الى اليوم والمواطن اليمني يستغرب القدرة الالهية التي كانت سببا في تعيين محافظ لعدن من الاصلاح ، والتجاهل التام الذي ابداه فخامة الرئيس ضد كل التحفظات ، وكان يومها النقاد يعتقدون ان الاصلاح قد قرر مواجهة الشعب اليمني بكافة اطيافه ، ورغم ان مخاضات تعيين محافظ عدن كانت جزء من تفاقم الاحتقان السياسي بين الاشتراكي والاصلاح الذي انتهى مؤخرا بذر البارود على النار في المحاولة الغامضة لاغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان . فقد تسربت يومها للأوساط الصحفية ان الجنرال علي محسن هو من حسم خيار عدن دون أي نقاش لصالح الاصلاح . وفي الحقيقة ....ان الجنرال حسم الامر لصالح حلفائه ليس خوفا على الاراضي التي استولى عليها ، وانما هناك امور اهم من ذلك تتعلق بالأمن القومي اليمني وامن اليمن واستقراره ، وهذا الامر كل يوم يزداد وضوحا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار تحويل مقرات بعض الاحزاب في عدن الى مستودعات للأسلحة، والتفجيرات الاخيرة التي حدثت في عدن . ومع كل تطور يحدث او إرهاص في الساحة اليمنية ميدانيا وسياسيا يتسأل المواطن اليمني اليوم ....اليمن الى اين ؟ على مر التاريخ عندما يريد المواطن اليمني إستشراق مستقبله فعليه ان يضع عدنوتعز نصب عينيه ، وهذا لا يعني تجاهل المحافظات الاخرى بقدر ما يعني الاهمية الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تحظى بهما عدن (على الخليج العربي ) وتعز مشرفة على باب المندب وهما اهم الممرات البحرية في العالم . واذا كانت الصورة تبدو واضحة بالنسبة لعدن بعد تعيين المحافظ المخلص للجنرال والمعروف بتعاطفه مع القاعدة فان المواطن اليمني يبحث اليوم عن ما يدور في كواليس القرار السياسي عن تعز . تعز ...التي تدفع كل يوم ثمن ثقافتها و مدنيتها قادمة على شر لا يبقي ولا يذر ، شر تصاغ احداثه بعناية والرئيس هادي مشغولا في الحجز الفندقي في الولاياتالمتحدة، ومشغولا في صياغة التهاني والتبريكات التي نسمعها كل يوم بقرف من نشرة التاسعة . والحكاية اذا ما صدق السند والمتن ...فان تعز قادمة لامحالة على حرب طائفية ومذهبية وستكون مسرح لتهريب صفقات الاسلحة الغير قانونية ومسرحا للمخدرات وكل ما هو قانوني لجماعة الجنرال وتحرمه الشرائع السماوية ... فمنذ صيف 94 م واللواء 33 مدرع يشرف على تعز ومضيق باب المندب وخلال سنوات العسل بين صالح والجنرال كان ثالثهما البار صالح الضنيين يتقاسمون كل ما هو غير قانوني يمر عبر باب المندب ، حتى اعلن الضنيين انشقاقه عن نظام صالح وانضمامه الى ما كان يسمى ثورة قبل انضمامهما . لسوء حظ النخبة وحسن حظ الشعب اليمني ان القائد الجديد لم يقبل المساومة على الامن القومي لليمن واوقف عدد من محاولات التهريب وصفقات الاسلحة الغير قانونية القادمة عبر مضيق باب المندب ، الامر الذي استفز الجنرال وهو يحاول الان جاهدا بالضغط على الرئيس هادي لنقل اللواء بكامل افراده واستبداله بقادم يدين بالولاء والطاعة ، ما يعني تحويل اليمن بكافة محافظاتها وتعز على وجه الخصوص الى سوق للسلاح والمخدرات والمنتجات المهربة هذا من الناحية الظاهرية التي يستوعبها القارئ . ولكن اذا ما ربطنا تهريب الاسلحة وما روج مؤخرا على قنوات معينه بان مد شيعيا يتوسع في تعز من انصار الحوثي ، فإننا نكون امام مشهد يمكن للمواطن اليمني ان يتخيله وستتحول تعز من شوارع كل يوم تتنفس ثقافة وتعبق بروائح المشاقر والورود الى روائح الدم وصراع لا تحمد عقباه ، صراع سيكون نسخة لما يحدث كل يوم نتيجة القرارات الغير مدروسة ، وان عدنوتعز ستدفع ثمن سلمية احتجاجاتها المدنية ورفضها الدخول في الجوقة الجهوية . لذلك فان رسائل يجب ان نوجهها اليوم الى كلا مما يلي . - الى الرئيس هادي ...ان تمر هذه المخططات على حين غره او تحت ذريعة الابتزاز السياسي ..فان التاريخ لن يرحم ، واحداث 67م بحاجة الى حسنات وطنية تغفر خطاياها . - الى الجنرال ...الانضمام الى ما كان يسمى ثورة ...لا يعني صك غفران لما تقدم وما تأخر ....ومشرط يديك الذي ادمى جراح تعز وغيب الكثير من قياداتها ان الاوان لكي يتوقف ...والمسرحيات الهزلية لم تعد كوميديا مرغوبه في محافظة رسمت لليمن ابجديتها . - الى ابناء عدن ...لستم بحاجة الى مراكز لتعلم القران تحوي بين جنباتها بنادق تغتال قياداتكم ...انتم بحاجة الى ان تلتفوا حول بعضكم لتعود ثغر اليمن مبتسمه في ابهى حللها .. - الى ابناء تعز ....الحوثي والاخوان رجس من عمل الشيطان ...وهوية الوطن التي رتلت بين ايديكم ...هي الان أمانة بين ايديكم فلا تقزموها كما يريد اولئك الذين قتلوا اولادكم في ليل خدار .