ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة عنوان لنضال شعب اليمن الحر وآخر مسمار في نعش الاحتلال البريطاني، وباحتفالنا بعيد الثورة هو تأكيد على استمرار روح الثورة اليمنية لتحقيق أهدافها التي ضحى من اجلها خيرة أبطال الجنوب والشمال جنبا إلى جنب في معركة المصير الواحد. وأيا كانت الأنظمة التي حكمت الشطرين قبل وبعد الوحدة اليمنية يظل الشعب اليمني هو الرقم الصعب والمعادلة الأهم في كبح جماح الأنظمة وإسقاطها وتصحيح مسار الثورة من الانحراف وهو القادر اليوم وغدا على تقرير مصيره والحفاظ على وحدته الاجتماعية، وما يجري اليوم في عدن هو نتاج ممارسات سلبية الأنظمة التي جثمت على أبناء اليمن ردحا من الزمن أوصلت أبناء الجنوب على وجه خاص إلى التذمر والمغالاة تجاه الوحدة والمطالبة بفك الارتباط، ولا أظنهم إلا وحدويون بامتياز بل أنهم من كرسوا شعار الوحدة وسارعوا لتحقيقها في ال22 والعشرين من مايو90 ومارسوها قولا وعملا وبحب وإخلاص وضربوا أروع الأمثلة في الإيثار مع إخوانهم أبناء الشمال وأنصهر الجميع في أسرة يمنية واحدة من المهرة حتى صعدة لسنوات حتى انحرف النظام وطغت على قياداته الانتهازية وارتكاب الحماقات تلو الحماقات دون أن يعير النظام أي اهتمام لمعاناة الناس. ودوما ما كان يأتي النظام بالحلول متأخراً وبعد فوات الأوان وارتفاع سقف مطالب المتضررين من أفعال الانتهازيين ولأن اليمنيين لا يقبلوا بالضيم وهم من ثاروا على احتلال اكبر إمبراطورية استعمارية في أكتوبر 63 وأجبروا البريطانيين على رحيل آخر جندي في 67 علت صرختهم في 2007 ضد نظام ما بعد الوحدة وتصاعدت احتجاجاتهم برفع مظالمهم وتصحيح مسار الوحدة التي عشقها كبيرهم وصغيرهم. تلك الوحدة التي يراها البعض منهم سببا فيما آلت إليه أوضاعهم حتى اليوم فيما لا يزال الأمل معقودا على غالبية أبناء الجنوب في الحفاظ على الوحدة بمعطياتها الجديدة ووفقا لما أنجزه المشاركون منهم في مؤتمر الحوار وما حققوه من مكاسب ترجمتها مخرجات الحوار والتي بها يمكن أن يستقيم حال الدولة اليمنية الموحدة، بأقاليم أو حتى بعناوين أخرى.. ما يهمنا هو استمرار اليمنيين في وحدتهم وانتصارهم للوحدة هو تجسيدا لأحد أهداف ثورة أكتوبر المجيدة التي نحتفل بها اليوم معا. فهل ينتصر الوحدويون أم ينتصر المرتبطون بمشاريع إقليمية ودولية تسعى لتفتيت اليمن؟؟ وعندها لن يفيد الندم إذا ما نجح مشروع الانفصال وإهدار فرصة اليمن الجديد بنظامه العادل المنتصر للشعب كل الشعب.