قبل ان يقوم من مقامة بحضرة سيده المبجل كانت الطائرات الامريكية قد انجزت اكثر من ثلاث غارات على مناطق متفرقة من اليمن ، والرئيس هادي مستمتع بكلمات اوباما التي تتحدث عن نجاحاته ، ولا ادري ان تابع ابناء الوطن مجريات اللقاء ام ان كلفوت احال بينهم وبين الكهرباء ،مع التنويه اننا لسنا ضد الحرب على الارهاب بقدر ما نحتاج الى استراتيجية تجفف منابعة والتي تشكل السعودية المصدر الرئيس له في العالم . على كل حال لم تكن حفاوة اللقاء الحميم الا ترجمة واقعية لما يخفيه السبب الرئيسي للزيارة ولم تكن النتائج التي حصدت بإغلاق السفارة في صنعاء الا دليل على نجاحات الرئيس ونجاح الزيارة التي لطالما وصفت في الاعلام بالتاريخية . لكن ما اثار اشمئزازي واستغراب الكثير هو الحديث حول نجاحات هادي ، ولا اخفيكم امرا اني يوما كاملا ابحث عن تقارير اممية او لمراكز عالمية تؤكد ماذهب اليه الرئيس اوباما حول نجاحات مفترضة للهادي . الحديث عن نجاحات قد ربما تمر على البسطاء من الناس مرور الكرام وربما تأخذ حيزا من مساحة عقولهم التي ضحك عليها الكثير واستغباها اوباما ايضا بحديثة . لكن المتابع للزيارات (التاريخية حسب الاعلام الرسمي ) الاخيرة التي يقوم بها هادي يدرك تماما مفهوم النجاح الذي قصده اوباما من مدير بلدية الولاية 53 خارج النطاق الجغرافي ، ففي حين يظن المستمع ان نجاح سياسي واقتصادي قد تحقق في اليمن ... فان الكثير من المتابعين يرون ان ثمة نجاحات حققها هادي في تطوير سياسة الخنوع وتحويل اليمن الى مستعمرة بشروط ربما لا ترقى الى شروط الحقبة الاستعمارية التي كانت تكفل قليل من الكرامة وتحقق نوعا من التنمية الاجتماعية والاقتصادية . وبالعودة الى نجاح هادي فقد تحدث الاعلام عن اجندات في زيارة الرئيس الى امريكا والسعودية لا سيما الحوار الذي ولد مشوها بعاهات مستدامة فضلا عن اجندات تتعلق بالمصالحة الوطنية وبالتسول المشروع في برنامج الرئيس... ولا ادري ان كانت قناة اليمن تحدثت عن عصى موسى الذي سياتي به هادي بعد شهادة النجاح ليحول اليمن الى جنتان عن يمين وشمال . لكن السؤال هل سيجرأ الاعلام عن الحديث عن هادي وهو ينشد الرضا في بلاط الابيض وبلاط ال سعود رغبة بالتمديد وايمانا منه بعقد انتداب جديد يكفل له فترة جديدة ولو تطلب الامر بيع اليمن بثمن بخس دراهم معدودة ، وهل سيجرأ الاعلام بالحديث عن التنازلات السيادية التي قدمها هادي بروح رياضية متجاهل لكل الاصوات وضارب بهموم المواطنين ومتطلباتهم عرض الحائط . في الحقيقة ان هادي كغيره من رؤساء العالم الثالث يتجاهل الكثير من هموم الناس حولة مستندا بذلك الى العامل الخارجي الذي اوصله بليلة قدر الى سدة الحكم ومعززا تحالفه مع لوبي قبلي قديم لم يغني عن صالح من الشعب شيئا ، ولم يدرك بعد ان نتيجة الاستفتاء او المبادرة لن تتكرر اذا لم يجد المواطن فرق ايجابي واضح في الواقع الملموس . وبما اننا نؤمن اننا مستعمرة واقعة تحت انتداب امريكي سعودي ويدرك الجميع ذلك كنا نأمل من الرئيس الخروج من زياراته التاريخية بشروط تكفل لنا الحياة تحت سلطة الانتداب وفقا لما تنص عليه بروتكولات الانتداب العالمي ، او ان يحفظ ماء وجهه بالطلب من اوباما بالعمل لما من شانه قيام افرستاين بتفويض هادي ببعض صلاحياته ... قد ربما السفارة ستغلق قريبا لكن من المؤكد ان افرستاين منذ وصوله اليمن لا يداوم الى في دار الرئاسة . وبما ان فخامته سيُعمَد شروط العقد الجديد حول الانتداب في المملكة ، كنت امل منه ان يقدم احتجاج لطيف حول وضع المغتربين وحول اللجنة الخاصة لعلنا يوما ما سنذكره بخير في ظل تاريخ حافل بالخيبة وسوء الادارة .