الأسبوعان الفائتان كانا تاريخيين على بلادنا فحيث أُعلن عن انتهاء الحوار الوطني بقيت استحقاقات مابعده مفتوحة على كل الاحتمالات ، فمثلما لم يفعل اغتيال الشهيد د. أحمد شرف الدين شيئاً يذكر في مجريات الحوار ووثيقة الضمانات في آخر أيام تدبيجها ، لم تتوقف الحرب الدائرة في الشمال بل كُللت بتدمير منزل الشيخ الأحمر في منطقة الخمري بحاشد في عملية تاريخية اعتبرها محللون (فوق يمنيين) أنها أهم من مفاوضات جنيف ، وأن على السعودية والأطراف الدولية أن تعيد حساباتها .. لم يخفِ الشيخ صادق الأحمر المعروف بتلقائيته صعوبة الموقف واعتبرها إهانة لوالده الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في قبره ، وهو نفسه من أقسم ذات يوم بأن يخرج (عفاش) حافي القدمين فاعتُبر خروج الرئيس السابق علي عبد الله صالح من اليمن حافي القدمين بعد حادثة النهدين أمراً مطابقاً للقسم الأحمري .. استقبل آل الأحمر مايشبه المواساة جرّاء ( اللطمة ) الحوثية التي لم تكن في الحسبان ، وتحدثت الأنباء عن استعدادات أحمرية لجولة حربية لاستعادة الكرامة ما يعني أن الحرب لن تضع أوزارها على المدى المنظور .. هذا في الحرب ، أما في الحُب فقد أعرب (خورباتشوف) اليمن المشير عبده ربه منصور هادي عن حُبه لليمن وامتنانه لثورة الشباب وأقر قبل ذكراها الثالثة بيوم واحد فقط تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ليس بينها المركز الفيدرالي المقدس (أمانة العاصمة) ، وفي الحب أيضاً أخرجت القوى السياسية التي تدور في فلك المبادرة الخليجية والتسوية السياسية جمهورها للاحتفال ب 11 فبراير يوماً وطنياً ، وأقصى مطالبهم أن يستجيب هادي لهم ويقره عطلة رسمية ويوم وطني للبلاد ، وفي شارع آخر أخرج معارضون للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية جمهورهم وأقصى مطالبهم هو إسقاط الحكومة الفاسدة وأمهلوا الرئيس هادي عشرة أيام لإقالتها ، وكان الجديد في هذا الخروج المتنوع أن سقفه منخفض فالثورة ضد الفساد لا تشمل فساد مؤسسة الرئاسة ومنحصرة في فساد الحكومة ، كما تميز بأنه خروج خال من الأخوان ، ومدعوم أو مرحب به وبشكل شبه معلن من الزعيم علي عبد الله صالح وتياره السياسي وأدوات إعلامه على أنواعها ، وغاب عن جبهة إنقاذ الثورة التي دعت إلى هذا الخروج أن التغطية الإعلامية التي أقامتها عمداً وعدواناً وسائل إعلام الرئيس السابق علي عبد الله صالح كانت بوسة لجبهة الإنقاذ ولطمة للأخوان والأحمر -أي نعم- ، لكن صالح هنا يأكل الثوم بفم الثورة . والأمر في حسابات الأخوان مختلف تماماً فوقوف إعلام صالح بتلك الطريقة المبالغ بها مع استعادة الثورة يُطمئنهم ، ويُعد مادة دسمة يستطيعون بها تجييش الناس باتجاه عزل مثل هكذا ثورة ربطت مصيرها بمصير من انتفض الشعب على نظامه وأسقطه على حد تقديرهم . وفي الحب أيضاً أكدت مصادر إعلامية عن قيادية في مؤتمر الحوار وملحقاته أن الرئيس هادي تلقى (بوسة / قُبلة ) و (ظرف مغلق) بدلاً عن توقيع مكون أنصار الله على إقرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ، على أن الجماعة التي لم تعلق على البوسة والظرف رفضت التقسيم رسمياً مثلما رفضه الحزب الاشتراكي الذي فتح له فرعاً في الرئاسة لصاحبه أبو بكر باذيب مهمته