كم تمنيت ساعات المساء تمر بسرعة و يأتي صباح الخميس الماضي، و ذلك بعد اتصالي الهاتفي لأطمئن على صحة الإعلامية الكبيرة و الإذاعية القديرة صاحبة الصوت المتميز الأستاذة نبيلة حمود علي ،ردت إبنتها على الهاتف :" أمي تعبت علينا و تأخذ الآن تنفسا صناعيا من الأوكسجين الطبي "، تألمت كثيرا عليها رغم معرفتي مسبقا بمعاناتها من الآلم " القلب" فصحتها ساءت أكثر مؤخرا .
زرتها في شقتهم و رأيت الرائعة نبيلة في غرفة الاستقبال ممدة على سرير طبي متحرك من أعلى ، و أنبوبتين للأوكسجين خلفها ، جهازين لقياس ضغط الدم و الاستنشاق الكهربائي وكميات من الأدوية ، و تحولت ل "غرفة إنعاش مصغرة الغرفة " ينقصها جهاز تخطيط القلب ، و عند انقطاع الكهرباء لأكثر من مرة في اليوم و لراحة "نبولة" يوجد مولد صغير لتشغيل الكهرباء حتى لا تتعب أكثر .
فكل ثانية مهمة في إنقاذ حياة مريض القلب ، و توفر تلك المستلزمات الطبية اللازمة إسعافا في المنزل لتخفيف معاناتها مع المرض ، فبناتها الأربع والإبن أيمن و أبوهم صاروا ممرضين و بكل حب لتقديم العون الضروري لست الحبايب الزوجة والأم الحنونة يحفظها الله .
ولمن لا يعرف ربما المذيعة نبيلة حمود أقول وبملء الفم إنها غنية عن التعريف لمن يعرف مدينة عدن الرائعة ،فهي إحدى رموزها الإعلامية و على مستوى اليمن عامة ، صدحت وغردت كالكروان بعذوبة صوتها من إذاعة عدن العريقة في مدينة التواهي منذ خمسة وثلاثين عاما ، ومذيعة في تلفزيون عدن وتركت المجال التلفزيوني لتواصل عملها في الإذاعة ، عشقت عملها وعشقها مستمعيها في داخل اليمن وخارجه .
تعرف ببساطتها وطيبتها وثقافتها ولغتها العربية السليمة ومخارج حروفها الصحيحة ، وممثلة بالدراما الإذاعية مع إجادتها لأكثر من لهجة يمنية الصنعانية والتعزية ، البدوية والحضرمية والعدنية دون أي شك .
أساتذة اللغة العربية يقيموها دائما بإمكانياتها اللغوية وفن الإلقاء ومنهم د. محمد ناصر حُميد في إختتام إحدى الدورات قال عنها :" إن التحصيل الأكاديمي ليس نهاية كل شئ بدليل إن لدينا المذيعة نبيلة حمود تمتلك خبرة وحسا إذاعيا كبيرا واعتبرها أفضل مذيعة في اليمن على الإطلاق ، كما يشهد لها كثيراًأ . د مبارك حسن الخليفة على ذلك.
مذيعتنا الرائعة نبيلة حمود درست للصف الأول الثانوي وعملت مبكرا لمساعدة أسرتها ماليا آنذاك ، هي عاشقة للإعلام منذ نعومة أظافرها وطورت قدراتها العملية واللغوية والثقافية بالممارسة والاطلاع والدورات التأهيلية ،و ما فاتها من دراسة عوضته في الأبناء فمنهم تخرج من الجامعة أو لا يزال ينتظر دوره ، و سعيدة بفلذة كبدها المذيع أيمن وترى فيه جزءً من حلمها تحقق ، ودعواتها بالتوفيق لبناتها.
و رغم معاناتها الصحية ، إلا أنها تحن للعمل ومتألمة جدا لبعدها عن الميكرفون وقلمها الحبر الأحمر الذي تنون به الكلمات قواعديا " التشكيل" للمواد المعدة للتقديم عبر الأثير .
سلامتك ألف ألف سلامة ياصاحبة الصوت الرصين ، و الأم والأخت والصديقة للكثيرين من مستمعي إذاعة عدن وبرامجها التي تميزت في تقديمها في مشوارك العملي منذ خطواتك الأولى في 18سبتمبر 1976 وأكسبتيها نكهة خاصة بأسلوبك وطريقة الإلقاء (قراءة النشرة ، البرامج الإخبارية ، مع المستمعين ، البث المباشر و البرامج الرمضاني منها مشوار قبل الإفطار و مسلسلات إذاعية محلية و فواصل إعلانية ).
فعلاقتك الحميمية مع المستمعين أغلى رصيد تملكينه في حياتك وتعتزي به ،و كما ربطتك وتربطك علاقات طيبة بالزملاء والزميلات في العمل ، و دورك في تأهيل أكثر من شاب وشابة تدرجوا حتى وصلوا لما هم عليه اليوم إذاعيا ، و لم تتواني في المساعدة و تحملتي نوبات البعض لظروف خاصة بهم .
أكثر من ثلاثة أشهر لك على فراش المرض و تسعدي بمن يزورك و يسال عنك ، ومنها الوقفة الطيبة لرئيس قطاع البرنامج الثاني – إذاعة عدن الأستاذ يسلم مطر واطمئنانه الدائم عليك ، وكذا الابن أوسان ، و تأتي لحظات يصعب التواصل معك أو زيارتك بالاعتذار من ملائكة الرحمة "بناتك" لمضاعفات حالتك الصحية .
فعليك المحافظة على صحتك، لا تنفعلي فأسرتك بحاجة لك و أحبتك ، وتذكري مشوار نجاحك الدائم بعد فضل الله ، يعود لشريك حياتك الأستاذ أمين مقبل وأبنائك جمهورك الأول دائما . فاستمعي لنصائح الطبيب وأفراد آسرتك وأحبتك، لا تنفعلي كثيرا الحياة ومنغصاتها لم تترك سليمي القلب فما بالك أنت التي تعاني من ألآمه منذ فترة.
"الكروان" المتألقة دائما نبيلة حمود إحدى أركان أثير إذاعة عدن ، تركتي فراغا كبيرا بغيابك عن الميكرفون فالمستمعين و أحبتك يدعون لك بالشفاء العاجل لتعودي بالسلامة لإستيديوهاتها ، وتغردي فيها من جديد قريبا إن شأالله .