الاستاذة والإعلامية القديرة ..المبدعة..المتألقة ..الفريدة..الإنسانة الرائعة العظيمة..نبيلة حمود، قيل إنها لم تعد ضحكتها المحببة..المألوفة إلى قلوب ملايين المستمعين..لم تعد تطلقها عالية ..مجلجلة ..تحطم بها حوائط الصمت ..تعلن ان للحياة فرحها ..طموحها ..كبريائها ..توهجها..ابداعها .وان لكل ذ لك مرادفاً واحداً..أسم يتيم:نبيلة حمود. لم تعد ترش على الصحب والزملاء وملايين المحبين والمخلصين والأبناء والأهل وعابري الأنفاق ولآفاق ضحكتها المعطرة بالحب والحنان والتعب ..لم تعد (نبولة)تطرز صباحاتنا ومساءتنا بنمنمات وكلمات وعبارات تسمع عبر الأثير..فهرس اليوم ونشرة طقس مزاح فلذات الأكباد والأصدقاء والزملاء والمستمعين والعشاق والمتعبين والمقهورين..اليوم صباح مشمس ..اليوم وجع وألم نبيلة يتسع بدرجات مقياس ريختر حيث الزلازل في حالة حراك بحثاً عن اضعف منفد لإطلاق فورة وجع وألم..وغضب. الطقس مشمس حار..ووجهك أيتها الرائعة ..النبيلة..العظيمة يتوسد الآن القلب ..يغمض عينيه يسترجع شريط زمن كان لك رهن البنان..مجد كنت أنت صانعته ..فجر من بين نول نسيجك خرجت خيوطه ترسمنا اشتاتاً..وجماعات على محطات عمر تبعثر يميناً..وسطاً..يساراً وكنت أنت عقدة المحطات ..وجامع الحُقب ..نعتلي ضحكتك الحنونة ..الدافئة ..الجسورة ونذهب حيث تشائي ونشاء .. إلى حيث لا حقد ..لا كره ..يعلو فوق إنسانية البشر. لم تعد(نبولة) تجتاز درب الإذاعة..متحدية المرض وقسوة الحياة ..لم تعد تطل على الزملاء والتلاميذ والعمال كقمر عيد بعيد عزيز المنال..ينبثق صوتها من بين الأجهزة..ليصدح مغرداً كالنسيم ..والبشارة والأمل ..لم تعد نبيلة حمود تضحك بعد أن أكملت موجز الأخبار وأغلقت سماعة المايك ..بعدان سلمت عدة الحرب:ضحكة وكلمة ونبرة..سلمت عتادها إلى حجرات الذاكرة ومضت بعيداً تحلق كسرب سنونو باحثاً عن الأفق الجميل ..ومدائن البعيد والمرافئ الحالمة ..الآن تكمل نبيلة وصيتها ..تفرغ من موالها الأخير..تكتب ضحكتها على نوتة القلب وتمضي بعيداً..عميقاً في الذاكرة. سكت البلبل الصداح الذي صدح وصاغ ..ونشر الأعذب والأجمل ..والأرق..تعطلت المفردات وتكسر في فمنا نول النشيد.فالإذاعة ليست الإذاعة ..والكلمة هي اليوم عاشورية متشحة بالسواد ..ونبيلة ..تنام هناك في الأفق البعيد بين ملاءات بيضاء وملائكة. أيتها الفارسة النبيلة ..لا تفارقينا الآن..لم يحن الوقت بعد..في الفم مرارة..في القلب نزف..غصة وألم..لا تفارقينا الآن فما زال في العمر متسع لحيويتك..لطموحك ..لعبقريتك..لصفاء روحك لضحكتك الآسرة البريئة..مازال الفؤاد لها ظمان..ولها ترقب واشتياق ..لا..لا..تفارقينا الآن يانبيلة!!!