أقصري اللّوم لا تطيلي مُصابي لا تزيدي فداكِ روحيَ ما بي خلقَ اللهُ للقلوبِ احتمالاً وابتلى كلّ عاقلٍ بالعذابِ نعمةُ العقلِ نقمةٌ لو تغطّتْ بجميلِ الكساءِ والأثوابِ لو درى الجاهلونَ عنها لقالوا إنّ ذا الجهلِ لهو عينُ الصوابِ أقصري اللّومَ فالحياةُ عُبابٌ كل حرٍّ بها غريق عبابِ فمُغيثٌ – اذا وجدتَ – كفيفٌ ومُغاثٌ – إذا نجى – في ارتيابِ أقصري اللّوم فالحياةُ شجونٌ تقتفي الحرّ والزمانُ مُرابي كلما مدّ باليمينِ نعيماً مدّ لي بالشمالِ كفّ اغتصابِ إنما الحرّ في الحياةِ بحربٍ بين نصرٍ ونكبةٍ وانسحابِ وأرى الأشقياءَ داموا بحالٍ واحدٍ بالنفاقِ أو بالكِذابِ ما لأحلاميَ الجميلةِ ولّتْ أمْ تُرى أنهنّ مثل السرابِ في الصبا أرسمُ الأماني عِذاباً فاستحالتْ لما جرى لعَذابِ لمْ أعاتبكِ يا مليحة إلا من هوىً في الفؤادِ غير مُشابِ وأرى العتبَ للحبيبِ وفاءً كم بغيضٍ يجلّ عنه عتابي ولكل إذا أردتَّ بديلٌ غير حلو الهوى وعهدَ الشبابِ لا تقولي أراكَ غضّاً نضيراً أنتِ لا تعرفين ما أسبابي لا يغرنك ما رأيتِ فإني ضاحكُ الوجه فاقدٌ لصوابي إنني شاعرٌ فداكِ رقيقٌ يبصرُ القلبُ ما وراء الحجابِ ليتني أستطيعُ بوحاً ولكن ربما في القصيدِ بعض جوابي أقصري اللوم فالصحابُ تولوا كل من تبصرين غير صحابِ ذهبَ الودّ والوفاءُ وإنا من قديمٍ نراهما في الكلابِ أقصري اللوم عن دياري فإني لستُ أرضى الحياةَ في وسطِ غابِ يأكل الذئبُ غيلةً ما يراه دونه بالقوى وبالأنيابِ وإذا عافتِ الديارُ بنيها نشدوا العزّ إنفةً في اغترابِ فاعذريني إذا قرأتِ وإلا لا تزيدي فداكِ روحي ما بي _______________________ مصعب بن سلطان السحيباني شاعر من السعودية صدر له ديوان " لا تقرأوا "قصائدي سيرة ذاتية في ظهيرة يوم جمعة وفي مدينة الرياض من عام 1403 – 1983 م كانت الدنيا على موعد مع شاعر لا يدري هل أضاف شعره في الحياة أنسا ام حزنا ..فرحا أم ترحا .. ما يعلمه هو أنه خبر سار في ظهيرة ذلك اليوم 05/10/1403 ه لوالديه أطال الله بقاءهما ، ويرجو أن يكون للجميع وله كذلك . انتقل إلى القصيم وفي البدائع تحديدا ليدرس جميع مراحل التعليم حتى الثانوي .. بعدها درس في جامعة الملك سعود في الرياض وتخرج من كلية العلوم الادارية – ادارة أعمال – قسم التسويق . في حياتي الكثير من الأحداث التي لا أنساها وكثير من التقلبات التي ربما أعرّج عليها هنا يوما من الأيام . لست أنسى في صغري حيث كنت مولعا بالشعر القديم وبالقراءة عموما .. ولكن كان للشعر النصيب الأكبر في ذلك .. فكنت أسمع وأقرأ وأحفظ ، كانت هناك أشرطة ل عبدالرحمن الحمين يلقي فيها قصائد متنوعة لشوقي والبارودي وغيرهم حتى حفظت أغلب قصائدهم . كان للشعر العربي القديم الأثر الكبير في المخزون اللغوي ، عارضت لامية الشنفري وقصائد لجرير والفرزدق وكدت أن أحفظ المعلقات السبع حتى بدأت في تنويع القراءة لكل من القديم والحديث . لم ألق أي اهتمام في مجال الشعر .. كان هناك مدرس الأدب ولكن كاد أن يلقيني بالتهلكة ، حيث كان على وشك أن يزرع فيّ غرور الشعر فكنت أرى نفسي كجرير في قصيدة هجاء كتبتها .. وكنت ألقى منه كل تبجيل ومديح .. وعرفت بعد ذلك أن الشعر صعب وطويل سلمه . تعرفت في مرحلة الثانوية على الأستاذ : حمد النويصر وكان بحق أستاذاً وشاعراً وأديبا .. كان رجل في زمن يقل فيه الرجال ، له الفضل بعد الله في ما وصلتُ إليه … ولا ينكر الفضل إلا لئيم . كان حديثه ممتعا شيقا ، آتي إليه في مزرعته ويكون أجمل ما يكون الحديث ، أقضي مع رجل موسوعة أديبا فاضلا .. وما أجمل حديث الأدباء . في انتقالي للرياض .. كنت لا أجد ما أجده هناك مما أتمناه من مجالسة الأدباء .. ليس استقلالا بمن هم فيها ولكن لعدم معرفتي بهم . كنت أسافر بين الحين والآخر كي أقطف من مجلس أبي عبدالله كل جميل ، وكنت لا أخرج منه إلا بثمار الأدب والمعرفة . سأكمل .. يوما ما إن شاء الله