء والكتاب القادمين من المانيا وسويسرا والنمسا ومن ارجاء الوطن العربي، المشاركين في ملتقى الرواية الالمانية العربية، مشيرا إلى أن الكثير من الادباء والفنانين والعلماء والمبدعين، مروا بهذه الارض وزاروا معجزاتها الحضارية والمعمارية وتركزت ملاحظات أكثرهم على عظمة مبدعيها. واستدرك قائلاً، لكن المثقف والمبدع الاستثناء/غونتر غراس/هو الوحيد الذي فكر وعمل على ديمومتها، وكانت فكرته التي تتجسد اليوم حقيقة ماثلة للعيان في إنشاء مركز تعليمي يعنى بالعمارة اليمنية الاصيلة، مؤشرا على ان لغة الثقافة والابداع هي اللغة الاقرب بين بني الانسان وتتجاوز كل الحواجز والموانع أياً كان نوعهاوضراوة القائمين بها. وخاطب الدكتور/الارياني/ السيد /غراس بقوله، ها أنت تصبح جزءا عزيزا من تراث اليمن وحضارته لأنك كنت ستظل جزءا خلاّقا من أدب الانسانية وتراثها، وها أنت تقف شاهدا حيا على ثقافة التسامح في بوابة المستقبل. وأعلن في ختام كلمته أن الاخت المهندسة والباحثة /ريم عبدالغني/ حرم الرئيس السابق علي ناصر محمد، التي تعد حاليا رسالة دكتوراة حول مساجد مدينة تريم العريقة، تعمل الآن على إقامة مركز للتراث والتاريخ والثقافة في تريم، كبادرة أخرى منها في توثيق ودراسة المدن والمواقع التاريخية. من جانبه أعرب الأديب العالمي غونتر غراس، عن اعتزازه الشديد بأن تلك الأبنية اليمنية العريقة ستحمل إسمه مستقبلا، وقال، قبل عام جئت لأول مرة الى اليمن ووقعت في غرام مبانيه الطينية الأصيلة، وقد حزنت لأنني رأيت كثيرا من تلك الأبنية معرضة للدمار فخفت على هذا التراث العمراني الرائع من النسيان، فبادرت لدعم إنشاء مركز العمارة الطينية بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، كخطوة إنسانية لإنقاذ هذا التراث والحفاظ عليه من التدهور، من خلال إجراء الترميمات اللازمة بذات النسق المعماري الذي وجدت عليه بالإضافة الى تعليم الشباب والأجيال الحاضرة بطرق ووسائل فنون البناء المعماري الطيني القديم ونقل خبرات الحرفيين القدماء في هذا الفن الفريد الى هؤلاء جميعا. وعرض غراس، فكرة إنشاء مركز تعليمي للمهندسين المعماريين بمدينة المكلا يتبع جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، من أجل ان يبقى التراث المعماري في المستقبل ذخراً للشعب اليمني كافة . تخلل الاحتفال، الذي حضره الإخوة أحمد جنيد الجنيد وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، والدكتورعبدالله باوزير وكيل وزارة الثقافة والسياحة، ويحيى جعفر باجري الوكيل المساعد لشؤون الوادي والصحراء، ومحمد حسين العيدروس، عضو المجلس الاستشاري، وسعادة أدموند هول السفير الأمريكي بصنعاء، وجمع غفير من المواطنين والمهتمين، الأهازيج والرقصات الشعبية وأغانٍ من الدان الحضرمي الأصيل. وكالةالانباءاليمنية(سبأ)