واعتبرت قرار الرئيس بأنه بمثابة إطلاق ثقافة بديلة في الفكر العربي السياسي وسابقة لم يسبق ان شهدها العالم العربي ، وبأنه قرار شجاع وتأريخي. وفي هذا السياق نشرت صحيفة الدستور الأردنية مقالا للكاتب عريب الرنتاوي اشار فيه الى ان الرئيس علي عبد الله صالح اختار الذكرى السابعة والعشرين لتوليه الحكم ليعلن عن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة اليمنية العام المقبل، مفجرا بذلك قنبلة سياسية هامة، ستدوي أصداؤها في مختلف بقاع اليمن والعالم العربي. ووصفت الصحيفة قرار الرئيس بأنه شجاع وتاريخي. وفي الدوحة قالت صحيفة الوطن القطرية : يثبت الرئيس اليمني دائما سواء من خلال مواقفه السياسية او آرائه انه صاحب حس ديمقراطي جعله ينال ثقة الكثير من المواطنين اليمنيين واحترام الطبقة المثقفة في العالم العربي وخارجه وفي اطار آرائه الاستشرافية لواقع بلاده يأتي اعلانه المفاجئ عدم نيته الترشيح للانتخابات الرئاسية العام المقبل وهو بهذه الخطوة التي نفى ان تكون نتيجة ضغوط مورست عليه داخليا او خارجيا يتنازل من تلقاء نفسه وهو في قمة عطائه عن السلطة في سابقة لم يسبق ان شهدها العالم العربي لان الرئيس العربي الوحيد الذي تنازل عن السلطة هو المشير سوار الذهب الذي تنازل عنها قبل ان يتذوق طعمها في حين ان الرئيس اليمني يتنازل بعد عقود من الاضواء التي جعلت منه رجل الوحدة الاول في اليمن وباني النهضة الحديثة لها. واضافت الصحيفة في مقال للكاتب محمد ولد الشيخ تقول : ولعل الكثيرين داخل اليمن لن يتفهموا دواعي الرئيس علي عبدالله صالح الموضوعية التي في مقدمتها رغبته المخلصة في ان يشاهد بنفسه التحولات الديمقراطية في بلاده كما شاهد لحظة الوحدة اليمنية وصنعها عام 1990، ولذلك فانهم سوف يحاولون ثنيه عن هذاالقرار الشجاع. وبينت الصحيفة في ختام مقالها بانه سواء تمت الموافقة على تنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن حكم اليمن أم عاد عن قراره ورضخ لضغوط الراغبين في بقائه فانه بهذا القرار قد فتح الطريق امام رؤساء آخرين ليتخذوا خطوة مماثلة لما اقدم عليه الرئيس علي عبدالله صالح . * اما صحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن فقد تناولت في مقال نشرته اليوم للكاتب احمد الربعي إعلان الرئيس علي عبد الله صالح عدم ترشيح نفسه لولاية جديدة كرئيس للجمهورية، واعتبر الكاتب هذا الاعلان بمثابة قنبلة من الوزن الثقيل. واكدت الصحيفة ان هذا الإعلان هو بمثابة إطلاق ثقافة بديلة في الفكر العربي السياسي. *وفي تحليل بثته اليوم ذكرت وكالة الانباء الالمانية ان اعلان الاخ الرئيس علي عبدالله صالح المفاجئ عزمه عدم الترشح للرئاسة مجددا دخل تاريخ الحكام العرب من باب واسع وسط حقبة شديدة القتامة في تاريخ المنطقة. واضافت وخروجا عن المألوف أقر الرئيس اليمني بأن الوطن مليء بالكفاءات من الشرفاء ويحتاج إلى دماء جديدة وذلك بعد 27 عاما قضاها في الحكم تمكن خلالها من الانتصار على الانفصاليين عام 1994 قبل انتخابه بأغلبية الاصوات رئيسا لليمن الموحد عام 1999. واعتبرت الوكالة قرار الرئيس بأنه خطوة إصلاحية ثورية جريئة قد تفتح الباب أمام تغيير وجه المشهد السياسي على الساحة العربية. ونوهت الوكالة الالمانية في تحليلها الى ان الرئيس سبق وان طالب الزعماء العرب في مطلع العام الماضي بإجراء إصلاحات سياسية واللحاق بركب الديمقراطية. ونقلت قوله /علينا أن نحلق رؤوسنا قبل أن يحلقها لنا الاخرون مؤكدا أنه لا سبيل أمام العرب سوى نظام يعتمد الشورى والاحزاب والمجتمع المدني. واكدت الوكالة أن إعلان الرئيس علي عبدالله صالح ألقى على أي حال حجرا كبيرا في بركة تداول السلطة الراكدة في العالم العربي وسط زلزال سياسي كبير تعيشه المنطقة منذ الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. سبا