لم تشرق عليا شمس هذا اليوم إلا وأنا في طريقي لأجمل مدن اليمن . في صباح ساحر جعلني أتأمل بأشعة شمسه وهي تهدينا نور يغطي المكان ومنذ تباشير الفجر في حالمة اليمن وأنا اتشووووق لعدن التي طال غيابي عنها وربما مضت خمسة أعوام وجسدي لم يلامس مياه بحرها قطعت المسافة بسيارتي المتواضعة برفقة أعز الأصدقاء " محمد " وقلوبنا تلهج بالدعاء كي لا تتوقف السيارة نتيجة أي عطل مفاجئ وخشية من أي مفاجأة في طريق ترحالنا ......... وكان ما كان قطعنا الطريق نتأمل الجبال نتأمل في جمالها وعظمة منظرها وما تحويه الطريق من تنوعات تضاريسه مختلفة فما بين الجبل والتل والهضبة والسهل والصحاري والأراضي الزراعية كانت السيارة تشق طريقها وسط كل هذا تذاكرنا على التاريخ تاريخ المناطق وعما كان في ما كان يفرق اليمني الى شقين وما حصل خلال سنوات التشطير البغيضة. وصلنا أخيرا عدن ، نعم إنها عدن بحلها وجمالها وبثوبها القشيب وبزهوها الدائم هاهي عدن تستقبلنا بثغر أهلها الباسم وفرحتهم بكل زوار مدينتهم الجميلة تنظر الفرحة من خلال عيون أهلها وطيبتهم التي تمت عن قلوب بيضاء يحملوها متسامحين مرحبين مدلين عن أي عنوان نسال عنه. وهاهو دار سعد دار المحبة والاستقبال وشيخها عثمان في مقدمة المستقبلين بمنصورتها العامرة بخورها .... بجمال معلاها وساحرية التواهي و بغرابة القلوعة وسمك صيرتها .هي عدن بكل ما فيها بجمالها الأخاذ. واقتربنا من ساحلها وصلنا إليه بلهفة كبيره وعشق ليس له نظير . بالنسبة إلى لا أجيد السباحة ولكني ارتميت بأحضان البحر حبا بالبحر رميت للبحر بالهموم أزحتها عن صدري خاطبت البحر عما في صدري تقذافتني الأمواج ومع كل موجه وأخرى اشعر أني اخف أكثر فأكثر لان همومي تسقط هم وراء هم تغرق في البحر لتقفذها الأمواج بعيدا عني لترميها خارج نطاقي. تأملت في سكون البحر وغضبه في فراقه ولقياه بين تدافع أمواجه تخيلته إنسان يغضب يثور يسكن يستقبلك ويودعك وممكن يقلتك من شدة حبه لك ومن شدة استقباله إليك هذا هو البحر. كم أسرني ذلك البحر وما سرني حقا هو أهل عدن فوسط الأمواج تلاقيهم يستمتعون بعطلتهم يحبون الناس يانسون إليهم مرحبين بهم بكل محبة وود لأنهم يمثلون ثغر اليمن الباسم. وبعد حين ودعت المدينة الأجمل في مخيلتي أملا بالعودة إليها بأقرب فرصه لان لعدن محبه خاصة ورغبة دائمة لأي إنسان يزورها فمن الضروري أن يعود إليها لا يفرق بين الإنسان وعدن إلا الموت. ولم يقلق راحتي إلا أني نسيت كاميرتي لأسجل صور عن عدن ولكن ما ليس به شك أن تلك الصور صارت في ذاكرتي حتى الأبد. عدت إلى تعزالمدينة التي أحب وأعيش بها منذ عرفت هذه الحياة عدت كما يقولون إلى إدراجي وفي ذاكرتي. ...... موج وبشر وأمل تمثله عدن لأنها عدن......