بداية اسمحوا لي أن ارفع قبعتي احتراما لكل ثوار التغيير الذين لم ينجروا وراء الدعوات المأزومة الداعية إلى الزحف وسفك دماء أبناء الوطن، فقد اثبت الثوار أنهم رقم صعب لا ينجرون ولا يسيرون ولكن خياراتهم تأتي من داخلهم وإيمانهم بحتمية التغيير كحل جذري لازمات اليمن المتلاحقة منذ 2004، كما أسجل احترمي وتقديري لكل من حضر في ميدان السبعين للبحث عن خروج مشرف لرئيس الجمهورية وتداول حقيقي للسلطة على أسس ديمقراطية مدروسة عينها على المستقبل وليس الحاضر، واجد نفسي ادعوا كل الأطياف إلى التعقل والقبول بالآخرين والتفكير في مخرج حقيقي من الأزمة يحفظ لجميع الأطراف كرامتها، ويرسخ للعمل الديمقراطي في اليمن. فنحن جميعا مع التغيير ذلك التغيير الذي يعلمنا سواء كنا حزبا حاكما أو معارضة أسلوب العمل السياسي، لا بد أن تترسخ لدينا قناعات بان نتقبل مخالفتنا في الرأي، إذ لا يوجد طرف خائن موصوم بكل البدع، وطرف معصوم من الخطأ تتنزل عليه الملائكة فكلنا خطاؤون، وكلنا نسعى لخدمة اليمن، يجب أن نحترم الطرف الآخر قبل أن نطالبه باحترامنا، لا بد لنا من تعلم أن الحوار الذي هو المخرج من كل الأزمات السياسية، بالأمس القريب كانت المعارضة تأخذ على الحزب الحاكم أن من خالفه في الرأي وصمه بأبشع التهم، فهو انفصالي إمامي حوثي كهنوتي، غير أني أري اليوم المعارضة تسلك نفس ذلك السلوك المشين، فمن خالفها الرأي فهو بلطجي مرتزق مأجور أو على اقل مخالفيهم قبائل من العوام، أما هم بكل أطيافهم فهم النخبة. جميعنا يجب أن نعي أننا مواطنون في هذا الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، همنا الأوحد هو مصلحة الوطن، فأنت حزب انتخبتك مجموعة من الناس لأنها ارتأت انك اقدر على قيادة البلد في هذه المرحلة، وبالتالي فأنت أداة لتنفيذ مطالب الشعب، وبالتالي برنامجك الانتخابي قابل للصح أو الخطأ وليس منزلا من عليين، وأحيانا قد يكون صحيحا لكنك لم تستطع تنفيذه، فهو عمل انساني ينفذه بشر، وبناء على هذا إن أخفقت في تحقيق مطالب وطموحات الشعب من حق هذا الشعب تغييرك سلميا وبهدوء. جميعنا يجمعنا الأمل بغد أفضل لذا علينا تجاوز ملامح اليوم، نسأل الله أن يحقق مأربنا في نهاية سعيدة تحقق لنا الأمن والأمان والحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، وعلى المعارضة أن تعي أن اليمن في المحك فلا داعي للتشدد والخطابات التشنجية المأزومة على شاكلة خطابات الدخول لغرف النوم، يجب أن يعوا أن اليمن أغلى من انتقامات وتصفية حسابات قديمة مع النظام، يجب أن يسموا ويبحثوا عن خروج مشرف لجميع أطراف الأزمة، بما يضمن تحقيق طموح الشباب الذين أوقدوا الثورة بدمائهم الطاهرة الزكية، فهؤلاء الشباب هم من انتخب الحاكم وهم من رفع أسهم المشترك. لنخطط لمستقبل أفضل يقبل اليمانيون بعضهم بلا تخوين، مرتكزين على إيماننا بالله وبالإسلام والحرية والعادلة مرتكزات لنا. كاتب من مصر